رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

فى الآونة الأخيرة يتم ترويج العديد من قصص زواج انتهت بالفشل أو قصص حب انتهت بالفراق، حتى بات الجميع يظن أن نهاية قصص الزواج والارتباط كلها مؤسفة ولكن سوف أسرد هنا العديد من قصص نجاح للزواج الذى دام العديد من السنوات المليئة بالاحترام والتقدير والمودة والرحمة، فمازال فى الحياة نماذج جيدة كما هناك نماذج سيئة، لابد أن يعيّ الجميع أن الزواج ثقافة وليس مجرد أداء واجب وطني، وإذا كان الهدف الأساسى من الزواج فى نظر البعض لتعمير الأرض عن طريق الإنجاب، ولكن يجب أيضًا أن يُفرق الجميع بين الزواج والإنجاب، فما الفائدة من إنجاب أطفال فى جو مليء بالمشاحنات مما يجعلهم مرضى نفسيين؟! فالإنجاب لمن قادر على تحمل مسئولية روح يُسأل عنها يوم القيامة.

فنحن فى الحقيقة نفتقد ثقافة الحب ثقافة الارتباط ومن ثم ثقافة الزواج، وثقافة التعامل، البعض يتحدث عن فرحة البدايات ويتساءل لِما لا تدوم؟ ولكن للوصول للإجابة سوف أضرب مثالًا لذلك: ماذا لو قررت الدخول فى شراكة مع أحدهم؟ هل ستظل قبل كتابة عقد الشركة فى مجاملات؟ هل ستتغاضون عن العيوب التى تجدونها فى بعضكم البعض وتستحوا من مواجهتها؟ هل ستعيشون فترة جميلة حتى كتابة العقد ومن ثم يبدأ كل طرف بمواجهة ومحاسبة الآخر؟ أم كل شخص منّا قبل الدخول فى علاقة شراكة أيا كان نوعها مع الشخص يبدأ كلاهما بالجلوس مع بعضهما البعض والاتفاق على المشروع المُزمع تنفيذه وكلاهما يتحدث عن مخاوفه ويرسمان علاقة الشراكة بينهما كمستقبل ومن ثم يكتبان العقد.

هذا الحال فى عقد الشراكة كعمل ما بال العقد الذى تحدث عنه الله سبحانه وتعالى فى مُحكم كتابه ووصفه بالميثاق الغليظ؟ فالمشكلة الكُبرى التى يقع فيها المقبلون على الزواج، افتقاد الصدق، والصدق ليس المقصود به المناقض للكذب، بل الصدق فى التحدث ورسم العلاقة والاتفاق على كيفية رسم الحياة التى يريدانها مع بعضهما البعض، فحتى تسير العلاقة بشكل صحيح، أول خطوة هي الشعور بالارتياح والقبول، أى كلا الطرفين ارتاح للآخر وهذا ليس معناه الحب بل ان هذا الشخص من الممكن أن يَشرع فى الارتباط بالآخر، ثم تأتى الخطوة الثانية وهى الصراحة والوضوح والاتفاق على كل شيء، وهذه أهم خطوة فى العلاقة وعقب تلك الخطوة تستطيعون المضى والاستمتاع بجمال البدايات التى سوف تدوم للأبد إذا بُنيّت بطريقة صحيحة!  

فبكل تأكيد سوف تمرون بمشاكل وخلافات ولكنها ناتجة عن طبيعة الحياة، والخلافات تقوى العلاقة الجدية الصحيحة واختبار للعلاقة الهشة غير الجدية، فالأخوة الذين يعيشون فى منزل واحد تحدث بينهم مشاكل، فهناك فرق بين مشاكل الحياة الطبيعية وبين المشاكل الناتجة عن افتقاد الصراحة والوضوح منذ البداية، فهناك من يرى عيوب ويغض البصر عنها ولكن تأكد أن ما تشعر به من عيوب منذ البداية وترهقك وتجعلك تشعر بالضيق لن تنتهى بل ستتزايد عقب الزواج ولا تستطيع تحملها! وأفضل شيء هو المواجهة والصراحة والوضوح وليس التغاضى والكتمان. كما أن مجتمعنا يفتقد الحب ومن ثم يفتقد التعبير عنه حتى أصبح البعض يستنكر إذا رأى اثنين يتبادلان الحب ويعتبر الإهانة التى يرونها ما بين اثنين أمرا عاديا حتى أصبح الحب فى السر والحرب فى العلن!

ففى عيد الحب أوجه رسالة للجميع بأن الحب موجود ولكن ابحثوا عن الأبدية فى الحب وهذا يحدث عندما تختار روحًا تشبع عقلك وقلبك، فإذا وجدت من ملأ قلبك وروحك وأشبعك فكريا فأنت هنا فى علاقة روح لا تنتهى إلا بصعود الروح إلى خالقها. وكما قال جلال الدين الرومى «الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه أما ذاك الذى يحب بروحه وقلبه فلا ثمة انفصال أبداً». فلا تكن بلا حب كى تشعر بأنك ميت، مت فى الحب وابق حيًا للأبد».

 

عضو مجلس النواب 

Email: [email protected]