د. أحمد عثمان الجعيدى مؤسس وعضو مجلس إدارة شركة معامل سيتى لاب للتحاليل الطبية:
طرح «سيتى لاب» بسوق الأسهم من ثمار مؤتمرات البورصة للتنمية فى المحافظات
90 فرعًا مستهدف افتتاحه حتى مطلع 2028
أنت فريد ومميز بفكرك وطريقتك، اكتشف جمال مسيرتك فى تجاربك، لا تقلل من قيمتك بالمقارنة بالآخرين، تعلم من ماضيك، ولا تدعه يحكم حاضرك، ابنى لنفسك مستقبلًا أفضل.. أعلم أن الأحلام تكون بحجم الجرأة التى تمتلكها، لا تخف من تحقيق الأمنيات الكبيرة، وكذلك انطباعى عن محدثى إيمانه أن النجاح ليس هدفًا نهائيًا، بل رحلة من التطور المستمر، وسطور تكتب حروفها من نور.
ضع أولوياتك وأعمل على أن تكون ممتازًا فيما يهمك أكثر، وجيد بما يكفى فيما سواه، حدد أهدافك الخاصة بك أنت وحدك، واجعل الامتياز فى فعل الأشياء دافعًا لك، بدلًا من أن يكون الخوف من النقص محبطًا، فبمنطق الإيمان بقدرتك على الوصول للأفضل يكون سر النجاح، وعلى هذا كانت مسيرته منذ الصبا.
الدكتور أحمد عثمان الجعيدى، مؤسس وعضو مجلس إدارة شركة معامل سيتى لاب للتحاليل الطبية.. آمن بفكرته وعمل على تحقيقها، يفتش عن الفرص، تجاربه تدريب واستعداد للانتقال لمرحلة جديدة، الاجتهاد والتخطيط وجهان لعملة واحدة فى فلسفته، واضح، ومغامرته مدروسة وهو سر أفضليته.
بالحى الهادى وعلى بعد أمتار من البحر، يمكنك أن تمسك ريشة وترسم لوحة معبرة تشبه مشوارك فى تقلباته ما بين الهدوء، وأمواج المطبات، بالطابق الرابع، من غرفة مكتبه يتابع المشهد، ويحلل عن قرب، عند المدخل الرئيسى واجهة مصممة بزخارف كلاسيكية، ديكور مميز، ألوان بسيطة تعكس حالة هدوء، الجدران تسودها ألوان البيج، الممتزج ببعض الرسومات.
3 لوحات صممت بشكل هندسى جميل، كل لوحة ترسم قصص وحكايات عن طبيعة المكان، الأثاث يستكمل اللوحة الجمالية، على بعد أمتار تبدو غرفة مكتبه أكثر بساطة، مجموعة من الكتب والملفات النادرة، منها ما يتعلق بمجال عمله الطبي، ومنها ما يختص بالتنمية البشرية.. قصاصات ورقية على سطح مكتبه يسطر بها أفكاره وخططه اليومية، ومدى رضاه عمى يفعله، أجندة ذكريات تسطر سطور صفحاتها مشوار طويل من الإصرار والعزيمة، والمحطات الفاصلة فى مسيرته الشخصية والعملية بدأ سطورها بكلمات شكر لوالديه، على ما قدماه له، ودور والده فى تشكيل شخصيته بقوله «ستبقى قدوتى مهما تعاظم من حولى الناس، وستبقى بطلى بأبسط ما فعلته، سأحارب كى أكون نسخة أخرى منك».
