رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

«الكنيسة القبطية مجد مصرى قديم ومقوم من مقومات الوطن المصرى، فلابد من أن يكون مجدها الحديث ملائماً لمجدها القديم».. هى مقولة شهيرة لعميد الأدب العربى طه حسين، ولعل من أبرز وأهم الرموز المصرية المساهمة فى صناعة ذلك المجد قداسة البطريرك شنودة الثالث الذى نحتفل بمئوية ميلاده وروعة وعبقرية إنجازاته المصرية الوطنية والروحية.. 

جاء فى مقال مهم للكاتب د. مصطفى عبدالرازق، نائب رئيس تحرير جريدة الوفد، بعنوان «صعايدة زيورخ.. وريادة الكنيسة القبطية» ما يؤكد فيه أنه ورغم ركام الإحباطات وأجولة اليأس التى ينوء الظهر عن حملها، تزودنا قراءة التاريخ بومضات ربما يؤدى حسن استقبالها والتعاطى معها إلى استرداد الأمل فى مستقبل أفضل لهذا الوطن، ويواصل الكاتب «كنت قد قرأت منذ فترة الكتاب الرائع لهنرى بريستد

انتصار الشرق القديم» وأشرت وقتها إلى مدى الفخر الذى بثه فى لصالح إحساسى بمصريتى، الأمر الذى على وقعه وعظمته بدأت أتخيل أنه ربما يكون من الصعب تخيل أن «مصريى» هذه الأيام من نسل أولئك المصريين القدماء الذين دانت لهم الدنيا آنذاك، ثم عاودنى هذا الشعور بالفخر بأننى مصرى أباً عن جد، إثر قراءة كتاب آخر هذه الأيام وهو «تاريخ المسيحية الشرقية» لعزيز سوريال وهو مصرى من زفتى هاجر وأصبح علماً فى مجال دراسته للتاريخ فى الخارج، فى جزئه الأول المتعلق بالأقباط يسبح معنا المؤلف فى عمق أحداث تاريخ نشأة المسيحية ودور الكنيسة القبطية فى صياغة أسس تلك النشأة بشكل يجعلك تفخر بأنك مصرى، حتى إننى، وأنا المسلم ديناً، رحت أزهو بينى وبين نفسى بمصريتى ما يشير إلى أن البعد الحاكم لدى القطاع الأكبر منا ليس انتماءهم الدينى وإنما يسبقه انتماؤهم الوطنى...».. انتهى الاقتباس من مقال كاتبنا الكبير.. 

تجنى الكنيسة حصاد مشوار طويل تحت رعاية بابوية مستنيرة لعدد من بطاركتها، وفى الصدارة الجهد الرائع لقداسة البابا شنودة الثالث فى مجال رفع كفاءة وثقافة وعلم الكهنة والرهبان والشمامسة، وبات الأمر مفرحاً أن نتابع حصول العديد منهم على رسائل علمية دينية وتاريخية أكاديمية مرجعية مهمة..

لقد وقع فى يدى بالمصادفة رسالة دكتوراه رائعة بعنوان «تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدولة النمسا والآثار الروحية والاجتماعية (1953 م – 2015م )..» والمقدمة للكلية الإكليريكية بالقاهرة للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة فى التاريخ الكنسى القبطى من قبل الباحث القمص إبراهيم إبراهيم حنا كاهن كنيسة مارمرقس بفيينا فى النمسا، والرسالة فى موضوعها وتوقيت العمل بها ونشرها تشير إلى عدد من النتائج والمؤشرات المهمة التى جعلتنى أقبل على قراءة محتواها فى ليلة واحدة..

الكاهن الباحث يدرك مدى المسئولية الاجتماعية والثقافية والروحية الملقاة على عاتقه ككاهن قبطى مصرى فى بلاد الغربة، فيذهب إلى البحث والدراسة للتعرف على تاريخ البلد المبعوث إليها للتعامل مع مواطنيه من أبناء جلدته بعد حملهم جنسية تلك البلد..

تعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدولة النمسا من أوائل الكنائس التى تأسست بقارة أوروبا، وقد سأل وأجاب الدكتور الكاهن بكل جدية وموضوعية حول مدى العلاقة بين أقباط مصر والإدارة النمساوية عبر الحقب الأخيرة والتعريف بتاريخ تلك العلاقة وتناميها بعرض بديع.. وما هى رؤية رجال الدين والمفكرين النمساويين عن الأقباط المسيحيين؟

وعليه، تلعب الكنيسة ومجموعة أحبارها من المثقفين فى كنائسنا فى الخارج دورهم كسفراء للوطنية المصرية..