رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء الذهب: «المسوقجية» يتلاعبون بسوق الذهب

بعد القبض على أحد التجار بتهمة «الدولرة» والتهريب للسودان.. جرام الذهب يرتفع ٢٥٠ جنيهًا فى ٣ ساعات فقط وبعض التجار يمتنعون عن البيع والشراء

بوابة الوفد الإلكترونية

ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية إلى مستويات غير مسبوقة، إذ لامس سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 3750 جنيهًا، خلال تعاملات يوم الجمعة الماضية، ثم تراجع لمستوى 3500 جنيه، فى واحدة من أكبر التحركات السعرية اليومية فى سوق الذهب، ما يؤكد وجود تلاعب تحت أوهام العرض والطلب.

وقد شهد السوق الأسبوع الماضى حالة من الاضطراب عندما قامت قوات الأمن بالقبض على واحد من أكبر تجار الذهب الكسر فى مصر بتهمة الدولارة وتهريب الذهب إلى السودان والكائن محله فى منطقة الجمالية، مما تسبب فى احداث حالة من الفوضى وعدم الانضباط فى التسعير، حيث اتجه «المسوقجية» تجار الكسر للامتناع عن البيع ووقف البيع للمصنعين ومحلات التجزئة، ما أدى بالتبعية إلى توقف المحلات لصعوبة استعاضة الأوزان المباعة.

كما قاموا أيضاً بالامتناع عن الشراء، إلا بأسعار أقل بنحو 100 جنيه عن السعر المعلن، حتى وصلت الفجوة بين سعر البيع وسعر الشراء بنحو 100 جنيه، وهى نسب فروق غير عادلة وتحرم العملاء من تحقيق أرباح فى مدخراتهم فى حالة البيع. وعلى الرغم من إعلان شعبة الذهب والمصوغات أن الأمور تسير بشكل طبيعى فى الصاغة فإن حالة كبيرة من الاضطراب سيطرت على السوق وجعلت بعض التجار يتوقفون عن البيع والشراء.

بلغت نسبة ارتفاع أسعار الذهب بالأسواق المحلية 8.5 % خلال تعاملات الأسبوع الماضى، فى حين تراجعت الأوقية بالبورصة العالمية بنسبة 1% خلال تعاملات نفس الأسبوع بفعل ارتفاع الدولار وعوائد السندات الأمريكية، عقب تصريحات أعضاء الفيدرالى الأمريكى تبدد سيناريو خفض أسعار الفائدة، واستمرار البنك فى سياسته النقدية المتشددة.

وفى هذا قال سعيد إمبابى، المدير التنفيذى لاحدى منصات تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب ارتفعت بقيمة 280 جنيهًا، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 تعاملات الأسبوع الماضى عند مستوى 3280 جنيهًا، ولامس مستوى 3700 جنيه، واختتم التعاملات مساء السبت الماضى عند مستوى 3560 جنيهًا، فى حين تراجعت الأوقية بنحو 20 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 2049 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 2029 دولارًا.

وأضاف، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 4069 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3052 جنيهًا، فيما سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2374 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 28480 جنيهًا.

ولفت، إمبابى، إلى أن ما يحدث يعد استغلالًا لأزمة السوق السوداء، ورفع الأسعار بنسب أعلى من الأسعار الطبيعية، مستغلين ذريعة العرض والطلب، متسائلا هل يؤدى زيادة الطلب إلى ارتفاع سعر الذهب من مستوى 3500 جنيه إلى 3750 جنيهًا، ثم تراجعه مرة أخرى إلى مستوى 3500 جنيه، خلال نحو 3 ساعات فى يوم واحد فقط.

ومن جانبه كشف المهندس هانى ميلاد جيد رئيس الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية عن أن التصريحات الأخيرة التى أدلى بها العديد من مسئولى بنك الاحتياطى الفيدرالى دفعت الدولار إلى أعلى مستوى شهرى له كما كانت سببًا رئيسًا لانخفاض أسعار الذهب بالأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضى، حيث سجل الدولار خلال آخر تداول عند 102.833 بعد أن أغلق عند 102.589 ويستقر حاليًا على ارتفاع بنسبة 0.75% عند 103.348, بينما تراجعت أسعار العقود الأجلة للذهب لشهر فبراير بنسبة 20 دولارًا أو 0.97٪ وثبت عند 2031.60 دولار, وهذا مجرد انتعاش طفيف من أدنى مستوى اليوم عند 2027.60 دولار.

جاءت على رأس تلك التصريحات ما أعلنه المحافظ كريستوفر والر أحد أعضاء بنك الاحتياطى الفيدرالى الاثنى عشر لمواجهة توقعات احتمال تخفيض أسعار الفائدة خلال الربع الأول من هذا العام والتى كان لها أثر مباشر على تراجع سعر الدولار بالبوصات العالمية، مشيرًا إلى أن الفيدرالى سيتخذ تلك الخطوة ولكن ليس بالسرعة التى يتوقعها المحللون لتخفيف السياسة النقدية, لافتًا إلى أن تلك السياسة لا يمكن تخفيفها فى ظل معدلات التضخم بالأسواق الأمريكية والتى ترفض الهبوط للمعدلات المستهدفة كما لا يرى ضرورة للتسرع فى اتخاذ إجراءات تخفيفية فى الوقت الراهن.

وأوضح «ميلاد» أن أهمية السياسة النقدية للفيدرالى الأمريكى لا تقف عند التأثير على سعر الدولار بالأسواق العالمية وأسعار الذهب بل تمتد لعودة الاستثمارات الخارجية المباشرة للأسواق الناشئة والتى تبحث عن سبل لتمويل اقتصادياتها وسط معدلات تضخم عالمية غير مسبوقة وتراجع معدلات نمو عالمية, وبالرغم من كل تلك التصريحات إلا أن الواقع يؤكد ضعفًا متسارعًا للاقتصاد الأمريكى بدءًا من ارتفاع حجم الديون الخارجية وعدم تراجع معدلات التضخم بالشكل المرجو وانهيارات متتالية للبنوك الأمريكية مع وجود شبح الركود والانكماش الاقتصادى والذى ظهر تأثيره على الاقتصاد العالمى بما يعطى الانطباع أن تلك التصريحات هى حلقة جديدة من المسلسل الأمريكى لاستخدام التصريحات الاعلامية لمحاولة السيطرة على الأوضاع الاقتصادية المتردية.

وكانت بعض المواقع الإخبارية نشرت أخبارًا عن قيام قوات الأمن بمداهمة محل تاجر من أكبر تجار الذهب الكسر فى وكالة الجواهرجية فى سوق الذهب بمنطقة الجمالية وتم إلقاء القبض عليه بتهمة الدولارة وتهريب الذهب للسودان. وتم إغلاق المحل. كما تردد أن قوات الأمن أغلقت وكالة الجواهرجية ومنعت أصحاب المحلات من الوصول لمحالهم الا أن الشعبة نفت وأكدت أن حركة البيع والشراء تتم بشكل طبيعى. وتعتبر وكالة الجواهرجية هى المتحكم الأكبر فى سوق الذهب المحلى فهى تمد المصنعيين والتجار بالذهب الخاص وتقوم بتجميع الذهب الكسر من جميع محافظات الجمهورية.