رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إن ما نشاهده اليوم فى غزة هو حرب شعواء شنها هؤلاء العنصريون الذين وضعوا أنفسهم فى منطقة بعيدة عن كل القيم الحضارية والاخلاقية، فهو اعتداء من الإنسان على أخيه الإنسان من منظور عنصرى بحت حيث وصف أحد وزراء دولة الاحتلال الفلسطينيين بأنهم وحوش بشرية، فلقد أطلق هذا الوصف على هؤلاء الذين خرجوا من تحت الانقاض والحصار لكى يبحثوا عن نسمة هواء ورشفة ماء وكسرة غذاء لكى تقيم صلبهم فهم تحت الحصار من كل اتجاه.

هذه هى الحضارة التى يتغنى بها الغرب الذى يقف مع إسرائيل بكل قوته، إنها حضارة مرتجفة ومنحدرة إلى أدنى سفوح الجاهلية الأولى، إن هذه القوى لن ينفعها هذا السلاح المدجج ولا هذه الحمم التى تقذف من السماء ومن الأرض ومن الماء وكأنها حرب عالمية يقوم بها جيش جرار ومعه وليس وراءه كل قوى الغرب كل ذلك على شعب تحت الاحتلال والحصار منذ أكثر من سبعين عاما، وعلى الرغم من كل ذلك فإنه لن يحسم الأمر إلا بعودة الحقوق إلى أهلها، إنه مهما اشتد الظلم والظلام فإننا سوف نرى النور فى آخر النفق، إنه وعد الله سبحانه وتعالى «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» اية 39 سورة الحج.

إن هذه الحضارة التى يدعى الغرب أنه صنعها هى حضارة منحدرة تحت أنقاض الأخلاق التى هدمها بنفسه وجعلها خرائب، إن معانى القيم والأخلاق هى رسالة السماء إلى الأرض التى حملها كل الأنبياء وآخرهم النبى محمد عليه الصلاة والسلام حيث قال  (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، نعم الأخلاق بكل مفرداتها.

إن ما نراه فى هذا المشهد الحزين فى غزة قد أسقط ورقة التوت التى تغطى عورة العالم الغربى الظالم والذى يتشدق بالحرية وحقوق الإنسان وهو أبعد ما يكون عن ذلك، إنه غرب عنصرى بمعنى الكلمة وهو أبعد ما يكون عن كل القيم الأخلاقية، إن حضارته منحدرة إلى سفوح الجاهلية الأولى، والغرب الذى يمتلك هذه القوة الرهيبة ظن أنه أصبح قادرا على الأرض ولكن الحقيقة أن أمر الله سوف يأتيه، فلقد اغرق الله فرعون وجنده وأهلك أصحاب الفيل وغيرهم، وتلك نهاية الظلمة والظالمين، إن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.