رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى ظل تلك الحرب العالمية الثالثة التى نشهدها فى الألفية الثالثة غربًا وشرقًا شمالًا وجنوبًا نجد أن دور المنظمات الدولية التى ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية جميعها لم تعد ذات أى فاعلية أو قيمة أو دور إلا جمع الأموال وتوظيف المحظوظين والمقربين وتقاضى المرتبات وعقد الصفقات من خلال العلاقات الدولية المتشابكة، حرب فى أوروبا بين روسيا والدول الأوروبية وأمريكا، وأخرى فى تايوان وبورما بين أمريكا والصين والضحية مئات الآلاف من أهل تلك المناطق المنكوبة وحرب فى إفريقيا تغذيها الدول الأوروبية وتقف الصين مع البعض وكأنها حرب أخرى بين الكتلة الغربية بزعامة الشيطان الأكبر وبين الشرق متمثلًا فى الصين وروسيا، وتلك الحروب المستمرة فى وطننا العربى والتى بدأت مع حرب الخليج الأولى فى التسعينات وانتهت بالربيع العربى وحروب العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان، وأخيرًا غزة وفلسطين جميعها حروب يدفع الأبرياء أرواحهم ودماءهم وحياتهم ثمنًا لها، فهم ضحايا حرب كبرى وجريمة عظمى تخطط لها دول استعمارية وصراعات قوى لمن يملك مفاتيح جهنم، وهو ذاته من أسس تلك المنظمات الدولية ليتحكم ويسيطر ويديرها وكأنها أدوار مقررة ومكتوبة، حيث هناك من يندد ومن يرفض ومن يساند ومن يدافع، وفى النهاية يكون القرار لصاحب السطوة والقوة، هكذا هى الحياة، فهل استطاعت الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية تنفيذ أى قرارات من تلك على أمريكا وإسرائيل؟ وهل جميع المنظمات الأممية من صحة وإغاثة وحقوق طفل وامرأة وحقوق إنسان أوقفت المجازر وحمت الصغار والنساء والأطباء والمستشفيات ومنعت الفصل العنصرى ووحشية الاحتلال على الأسرى فى فلسطين أو السودان أو اليمن أو ليبيا أو العراق أو سوريا؟

المنظمات الدولية فقدت فاعليتها وفقدت مصداقيتها لأنها بلا أى قوة تستطيع أن تفرضها إلا على الضعيف سواء عقوبات اقتصادية على روسيا أو إيران أو فصائل مقاومة أو الصين أو حكومات غير موالية للاستعمار الغربى أو عقوبات عسكرية وبوارج وطائرات وتهديد الاغتيال والقتل لقادة ورؤساء… بلطجة وإرهاب تحت مرأى ومسمع الجميع، فمازال من يتحكم فى هذا العالم تلك الإمبراطوريات الغاشمة، وإذا كانت حركات التحرر التى انتصرت فى ستينات القرن الماضى ظاهريًا تخلصت من الاستعمار ومن وجود جيوش محتلة داخل أراضيها، إلا أن كل تلك الحركات التحررية لتلك الدول الإفريقية والعربية وحتى الآسيوية قد تحولت نحو استعمار آخر من قواعد أمريكية عسكرية، أو قواعد الناتو، أو وجود غربى عسكرى تحت مسمى الدعم وحفظ السلام، إضافة إلى ذلك فجميع تلك الدول عليها أن تكون حليفًا اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا لهذا الناتو الأمريكى الأوروبى، وأى توجه نحو الشرق الصين أو روسيا أو إيران يعد خيانة وخروجا عن السيطرة يستوجب العقاب الاقتصادى أو السياسى بافتعال الحروب الداخلية والانقلابات الأهلية..

لذا ليس لأى منظمة حقوقية مصداقية بعد اليوم، وليس لأى منظمة دولية تواجد إلا على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات ومقرات فاخرة ومخصصات كبيرة وألقاب ومناصب فخيمة... متى يستفيق العالم والشعوب ويدرك السادة الحكام والملوك وأصحاب المعالى أن القوة تنشئ الحق وتحميه وأن الشعوب المتعلمة التى تملك قوت يومها وتستطيع التحكم فى اقتصادها هى التى سوف تحمى أرضها وعرضها وحكامها، وأن كل تلك المنظمات الواهية ما هى إلا صورة باهتة من استعمار يغير ملابسه وأدواته ويضع المساحيق على وجهه القبيح، لكن الجوهر والمعنى والهدف واحد استعمار سياسى، اقتصادى، ثقافى، عسكرى يدمر ويتحكم ويسيطر على شعوب خدعتها حضارته الزائفة.