حماسي، يسعى لحلمه، ولا ينتظر الفرصة، دقيق وواضح، عميق فى تفكيره، يحدد رؤيته، ويصحح مساره إذا تطلب ذلك، وهو سر تفرده، يخوض فى التفاصيل إذا احتاج الأمر، يحلل مشهد عمله بدقة.. يقول إن « الرعاية الصحية يمثل قطاعًا مهمًا فى تحقيق التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي، لذلك تعمل الحكومة على دعم هذا القطاع، نظرًا لكثافة التعداد السكانى الذى يتجاوز107 ملايين نسمة، وبذلك يكون السوق المصرى فى عدد السكان الأول عربيًا، والثالث أفريقيًا بعد نيجيريا وإثيوبيا، وهو ما يسهم فى إتاحة الفرصة أمام قطاع الرعاية الصحية للنمو بصورة أكبر، ويعد بمثابة ركيزة أساسية يفتش عنها المستثمر، الراغب فى توجيه أمواله للاستثمار فى هذا القطاع، نظرًا لما يحققه من قفزات فى النمو بسبب الزيادة السنوية فى التعداد السكاني، خاصة أن معدلات النمو السكانى خلال السنوات القادمة حتى عام 2030 سيشهد نموًا بنحو 25 مليون مولود جديد، مما سيعمل على نمو أكبر بقطاع الرعاية الصحية».
التركيز، التنظيم، والتطوير من عوامل الإنجاز فى العمل، ونفس الحال للشاب الثلاثينى يكون أكثر تنظيمًا، حينما يتحدث عن التحديات التى يواجها القطاع، إذ يعتبر عدم كفاية المستثمرين الذين يعملون فى هذا المجال أكبر التحديات، فى ظل الثقافة السائدة والقائمة على أن الطبيب فقط هو المسموح له بتأسيس مستشفيات، وهى من القيود التى تعمل الحكومة على تعديلها فى القانون، حتى لا يكون السائد فى هذا المجال هو المستثمر الطبيب الذى يؤسس مشروع بناء على تخصصه فقط، وهذا أيضًا من التحديات، فقد يكون المستثمرون فى قطاع الرعاية الصحية ليس من أصحاب المجال، لكن لديه القدرة الإدارية والاحترافية، التى تسهم فى نجاح المشروع، ويمكنه الاستعانة بفريق عمل متكامل متخصص فى المجال، مما يسهم فى اتاحة التوسع والنمو فى هذا القطاع، لذلك لا بد من إعادة النظر فى القوانين التى تسمح للأطباء فقط بتأسيس مستشفيات وكيانات طبية، بالإضافة إلى أيضًا وفقًا لقول محدثى المعوقات المفروضة على عملية الاستحواذات، والشروط المطلوبة من الجهات المتخصصة والمشرفة على القطاع لإتمام مثل هذه العمليات، حيث إنها تعد من المعوقات التى تقف حائلًا أمام نمو القطاع.
< إذن كيف يمكن علاج المعوقات التى تواجه قطاع الرعاية الصحية، بما يدفعه لتحقيق مستهدفاته من النمو؟
< بهدوء وثقة يجيبنى قائلًا إن «كل هذه المعوقات التى يعانيها قطاع الرعاية الصحية تتطلب مرونة، بما يسمح بزيادة أعداد المستثمرين وتشجيعهم، وإتاحة الفرصة بتدفق أموال كبيرة فى القطاع، وهو ما يصب فى مصلحة سوق وصناعة الرعاية الطبية».
العقول العظيمة تتحدث بشأن الأفكار، ونفس الأمر لمحدثى حينما يشير إلى أزمة توافر الدولار، وتداعياتها على سوق الرعاية الصحية، يعتبر أنه كان لها تأثير على القطاع كغيره من القطاعات الاستراتيجية، حيث تسبب فى ارتفاع وزيادة المستلزمات والأجهزة الطبية، الخاصة بالقطاع، إلا أنه اسهم أيضًا فى زيادة إيرادات والمبيعات بالشركات.
التخطيط المستمر من السمات التى تمنحه ميزة ويتبين ذلك حينما يتحدث عن تدفق الاستثمارات العربية فى قطاع الرعاية الصحية، حيث يراها أمرًا إيجابيًا، وتدفع لتعزيز منافسة قوية مع القطاع الخاص المحلي، ودفعه إلى التحسن والتطور المستمر، لكن يجب أن يضع فى الاعتبار أن الرعاية الصحية من القطاعات الاستراتيجية، التى تتطلب رقابة مستمرة من الحكومة، لارتباط القطاع بالبعد الاجتماعي، خاصة أن القطاع أيضًا من القطاعات المهمة فى تحقيق التنمية المستدامة.
