رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

فى ذكرى مولد «ملك السلام».. الكنائس تصلى من أجل أمان العام

الأقباط الكاثوليك يحتفلون بعيد الميلاد المجيد

بوابة الوفد الإلكترونية

سبب اختلاف الكنائس فى موعد الاحتفال بميلاد السيد المسيح 

قصة القديس «نيكولاس» الذى تحول لأسطورة «بابا نويل» 

 

ساعات وتبدأ الكنائس الكاثوليكية بعيد الميلاد المجيد، والذى يشهد مراسم الاحتفال حول العالم والكنائس التابعة للتقويم الغربي، ومع الساعة السابعة صباحًا تقيم كنيسة الروم الأرثوذكس بحى الضاهر بمنطقة الأزهر، احتفالها الذى يتزامن مع دق أجراس الغرب فى 25 ديسمبر من كل عام. 

تفاصيل احتفال الكنائس بعيد الميلاد

يترأس نيافة الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، الاحتفال الرسمى اليوم الأحد بكاتدرائية السيدة العذراء مريم بمنطقة مدينة نصر فى تمام الساعة التاسعة مساءً، وسط حضور عدد من الشخصيات العامة والمسئولين للتهنئة بالعيد، ويتضمن تقديم فقرات روحية ترانيم وصلوات من أجل «السلام» الذى أوصى به السيد المسيح، وهو ما تقوم به كل من «الكنيسة المارون الكاثوليك وكنيسة الروم الأرثوذكس والكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، الأرمن» على أن تستقبل صباح غدًا الإثنين باستقبال المهنئين. 

يشهد اليوم عدة فعاليات ومراسم احتفال، فتقيم الكنيسة السريانية احتفالها الساعة الثامنة مساءً، والأسقفية تحتفل بالزمالك، ثم تبدأ المراسم الكاثوليكية والأرمن والمارون فى العاشرة مساءً. 

 

قصة ميلاد السيد المسيح 

تروى المراجع المسيحية قصة مولد مخلص الأمة داخل الأسطبل فى فصل الشتاء حيث البرد القاسى وكان هناك عدد من الحيوانات بالأسطبل أخذت تنفخ فى المزود لتدفئة الطفل حتى تلده العذراء مريم بسلام. 

ولد «ملك السلام» المسيح فى بيت لحم حيث تقام حاليًا كنيسة المهد، وتروى المراجع أن العائلة المقدسة وصلت هذه المنطقة عندما أمر أغسطس القيصر بكتابة ساكنى المعمورة، فذهب يوسف النجار وخطيبته مريم إلى بيت لحم للتسجيل، وكانت بشارة مولد الطفل المقدس قد ظهرت إلى العذراء مسبقًا، وعند وصولهم إلى هذه المنطقة لم يجدوا مكانًا للمبيت وكان الطقس باردًا فمكثوا بمغارة تستعمل إسطبلًا للحيوانات والتى هى اليوم كنيسة المهد، الذى شيدها الإمبراطور الرومانى قسطنطين بطلب من والدته الملكة هيلانة، لتحفظ نقطة مولد المسيح على الأرض. 

 

أسباب اختلاف موعد الاحتفالات

وتتباين الكنائس فيما بينها فى عدة جوانب ترجعها عوامل جغرافية وغيرها تاريخية ولعل من أبرز هذه المظاهر التى تظهر اختلافات طفيفة غير جوهرية بين الطوائف توقيت وتواريخ الأعياد حتى تلك الكنائس التى تتحد فى عقيدة واحدة رغم اختلافها الشرقى والغربي، قد تتشابه المظاهر كصوم الميلاد الذى يسبق احتفال العيد ولكنه بدأ فى الكنيسة الغربية مثل «الكاثوليكية وروم الارثوذكس» يوم 10 ديسمبر وتخللت أنشطة روحية متنوعة، وهو ما حدث فى الكنيسة القبطية بعد أيام وعاشت أجواء روحية متشابهه خلال التسبحة الكيهكية، وأيضًا تحتفل كل من كنيسة السريان والروم الأرثوذكس والكاثوليك فى ذكرى مولد المسيح على غرار نظريتها الغربية يوم 25 ديسمبر سنويًا، بينما تحتفل الكنيسة الإنجيلية 5 يناير والأرثوذكسية 7 يناير. 

