عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

السلطة تهين من يقبض عليها ويتشبس بها، ويغفل عن قوانين الزمن وسنن ونواميس الحياة التى تطوى كل شىء أمامها، والرئيس الأمريكى جو بايدن بات مقالًا بالغ الدلالة لهذه القاعدة، بعد أن تحول إلى - ترند - الاعلام والسوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعى بسبب هفواته وذلات لسانه التى تكررت فى الفترة الأخيرة، وجعلته مادة للسخرية والفكاهة، وعلى جانب آخر أثارت حفيظة كثير من ساسة العالم باعتباره رئيس أكبر دولة، ومثل هذه الهفوات لها دلالات وآثار - أيضاً باتت حالة الرئيس الأمريكى مثار جدل كبير فى الرأى العام الأمريكى فى ظل تأكيد الأطباء أن حالة بايدن الذهنية مسار شكوك ولا تؤهله لفترة رئاسية ثانية وفى ظل تقدمه بالعمر وبلوغه الثانية والثمانين، وفى آخر استطلاعات للرأى، أكد 70٪ من الأمريكيين عدم رغبتهم فى استمرار بايدن، وجاء رفض الشريحة الأكبر من هذا الاستطلاع بسبب سن بايدن وحالته الذهنية، وهو أمر تلقفه واستغله منافسه دونالد ترمب، وقال إن بايدن استدعى روح الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران الذى توفى قبل حوالى ثلاثين عامًا، وتحدث معه بشأن الأحداث الجارية الآن فى إشارة إلى واحدة من سقطات بايدن.

آخر تخاريف بايدن الأسبوع الماضى كان حديثه عن الحرب الإسرئيلية على غزة، وادعاءه بالحرص على أبناء غزة وممارسة الضغوط من أجل دخول المساعدات عبر معبر رفح، بعد مطالبة الرئيس المكسيكى عبدالفتاح السيسى بفتح المعبر.. والحقيقة أن حالة الخرف التى يعيشها بايدن ليست بجديدة، وإن كانت هذه الواقعة تحديدًا تكشف عن النوايا الأمريكية الإسرائيلية تجاه معبر رفح وتهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى سيناء عبر هذا المنفذ، وهو أمر رفضته مصر بشكل قاطع منذ بداية الحرب، على اعتبار أنه يؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية ويشكل خطورة على الأمن القومى المصرى والسيادة المصرية على سيناء، والمؤكد أن رفض مصر القاطع لفتح المعبر فى بداية الحرب بهدف خروج المدنيين الأمريكيين والأوروبيين وغيرهم من الجنسيات الأجنبية، إلا بشرط دخول المساعدات لأبناء الشعب الفلسطينى أمر بات عالقًا فى ذهن الرئيس الأمريكى.. وعندما يستدعى بايدن هذا الموقف الآن، فهو أمر ليس بجديد فى ظل حالته الذهنية وذلاته المتكررة التى باتت جزءًا منه وتتكرر فى كل جولاته الانتخابية التى يتعرض فيها لانتقادات كبيرة بسبب استمرار الحرب على غزة وعملية الإبادة الجماعية التى تطال أطفال غزة فى أبشع صورة عرفتها البشرية، دون أن يحرك الرئيس الأمريكى ساكنًا حتى لا يفقد دعم اللوبى الصهيونى فى معركته.

الحقيقة أن انفصال بايدن عن الواقع لم يعد محل شك فى ظل جرائم الحرب وعملية الابادة الجماعية والمشاهد المروعة لأشلاء الأطفال التى وثقتها وسائل الاعلام والمنظمات الدولية، وباتت تشكل وصمة عار فى جبين الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يجد الرئيس الأمريكى بايدن ما يقوله عن هذه الجريمة التى تشارك فيها بلاده، فذهب إلى الحديث عن ممارسة ضغوط من أجل ادخال المساعدات فى التفاف على الانتقادات الشديدة والاتهامات الموجهة إليه لدعمه فى استمرار هذه الحرب القذرة، بعد أن باءت محاولات مجلس الأمن بالفشل فى كل اجتماعاته منذ اندلاع هذه الحرب بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض - الفيتو - فى مواجهة كل مشاريع قرارات وقف الحرب، والكل يعلم أن هذا الموقف العنصرى يأتى نتيجة التحدى الانتخابى الصعب الذى يواجهه بايدن، وسعى إدارته لاستمراره فى ولاية ثانية بكل السبل ومن خلال كسب اللوبى الصهيونى اليهودى.. وكلنا يذكر زيارة وزير الخارجية الأمريكى بلينكن إلى إسرائيل التى أعلن فيها أنه حضر بصفته يهوديًا، وهو أمر استغله رئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف نتنياهو للقضاء على أكبر عدد من الفلسطينيين، خاصة أنه يعى تمامًا أن توقف الحرب يعنى نهايته السياسية ومحاكمته وسجنه.

حفظ الله مصر