التحديات التى يواجهها تجعله أقوى، من أجل تحقيق الإنجازات المتتالية، يتكشف ذلك فى حديثه عن القطاعات التشخيصية متمثلة فى معامل التحاليل، والأشعة التى تعد واحدة من مجالات الرعاية الصحية، إذ يعتبرها من المجالات الأكثر ربحًا، بسبب عائدها على الاستثمار الأعلى، ورغم ذلك لا يزال السوق فى حاجة إلى المزيد من هذه القطاعات التشخصية.
< لماذا الاتجاه إلى طرح الشركة فى البورصة؟
< علامات تفاؤل وارتياح ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلًا إن « فكرة الشركة بدأت من خلال مجموعة متكاملة من الأطباء والمستثمرين فى نوفمبر عام2014، بهدف تقديم قيمة مضافة للعملاء، و برأسمال 5 ملايين جنيه، ثم زيادته على مراحل، حتى وصل إلى 64 مليون جنيه، والطرح بسوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة سيعمل على المساهمة فى توفير التمويل بتكاليف منخفضة، مقارنة بمصادر التمويل الأخرى، خاصة أن الشركة تسعى من خلال الطرح إلى سد فجوة تمويلية بقيمة50 مليون جنيه، لتنفيذ الاستراتيجية الطموحة للشركة، حيث إن الإجمالى المطلوب 160 مليون جنيها، عبارة عن 22 مليون جنيه تم توفيرها بالفعل من خلال دخول مستثمرين جدد فى زيادة رأس المال ليصل قبل القيد بالبورصة إلى 64 مليون جنيه، ثم 50 مليون جنيه، بما يسمح للشركة بالانتقال من سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى القيد فى السوق الرئيسي، بالإضافة إلى 88 مليون جنيه متوقعة من إيرادات النشاط حتى عام2028».
لا يغفل دور مؤتمرات البورصة للتنمية بالمحافظات فى العمل على دعمه للقيد فى سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتحول إلى الفكر المؤسسى الاحترافي، حيث إن طرح الشركة يعتبر حصاد مؤتمر البورصة للتنمية الذى أقيم منذ عامين بمحافظة بورسعيد، وهو ما ساعد الشركة على عملية القيد والطرح، بدعم من قيادات الرقابة المالية والبورصة، خاصة أن الشركة ستحقق المزيد من المكاسب بعملية الطرح، فى الحوكمة، والشفافية، والإفصاح، والانفتاح على المستثمرين الأجانب عبر «فاترينة» البورصة.
< ماذا عن استراتيجية الشركة المستقبلية؟
< لحظات صمت تسود المكان قبل أن يجيبنى قائلًا إن «الشركة تهدف إلى تنفيذ استراتيجية طموحة، تبنى الاستراتيجية على توسع فى الفروع ليكون الإجمالى حتى عام 2028 نحو90 فرعًا لمعامل التحاليل، بجميع محافظات مصر عبر افتتاح 65 فرعًا بواقع 25 فرعًا بالقاهرة والجيزة، و25 فرعًا بمحافظات الصعيد، و13 فرعًا بمنطقة الإسكندرية، بواقع أيضًا 5 فروع بعام2024، و15 فرعًا فى 2025، و30 فرعًا بعام 2026، و15 فرعًا فى 2027، وكذلك التوسع الخارجى بدولة الأردن بفرعين من ضمنهما فرع قائم، وآخر مستهدف».
محطات عديدة، مر بها فى مسيرته أصقلت من خبراته، وثقته بنفسه، كل ذلك دفعه أن يكون محاربًا ناجحًا، عن طريق الجهد والعمل الجاد سطر حروفًا مضيئة، يقدم نصيحته لكل باحث عن النجاح بالإصرار والإرادة بالإنجاز، وحرية الاختيار، كل ناجح يحمل قصة مثيرة، وقصة محدثى لم تنته بعد، فلا تزال تحمل المزيد من الأمانى والأحلام وهو ما يسعى لتحقيقه مع مجلس إدارة الشركة بالوصول إلى الريادة فى مجاله.. فهل يستطيع ذلك؟