عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رواية «غسان كنفانى» الشهيرة «عائد إلى حيفا» 1969 والتى تعد من أبرز أعمال الأدب الفلسطينى قد ترجمت إلى العديد من اللغات وأيضا تم تحويلها إلى فيلمين أحدهما فلسطين والآخر إيرانى حصدا العديد من الجوائز كما أنتج مسلسلًا سوريًا للمخرج «باسل الخطيب» والمؤلف «غسان نزال» عن نفس القصة بالإضافة إلى تحويلها إلى مسرحية ميلود امية لفرقة طقوس الأردنية تتناول ذات الموضوع المتعلق بقصة النكبة الأولى فى 1948 حيث تتناول رواية عائد إلى حيفا قصة سعيد الذى اضطر إلى أن يترك منزله ويفر من حيفا إبان القصف المدفعى الصهيونى فى ٤٨ على المدنيين العزل فى المدينة لإجبارهم على الفرار والنزوح إلى البحر للفرار إلى عكا وفى أثناء تواجده على الشاطئ يلتقى زوجته «صفية» وقد هربت هى أيضا من البيت بحثًا عن زوجها وفى خضم الخوف والقصف نسيت ابنهما «خلدون» ذا الخمسة أشهر رضيعًا وحيدا فى سريره ولم تستطع العودة لا هى ولا زوجها للمنزل واضطرا للعيش فى عكا وتكوين أسرة جديدة وإنجاب أبناء جدد وبعد عشرين عامًا تمكنا من الرجوع إلى «حيفا» بعد الحصول على الموافقات الأمنية واتجها إلى منزلهما وطرقا الباب ليجدا سيدة صهيونية تسكن دارهما وبدآ استرجاع الذكريات من أفراح وأحزان وعلما أن ولدهما قد تربى فى كتف تلك الأسرة القادمة من أوروبا والتى منحها الكيان المحتل والوكالة اليهودية ذلك المنزل شريطة تربية هذا الرضيع المفقود ومن ثم نشأ الطفل يهوديًا والتحق بالخدمة فى الجيش الإسرائيلى.. وفى لحظة اللقاء يفاجأ الأب أن ولده يرفضه بل ويلومه على تركه طيلة تلك السنوات وأنه لا يرغب فى العودة للعيش معه ويفضل أن يعيش مع تلك الأسرة وهذا الكيان الذى آواه ورباه ومنحه الحياة.. وهنا يدرك سعيد وصفية أنهما ضحايا وجناة فى آن واحد، فقد استسلما للنزوح واللجوء وأخذتهما الحياة الجديدة والأبناء الآخرون وأن حلم العودة هو ماض لن يعود لكن ابنهما الصغير خالد الذى يرغب فى الانضمام للمقاومة بينما يرفض والده سعيد هو الوحيد القادر على تحقيق العودة لأن الوطن ليس مجرد ماض ولا ذكريات ولا ابن ضائع ولا منزل استوطنه المحتل، وإنما الوطن هو المستقبل الذى لن يعود ولن يكون إلا بالمقاومة والسلاح والصمود وليس الهروب والنزوح واللجوء.. هذه هى قضية كنفانى الكاتب الفلسطينى المسيحى الذى استشرفت قصته أحداث «غزة» وكيف أن العودة إلى الأرض وإلى حيفا ويافا وعكا لن يكون باجترار الذكريات أو حمل المفتاح القديم للدور التى تركوها فى النكبة الأولى، أو العشم فى مساعدة الجيران والأشقاء وإنما الأمل الوحيد هو فى المقاومة والتخطيط والصمود وهذه الدماء الذكية الطاهرة التى تروى الأرض وتزهر من خلالها أشجار البرتقال والزيتون ونخيل دير البلح والزعتر.

إن كان أهل غزة قد فقدوا الدار والولد والأمن وسبل الحياة وتعرضوا لأكبر جريمة حرب فى العصر الحديث وتلك الإبادة الجماعية وهذا الخذلان والصمت العربى والإسلامى المريع والمخيف بدعوى السياسة والمصالح وعدم القدرة على مجابهة الكيان الاستعمارى الدولى فإن الله أرسل لهم جنودًا من عنده من أقصى الجنوب كما أرسل النجاشى ملك الحبشة لينصر المسلمين المهاجرين فى صدر الإسلام ويحميهم من بطش بنى جنسهم فى قريش.. فإن رئيس جنوب أفريقا سيريل رامافوزا وفريقه من المحامين ووزير العدل وكل شرفاء هذه الدولة الأفريقية هم من سوف يسجلون بأسمائهم تاريخًا جديدًا للإنسانية والحضارة بهذه الدعوة القانونية التى رفعوها أمام محكمة العدل الدولية لنصرة أهلنا فى غزة، الإنسانية لا تحتاج إلى جوار ولا إلى رابطة دم أو دين أو عرق.. ولا تعتمد على مصالح ولا يرهبها خوف أو احتياج.. الإنسانية قيمة ومعنى ومغزى لا يدركه إلا كبار النفوس أحرار العقول أسياد الأرواح.. عائدون إلى غزة الحرة بإذن الله.