رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجـــــاه

أبلغ ما تحدث به وزير الخارجية السعودى، فيصل بن فرحان، رداً على «جعجعة» الرئيس الأمريكى جو بايدن، عن التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، هو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.. أنه الشرط العربى الثابت، الذى لم يفهمه «بايدن»، أو يحاول هو وإدارته إحراج «الرياض»، وإظهارها - على غير الواقع- كما لو كانت تجرى فى اتجاه هذا التطبيع، فى الوقت الذى يرتكب جيش الاحتلال المذابح ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة.. وحتى يتوجب عليه أن يتوقف، عن تسويق «أمنياته» فى أى مكان يذهب إليه، نعيد ما سبق نشره هنا، فى أكتوبر الماضى، عن تفاصيل مبادرة السلام العربية، التى صارت المرجعية الوحيدة، لإنهاء الصراع العربى- الإسرائيلى. 

** فى العام 2002، طرح العاهل السعودى، الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وكان ولياّ للعهد- مبادرة للسلام مع إسرائيل، أمام القمة العربية الـ14، وكانت منعقدة فى العاصمة اللبنانية «بيروت»، يومى 27و28 من شهر مارس من نفس العام، وقد حازت على تأييد مجلس جامعة الدول العربية، وبالتالى عبرت عن الموقف العربى الموحد، أمام أى منصة دولية، تتحدث عن أى مقاربات للسلام، والعمل على إنهاء الصراع العربى- الإسرائيلى، بما يحقق كامل الانسحاب من الأراضى المحتلة، وإقامة الفلسطينيين دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، واستمدت هذه المبادرة قوتها، من تجديد الإجماع العربى على تفعيلها، فى قمة «الرياض» 2007. 

** لقد تأسست المبادرة على قاعدة، أن السلام العادل والشامل، خيار استراتيجى للدول العربية، يتحقق فى ظل الشرعية الدولية، مقابل التزام إسرائيل بذلك، ومن ثم دعت المبادرة إلى الانسحاب الكامل من جميع الأراضى العربية المحتلة، تنفيذاّ لقرارى مجلس الأمن «242و338»، وما بعدهما قرارات مؤتمر «مدريد»1991، ومبدأ الأرض مقابل السلام، والاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود 4 يونية 1967، ومقابل ذلك، تذهب الدول العربية، نحو إقامة علاقات طبيعية، فى إطار سلام شامل مع إسرائيل، ولذلك أصبحت مبادرة الملك عبدالله، المرجعية العربية، التى يتحدث بها الحكام العرب، شرطاّ لأى تقارب أو تطبيع مع «تل أبيب». 

** من بين نصوص المبادرة كذلك، مطالبة إسرائيل بإعادة النظر فى سياساتها، مقابل السلام كخيار استراتيجى، وأن تنسحب من كل الأراضى العربية، التى احتلتها فى حرب 67، وفى المقدمة منها، هضبة الجولان السورية، والأراضى التى مازالت محتلة فى جنوب لبنان، فضلاّ عن التوصل، إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وفقاّ لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة «الرقم 194»، مع سيادة دولة فلسطين على أراضى الضفة الغربية وقطاع غزة، وفى حال التزمت إسرائيل، سوف تعتبر الدول العربية، النزاع العربى- الإسرائيلى منتهياّ، والدخول فى اتفاقيات سلام وعلاقات طبيعية، تحقق الأمن فى المنطقة، مع رفض توطين الفلسطينيين فى الدول المضيفة. 

** وعلى غير الترحيب الدولى بالمبادرة، جاء موقف حكومة إسرائيل، وكان يترأسها إريل شارون، برفض المبادرة وعدم الاستعداد حتى - لمناقشتها، وهو ما هيأ لنخبة اليسار الإسرائيلى، لأن تنتهز الفرصة وتعلن فى العام 2011، عن خطة سلام توفيقية، استجابة للمبادرة العربية، فى محاولة لإحلال السلام، واقترحت انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، من قطاع غزة والضفة الغربية، ودعت لأن يكون الحرم القدسى، أرضاّ محايدة بين فلسطين وإسرائيل، وإقامة علاقات مع الجيران العرب، يضمن تسوية النزاع حول الجولان السورية.. ومع تجاهل «تل أبيب» للمبادرتين، تبقى ورقة الضغط فى يد «الرياض».. مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للسلام. 

[email protected]