عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

على الرغم من مرور تسع سنوات على رحيل السيدة فاتن حمامة، (17 يناير 2015)، إلا أن تاريخها الفنى مازال عامرًا بالأسرار والحكايات والغرائب التى لا يعرفها الكثيرون. الأمر الذى يؤكد أن الفنان الجاد الموهوب غزير الإنتاج قادر على إسعاد الناس وإثارة خيالهم حتى بعد رحيله.

أجل... لا غرابة ولا خطأ فى العنوان الذى كتبته هنا، فالسيدة فاتن نفسها هى التى أعلنت عدم حبها لفيلمها الشهير (بين الأطلال) الذى أخرجه عز الدين ذوالفقار وعرض فى 9 فبراير 1959.

جاء هذا الكلام فى البرنامج التليفزيونى (سهرة مع فنان) الذى أذيع قبل ستين سنة، وبالتحديد فى نهايات عام 1963، لأنها تقول إنها بصدد عمل دوبلاج فيلمها الأخير (من أنا)، لكن هذا الفيلم تغير اسمه إلى (الليلة الأخيرة) الذى عرض فى 23 ديسمبر 1963.

أجرت اللقاء المذيعة الجادة المهذبة ذات الصوت الخفيض السيدة الراحلة أمانى ناشد (1936/ 1980). فى البداية قالت أمانى بأداء يقر حقيقة مطلقة: (البرنامج النهادرة بيستضيف نجمة السينما العربية الأولى السيدة فاتن حمامة).

فى ذلك الوقت كانت فاتن قد بلغت 32 عامًا فقط، (مولودة فى 27 مايو 1931)، ومع ذلك استحوذت على هذا اللقب الرفيع عن جدارة. ارتدت (الست فاتن)، كما كانت تناديها المذيعة اللطيفة، فستانا أنيقا بلا أكمام ومضت تجيب عن الأسئلة الموجهة إليها ببساطة وأريحية، دون أن تفارقها ابتسامتها الرقيقة الطبيعية.

فى هذا اللقاء المميز تحدثت صاحبة (دعاء الكروان) عن كيفية دخولها عالم السينما وهى طفلة لم تتجاوز عامها السابع، عندما اشتركت فى بطولة رابع أفلام محمد عبدالوهاب (يوم سعيد/ 1940)، ثم انتقلت إلى الحديث عن مشاركتها فى بعض الأفلام الأجنبية وأهمية ذلك للفنان حتى لو كان الدور صغيرًا.

كما انتقدت (الفقر) فى إنتاجنا السينمائى، حيث أوضحت أن الفيلم المصرى يتكلف نحو 40 ألف جنيه فقط، فى حين أن تكلفة الفيلم الأمريكى تبلغ نحو أربعة ملايين، مؤكدة أننا لن نصل إلى المستوى العالمى فى السينما دون إنفاق سخى، مع الاستعانة بالخبراء الأجانب فى الإخراج والتصوير والمونتاج إلى آخره حتى نتعلم منهم، وهذا ليس عيبًا.

المفارقة أن فاتن حمامة انتقدت أداء الحكومة (فى زمن عبدالناصر) فى تعاملها مع مهرجانات السينما العالمية، لأنها لا ترسل سوى نجمة واحدة وبرفقتها ثلاثة رجال على الأكثر، فى حين أن الوفد الهندى، على سبيل المثال، يتكون من 20 نجمًا ونجمة، الأمر الذى يجذب أنظار المصورين فتنتشر صور هؤلاء النجوم فى العالم.

اللافت أن فاتن أعلنت عدم حبها لفيلمها الأشهر (بين الاطلال) رغم إعجاب جمهور ذلك الزمان به، معللة ذلك بأنها تكره الميلودراما، وأن الحزن كان يرافقها قبل التصوير وأثناء التصوير وبعد التصوير، وأن هذا الأمر غير محبب لها على الإطلاق.

أما دورها فى (دعاء الكروان) فأكدت اعتزازها الشديد به... ومعها حق طبعًا.

اللقاء ثرى وشائق وممتع... رحم الله (الست فاتن).