عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما زالت مصر تؤدى دوراً بارعاً بشأن الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، والعالم كله بلا استثناء يقف مشدوهاً أمام هذا الدور العظيم، والثوابت المصرية فى القضية الفلسطينية لا يمكن أن تتغير، ولا أكون مبالغاً فى القول إذا قلت إن المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، بدأ يتراجع قليلاً عن مواقفه المتشددة تجاه القضية الفلسطينية، رغم الجرائم البشعة التى تقوم بها إسرائيل حتى كتابة هذه السطور، وتعد مصر الدولة الوحيدة التى تصر إصراراً شديداً على عودة الحقوق الفلسطينية طبقاً للشرعية الدولية، وإيمانها القوى بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية.

على مدار الأيام الماضية التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع عدد من وفود العالم بشأن التباحث فى وقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة. وعلى رأس هذه الوفود مبعوثون أمريكيون من الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ والنواب. ووجه الرئيس إلى أمريكا ست رسائل بالغة الأهمية، وهى تعبر تعبيراً صادقاً عن الرؤية المصرية منذ اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر الماضى. هذه الرسائل المصرية البالغة الأهمية يجب على المجتمع الدولى وعلى رأسه أمريكا الامتثال لها، والضغط بها على إسرائيل لتنفيذها، حتى يعود الاستقرار الكامل للمنطقة، بدلاً من شبح الحرب الذى يخيم عليها، والقضاء على التوتر السائد فى منطقة البحر الأحمر الذى ينذر بكارثة بشعة ليس فقط على الشرق الأوسط، وإنما على دول العالم أجمع.

الرسائل المصرية إلى أمريكا تتضمن ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية التى تتم من خلال إبادة كاملة للشعب الفلسطينى سواء فى غزة أو الضفة الغربية، وهذه الحرب التى طالت تعرض خلالها الأشقاء الفلسطينيون إلى كل ويلات الجرائم من قتل وذبح وانتهاك للحرمات وخلافه مما يتعارض تماماً مع القانون الدولى الإنسانى. والرسالة الثانية تتلخص فى ضرورة تبادل الأسرى بين الجانبين الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية من خلال هدنة طويلة يعقبها وقف دائم لهذه الحرب البشعة.. والرسالة الثالثة هى الرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين سواء من غزة إلى سيناء أو من الضفة الغربية إلى الأردن، أو إلى أية دولة فى العالم كما تريد إسرائيل، وكذلك الرفض التام لعمليات التطهير العرقى الذى تقوم به إسرائيل حالياً، بهدف تصفية القضية الفلسطينية. أما الرسالة الرابعة فهى ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتأمين وصولها إلى الأشقاء بدون أن تتعرض لها قوات الاحتلال بالقصف أو خلافه من وسائل المنع المختلفة. والحقيقة فى هذا الشأن أن المساعدات المصرية للقطاع بلغت ما يعادل كل المساعدات التى تم إرسالها من العديد من الدول. إضافة إلى أن مصر حرصاً منها على الشعب الفلسطينى نجحت فى إقامة مخيم مؤخراً داخل خان يونس لإيواء الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب البشعة.

أما الرسالة الخامسة فهى ضرورة إجراء تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، ووقف التعنت الإسرائيلى الذى يعرقل كل المفاوضات، ويكفى أن القاهرة نجحت فى توحيد صفوف الفصائل الفلسطينية مؤخراً، وتم الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطنية تتحدث باسم الفلسطينيين، إلا أن الاحتلال لم يرقه هذا، وبعدها قامت بارتكاب جريمة اغتيال قيادى فى حماس مع رفاقه فى جنوب بيروت، بهدف تعطيل أية مفاوضات قد يتم إجراؤها وكل ذلك لمنع إقامة المباحثات الخاصة بالسلام.

أما الرسالة الأخيرة والمهمة فهى ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فى إطار تفعيل حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.

هذه هى رؤية مصر الثاقبة تجاه الحرب والقضية الفلسطينية، وقد أعلنتها القاهرة من البداية ولن تتراجع عنها أبداً.