عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمر ما فى مصلحة حكومية كان معى الأستاذ عبدالرحمن سعد الدين.. هو خريج من الجامعات الخاصة..مستواه المادى مرتفع، لذلك فالحياة لديه ميسرة إلى حد كبير.. وهذا يعنى أنه لا يعانى من مشكلات المجتمع.. نقول ذلك لنعرف أكثر طبيعة الشخصية..فمثلا..لو ذهب إلى أى مكان حكومى وعانى، فإنه مجرد وقت عليه أن يقضيه حتى ينجز مصلحته لكى يذهب لحياته..كان المكان الحكومى شديد الزحام..والجو حارا بكل معانى الكلمة، وهناك الكثير من المراوح فى المكان، لكن لا تؤثر نتيجة هذا العدد الكثير من المواطنين.
واحتجنا إلى تصوير ورقة ونزل عبدالرحمن لتصويرها ورجع ولم يصعد بالأسانسير.. ولكن على السلالم.. فالدور الرابع بالنسبة له بسيط يمكن أن يصعده بدل انتظار الأسانسير فيأخذ وقتا كبيرا إلى جانب أنه متهالك وبطئ والزحام كبير.. اختار أن ينجز.
وجدته يقول لي: الغريب أن الدور الثالث يوجد به نفس المراوح ويكاد لا يوجد به أحد إلا القليل جدا.. ليه بدل الزحمة هنا يخلوا مكان تحت ويخف الزحام هنا.. الغريب أننى لاحظت أن عدد المراوح تحت هى نفس المراوح هنا.. وشغالة على عدد قليل جدا فلها تأثير قوى وحلو.. المبنى دا تقريبا عشرين دور أو أكثر.. فلو فرضنا عدد المراوح دى فى كل الأدوار هيكون العدد هائل، فلو تم الاستغناء عن تلك المراوح وبثمنها يمكن عمل تكييف مركزى هتكون التكلفة أقل من كده بكتير. قلت له صح لكن المشكلة فى البيروقراطية والفساد.. بالحساب الاقتصادى فعلا زى أنت ما بتقول.. لكن هناك بيروقراطية معششة فى كل المصالح الحكومية ويخرج لك عبدالروتين ليقول لك إن المادة كذا وكذا لا تسمح وأن تكلفة التكييف المركزى ستكلف المصلحة كذا وكذا.. ولذلك فهذا الأمر مرفوض وسنكتفى بالمراوح مؤقتا. ويتم رسو العطا لجهة معينة وكل الأمور وراءها فساد. تلك هى الآفة التى لم نتمكن بعد من القضاء عليها. عندما نواجه الفساد بشكل حقيقى وتكون هناك رؤية حقيقية مدروسة سيتم الإصلاح وسنجد مثل هذا المبنى فى غاية الروعة، ومن الممكن أن يتم إنجاز الأمور بشكل سريع لا يحتاج لدقائق، لكن هنعمل إيه؟ لقد أعجبنى أن الأستاذ عبدالرحمن يفكر بطريقة عملية لحل المشكلة وأنه قام بملاحظة الأمر بشكل دقيق.. أى الملاحظة وتحديد المشكلة وحساب التكلفة والمقارنة ووضع التصور للحل. هذا النمط من التفكير هو المطلوب وهو الأمل فى المستقبل، مثل تلك العقلية هى المراد أن تكون متوفرة، وعن طريقها يمكن حل الكثير من المشكلات بشرط ألا يتم استدراجهم إلى منظومة الروتين. لا ننكر أن لدينا عقولا تفكر بطريقة جيدة، وقادرة على تقديم الحلول، ولكن المشكلة فى عدم الاستثمار، أو نعمل على إحباط أى شخص لديه أى رؤية. الجو السائد بشكل عام محبط بكل المقاييس، وتلك هى المأساة.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون