رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"جابر" أشهر ماسح أحذية بجرجا

 مجرد أن تطأ قدماك مدينة جرجا، وتقف بجوار محطة السكة الحديد، ترى رجلًا تزيد سنه على سبعين خريفًا، يجلس بالقرب من بنك مصر، هربًا من شرطة المرافق، ليقوم بمسح الأحذية مقابل خمسة جنيهات، وأحيانًا يعطيه البعض عشرة جنيهات أو أكثر، ابتغاء مرضات الله، أو ليطمع فى دعاء العم جابر.

 

من هو العم جابر وما قصته؟
 جابر عبدالل،ه ٧١ سنة، أشهر ماسح أحذية فى مدينة جرجا القديمة، التى كانت عاصمة الإقليم منذ سبعين عامًا، فقد أصبح علامة مميزة لمنطقة محطة جرجا ولعملاء البنك ورواد المقاهى الشعبية، ويعمل بتلك المهنة منذ نعومة أظافره، قانعًا برزقه البسيط من جنيهات معدودة وكان فيها من الزاهدين.
 يعيش عم جابر هو وأسرته المكونة من خمسة أبناء "ولد وأربع بنات" فى شارع السوق فى غرفة واحدة مثل سكان المقابر، ليس هذا فحسب بل تزوجت ابنته الكبرى "صابرين" من أحد أقاربها وبعد عشر سنوات تركها زوجها إلى وجهة غير معلومة، فعادت إلى غرفة والدها وهى تحمل معها أبناءها من زوجها الهارب.
 لم يمل العم جابر ولم يكل من العمل منذ بزوغ الشمس إلى غروبها ليعود إلى أبنائه وأحفاده، حاملًا معه العيش وما يلزمهم من أشياء ضرورية تقيم صلبهم.
 بعد أن وصل إلى محطته السبعين، ذهب إلى المسئولين بالوحدة المحلية بجرجا وديوان عام محافظة سوهاج، لعلهم يساعدونه فى الحصول على شقة، أو صرف معاش شهرى، يعينه على تقلبات الحياة، ولكن هيهات هيهات لما يريد، بعد أن كان رأيهم بأنه "لا يستحق"، إذن فمن يستحق؟
 يقول العم جابر، منذ بضعة شهور بدأت "المياه البيضاء" فى الهجوم على عيونى الضعيفة، وأصبحت الرؤية عندى ضعيفة جدًا إلا من رحمة الله تعالى، فقام فاعل خير باصطحابى إلى طبيب عيون وتكفل بثمن الكشف والعلاج وطلب من الطبيب إجراء عملية جراحية فى العينين أو إحداهما، فأخبره الطبيب بأن العملية الجراحية فيها خطورة الآن على صحتى العامة والعيون بصفة خاصة، وما زلنا ننتظر فرج الله، فى معاش لى أو شقة لابنتى صابرين وأبنائها.
 هذه القصة الإنسانية، مهداة للواء طارق الفقي، محافظ سوهاج، والأستاذ عاطف السمطى، رئيس مدينة جرجا، والدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، والدكتور رأفت السمان، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بسوهاج، لعلهم يستطيعون إنقاذ ما يمكن إنقاذه.