رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

كلما سمعت كلمة مثقف تحسست «مسدسى»، عبارة شهيرة لوزير الدعاية السياسية النازى جوزيف جوبلز، فى عهد الزعيم النازى السابق أدولف هتلر، وهو أحد الوزراء النازيين دموية فى تاريخ ألمانيا.

ربما نختلف مع دموية هذا النظام النازى من خلال ما كتب عنه.. ولكن ما نراه حاليًا ومشاهد القصف وحرب الإبادة الأمريكية الإسرائيلية للمسلمين فى غزة يدفعنا القول إلى أن هؤلاء النازيين ربما كانوا على حق فى الدفاع عن كيانهم ضد هؤلاء المغضوب عليهم من اليهود أصل كل خراب فى العالم..

ولكن ما ذنب المثقف فيما يحدث من مجازر وحروب إبادة؟!

أجيبك فى سطور..

المثقف هو العراف فى كل مكان بالعالم.. يظهر على العامة للتوجيه يمينًا أو يسارًا.

هو ساحر العيون يقلب الحقائق ويشكك المغبون فى مظلمته.

يحفظ التاريخ ويعرف ردود الأفعال ويستعد لمواجهتها، لذلك لا تستغنى عنه الأنظمة، حيث يحقق لها كل ماربها بكلمات واثقة تخترق قلوب العامة قبل مسامعهم.

وفى حرب الإبادة تتجسد خسة هذا المثقف فى الإعلام الغربى الذى حول المجنى عليه إلى متهم، بل واختلاق قصص وروايات تشبه حكايات الأشكيف وأمنا الغولة حول دموية الفلسطينيين وعدالة التخلص منهم.

المثقف يستطيع أن يحول الرأى العام من ضد إلى مع..

هذا ما عليه، ولكن ما له أنه هو أحد مصادر التنوير فى حياتنا وبدونه ربما تسير الحياة على وتيرة واحدة صباحها كليلها.. هو وبكل طاقته لو استشعر الخطر على نفسه من السلطة ينتفض ليضع إصبعه على هذا الخطر ويحذر كل من حوله من الوقوع فى فخ الاستبداد ولو لاحظ أن كل من حوله وصلت إليهم الرسالة فدوره التحريضى يبدأ مع بداية ترنح النظام فله قدرة غريبة فى استشعار بداية تهرول النظام وهو إن لم يتناوله النظام ببعض هدايا الدعم ينتفض يمينًا ويسارًا لنزع فتيل الثورة.

نعم هو ثورى بامتياز ضد كل ما هو لا يسير مع المصلحة وهو الأكثر تأثيرًا وسحرًا لعيون الناس أكثر بمراحل من رجال الدين مريدى السلطة فى حين أن السلطات نفسها تعمل على الجبهتين المثقف ورجل الدين، ولكنها ربما تركز أكثر من الثانى رغم أن المثقف هو الأكثر تأثيرًا فهو يستطيع مع برمجيته أن يتحول إلى قائد دينى يتحدث عن الله تعالى وكأنه عالم روحانى ويوجه رسالته ببراعة على كل الموائد.

المثقف هو الوجبة الأولى على الشاشات يوصى بوضعه فى صالونات واستوديوهات الشاشة يتولى بطولة التوك شو التليفزيونى وعلى المواطن الجلوس للاستماع للاستفادة.

لقد استطاع المثقف فى عصرنا الحصول على لقب زعيم الخراب وعراب كل انقلاب، ورغم ذلك لا نستطيع نحن بنى البشر الاستغناء عنه.