عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

أعيد حاليا قراءة رواية للأديب الراحل يوسف أبورية (٢ يناير ١٩٥٤ - ١٢ يناير ٢٠٠٩) بعنوان (ليلة عرس) كتبها عام ٢٠٠٢ وفازت عام ٢٠٠٥ بجائزة نجيب محفوظ التى تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنويا؛ الرواية تجمع بين الفلسفة والتيمات الشعبية المصرية من خلال شخصية حودة صبى الجزار الابكم الأصم الجامع لأسرار وخفايا جيران الحى وعبر لغة الإشارة يتمكن من كشف وفضح هذه الأسرار مما يؤثر على هدوء المجتمع الريفى؛ مما يجعل أهل بلده فى عداء ضده حتى ينجحوا فى تدبير مؤامرة تستهدف حياته.
فى هذا الشهر يمر سبعين عامًا على ميلاد أبورية؛ وخمس عشرة عاما على وفاته؛ روائى مصرى كانت الشخصية المصرية هى النابضة فى خريطة رواياته بكل ما تحمل من نجاحات وهزائم وإخفاقات وخفايا النمط الإنسانى - خاصة فى ريف مصر - ولكنه يكتب ليس كما كتب يحيى حقى أو يحيى الطاهر عبدالله.. لكنه جنح إلى الموروث الشعبى المقارن بين أكثر من نمط حضارى حين نجد أن بعض مفردات الحياة الريفية فى مصر تتشابه مع مثيلاتها فى الريف السورى أو التركى أو اليونانى.. حتى عند كثير من أغنياتهم وطبيعة الإلحاح نحو التشبث بقيم إنسانية: ترك لنا يوسف أبورية مجموعة روايات أهمها (الضحى العالى) ١٩٨٥ و(عطش) ١٩٨٩ و( تل الهوى) ١٩٩٩ و (عاشق) ٢٠٠٥.
لعل أهم حدث فى حياة أبورية هو فوزه بجائزة نجيب محفوظ.. وإن كنت أتخيل أن الموت المبكر قد خطف منه الكثير من عقيق الكهولة حين يتكسر بلورا ناضجا فى خلايا النصوص الأدبية فيعيد شموخ ما يستحق و يخفى آثارا أراد ألا تكون فى سيرته الذاتية.
على أية حال رحل أبورية وعلينا أن نتتبع ونعيد أعماله أمام النور. هو وشباب الراحلين يحيى الطاهر عبدالله وأمل دنقل وعبدالرحيم منصور وغيرهم، لنكون ضميرهم ووعيهم المجتمعى.
[email protected]