ولا توجد علاقة فى هذا الاختلاف بتاريخ ميلاد المسيح الفعلي، بل بحسابات فلكية والتقاويم التى تتبعها الكنائس منذ نشأة المسيحية الأولى وتعود القياس الأشهر والفصول على مر العصور،وهناك عدة أسباب تتعلق بالتقويم والفرق الجغرافي، فقد اعتمدت الكنائس الشرقية على التقويم اليوليانى المأخوذ عن التقويم القبطى الموروث من المصريين القدماء وعصر الفراعنة وهو ما أقرته الكنيسة المصرية الأرثوذكسية حتى القرن الـعشرين واستمرت باتباع التقويم اليوليانى المعدل، وبعدما لاحظت الكنيسة فى عهد البابا غريغورويس الثالث عشر وجود فرقًا واضحًا بين موعد الاحتفالات الثابته بمعدل عشرة أيام فرق أثناء الاعتدال الربيعى فى أيام مجمع نيقية عام 325م. وبعدما أجرت الحسابات لفترة زمنية وقياس الفرق الشمسى والربيعي، أصبحت الكنيسة القبطية تتبع «تقويم الشهداء» منذ عصر الإمبراطور دقلديوس، وهو تقويم خاص بها مأخوذ عن التقويم المصرى القديم باحتساب يوم كبيس فى كل أربع سنوات مرة على طول الخط، ووصل الفرق بين التقويم الشرقى والغربى 13 يومًا منذ مجمع نيقية. 

 

عيد الميلاد فى الكنيسة القبطية

تتبع الكنيسة القبطية تقويمها الخاص ووفقًا له يحتفل الأقباط بذكرى مولد المسيح يوم 29 كيهك، وكان فى السابق يوافق هذا التاريخ يوم 25 ديسمبر من كل عام وفق التقويم الرومانى أى «الميلادي» وهو ما أقره المجمع، وهو يومًا ذو وصف فريد أى يكون ذكرى ميلاد المسيح يومًا ليله طويلًا ونهاره قصيرًا فلكيًا، ثم بعدها يبدأ الليل فى النقصان والنهار فى الزيادة. 

وكان التاريخ موحدًا لدى كافة الكنائس حول العالم الشرقى والغربي، ويعود سبب وصوله إلى مصر إلى فترة الاحتلال الإنجليزي، ومع الحسابات الفلكية والجغرافية أصبح يوم 29 كيهك يوافق يوم 7 يناير وهو احتفال الكنيسة المصرية الأرثوذكسية بعيد الميلاد. 

وبحسابات قبطية كان يوم 29 كيهك يختلف حين تكون سنة «كبيسة» أم «بسيطة»، فخلال السنوات البسيطة أى يسمح بالتقسيم على أربعة ويكون الفرق 5 أيام فى آخر شهر بالتقويم القبطى «شهر النسيء»، أما خلال السنوات الكبيسة والتى تقبل القسمة على أربعة ويصبح هناك 6 أيام فارقة بالشهر الاخير يكون الاحتفال يوم 28 كيهك. 

 

كنائس من ذات المذهب تلغى احتفال الميلاد

وقفت الكنيسة المصرية إلى جانب العالم المسيحى الذى يشهد قسوة الحروب فى كثير من الأزمنة، وبرزت المساعدات التى خصصتها أسقفية الخدمات القبطية لدعم فلسطين وخاصة شعب غزة الذى لايزال يبكى من قسوة الحرب، ومع حدوث شتى أنواع الاعتداء سقطت ضحية هذا الصراع دور العبادة والمساجد والكنائس، وكان لهذا الحدث أثر جليل فقد أعلنت الكنائس الكاثوليكية للروم الملكيين فى منطقة الجليل، وبيت لحم رسميًا إلغاء مظاهر الاحتفالات السنوية والغاء رحلات الحج لفلسطين، إى عدم قدرة مايقرب من 2,39 مليار مسيحى حول العالم من التواجد حيث نقطة ميلاد المسيح مثل كل عام، بسبب الحرب، على أن تقتصر على الصلوات والمراسم الدينية وعدم وجود مظاهر احتفالية بالساحات، وأصدرت الكنيسة بيانها باقتصار الكنائس على القداسات وصلوات الغروب والفعاليات الروحية والرعوية الدينية وأمسيات الترانيم الدينية.

 

قصة القديس نقولا ميرا

رجل ذو لحية بيضاء كالثلج ووجهه بشوش ينتشر فى شوارع العالم خلال شهر ديسمبر ومع نهاية العام الميلادى ويعتبره الكثير رمزًا للعطاء والسعادة وهو «سانتا كلوز» أو كما يعرف فى كثير من الثقافات بابا نويل، ويحاط دائمًا بمجموعة من الرموز المبهجة المرتبطة بها وشجرة الكريسماس. 

 ترجع القصص التى تناولت هذا الرمز إلى عدة عوامل وأسباب ولكن الأبرز يؤول إلى قصة القديس نيكولاس أو «نقولا» أسقف «ميرا»، كان يعيش فى الفترة بين القرنين الثالث والرابع الميلادي، حيث كان من الشائع تبادل الهدايا ببعض المناطق فى نهاية العام فى عهد الإمبراطور الروماني، حظرت الكنيسة الكاثوليكية اتباع هذا الطقس فى القرون الأولى والوسطي، ثم أعادها القديس نقولا الذى ارتبط قصته حسبما ذكرت الكتب المسيحية، إنه حرص على توزيع الهدايا والأطعمة للفقراء فى اقليم «ميرا» الذى يقبع فى أسيا الصغرى، ذلك تزامنًا مع الأعياد متخفيًا دون أن يلمحه أحدًا من سكان المنطقة ولا يكشف عنه فى بادئ الأمر، وأخذت قصته تتنوع بين الروايات الغربية فهناك من يذكر أنه كان يجوب فى الشوارع لتوزيع الحلوى على الأطفال واشتهر فى كثير من المدن الأوروبية وتنوعت ألقابه لذا يعرف فى مختلف الثقافات الغربية بعدة أسماء، وصادف وأن توفى فى بداية شهر ديسمبر لذا ارتبط بهذه الفترة ارتباطًا وثيقًا. 

تروى الكتب المسيحية الغربية أن القديس نيكولاس قد ولد عام 270 ميلادية، وعاش فى مدينة بتارا التى تقبع حيث مقاطعة أنطاليا، بالميناء تتبع الآسيوى من الإمبراطورية الرومانية آنذاك، وعاش فى كنف أسرة مسيحية يونانية ثرية ، والده هو «إبيفانيوس» وأمه تُدعى «جوهانا»، وكان عمه أسقفًا لبلدة ميرا التركية توفيا أهله متأثرين بالطاعون وهو فى الثامنة من عمره، وعاش بدار للأيتام لفترة. 

لم تكن صورة هذا القديس كما يرسم مظهر «بابا نويل» فى شكله الشهير، بل ولدت هذه الصورة المعروفة لسانتا كلوز على يد الشاعر الأمريكى كليمنت كلارك مور، الذى كتب قصيدة «الليلة السابقة لعيد الميلاد» عام 1823م، ولا تزال هذه الصورة الرمزية للمسيحين حول العالم التى تعكس سعادتهم بنهاية العام الميلادى وذكرى مولد المسيح حسب التقويم الغربى.