رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

القراءة السريعة لنتائج الانتخابات الرئاسية 2024، عن أول انتخابات رئاسية تنافسية التى تم إجراؤها فى 7 سبتمبر 2005، وعن ثانى انتخابات رئاسية تم إجراؤها عام 2012، تؤكد زيادة عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم فى انتخابات 2024، بنسبة 150٪ عن المرتين السابقتين.

الانتخابات الأولى عام 2005، التى تلت تعديل المادة 76 من الدستور والتى اكتسبت سمعة غير طيبة، أو شهرة خاصة لاحتوائها على 600 كلمة! تعتبر أول انتخابات تعددية مباشرة بعد ثورة 23 يوليو 1952، ورغم تباين المواقف بشأن جدية وجدوى المنافسة فى هذه الانتخابات. إلا أنها تبقى تجربة جديدة على الساحة السياسية فى ذلك الوقت، ولكنها طبخة تم إفسادها لصالح النظام عن طريق أبالسة الإنس الذين كانوا يمارسون هوايتهم فى كل انتخابات عامة، وصلت إلى قدرتهم على تمكين الموتى من الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات! وأشياء أخرى عن طريق سياسة العصا والجزرة! فى هذه الانتخابات 2005، كان عدد سكان مصر حوالى 74 مليون نسمة، وبلغ إجمالى الناخبين حوالى 31 مليون ناخب، وبلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم 7٫305٫536 ناخب بنسبة 23٪، وبلغ عدد الأصوات الصحيحة 7٫131٫851 بنسبة 98٪. حصل «مبارك» على 6٫316٫748 صوتاً بنسبة 88٫6٪، فى انتخابات 2012، والمعروفة بانتخابات دعاية الجنة والنار، من ينتخب مرشح الإخوان «مرسى» سيدخل الجنة، ومن ينتخب غيره سيدخل النار، وهى خزعبلات مارسها أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية لتخويف المواطنين. كما استغلوا حاجة الناس وأغدقوا عليهم بالزيت والسكر لإقناعهم بانتخاب مرشح الجماعة التى استغلت ثورة الشعب فى 25 يناير، للقفز على الساحة السياسية، وحصل «مرسى» فى الجولة الثانية للانتخابات التى أجريت يومى 16 و17 يونيو 2012 على 13٫230٫131 صوتاً بنسبة 51٫73٪، وبلغ عدد الأصوات الصحيحة فى هذه الانتخابات 25٫577٫511 صوتاً، بنسبة 96٫8٪، وعدد الناخبين المقيدين فى قاعدة البيانات 50٫958٫794 ناخباً.

فرق شاسع فى كل شىء بين انتخابات مبارك عام 2005، وانتخابات الإخوان 2012، وبين الانتخابات الحالية 2024، أو حتى انتخابات 2014، وانتخابات 2018.

الانتخابات التنافسية الخامسة 2024، التى أعلنت نتائجها الاثنين الماضى، والتى جرت فى الداخل أيام 10 و11 و12 ديسمبر الحالى، شهدت نسبة مشاركة غير مسبوقة فى تاريخ مصر، حصل فيها الرئيس السيسى على 39٫702٫451 صوتاً بنسبة 98٫6٪ وبلغ عدد المقيدين فى قوائم الناخبين 67٫32٫437 ناخباً، وأدلى 44٫777٫668 أصواتهم بنسبة 66٫8٪ وهى نسبة لم تحدث من قبل فى التاريخ، ويرجع إقبال الناخبين على صناديق الانتخابات إلى اطمئنانهم على نزاهة العملية الانتخابية وحياد الهيئة الوطنية للانتخابات والقضاء ونزاهتهم فى إجراء الانتخابات وعدم تدخل مؤسسات الدولة وكافة أجهزتها فى العملية الانتخابية سواء بالترغيب أو بالترهيب واطمئنان الناس على أن أصواتهم أمانة وستذهب إلى المرشح الذى يختارونه دون توجيه وأن الانتخاب من حق الأحياء فقط، بعد انتهاء الخزعبلات التى كانت تحدث فى السابق. كما اطمأن الناخبون إلى أن الرئيس السيسى يخوض الانتخابات كما خاضها فى السابق جاعلاً من الشعب ظهيره، مستقلاً، متجرداً، متسلحاً، بعشر سنوات من العمل المتواصل فى البناء ومحاربة الإرهاب، وفرض الاستقرار الأمنى، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والانحياز للفقراء، وحقوق الإنسان، واحترام إرادة الشعب، واحترامه للتنافسية التى جعلت ثلاثة مرشحين حزبيين يخوضون الانتخابات أمامه، كانوا معه وكان معهم على قدم المساواة فى كل شىء حتى ظهور نتيجة الانتخابات التى لم تشبها شائبة.

الناخبون فى 2024، أدلوا بأصواتهم للمرشح القوى، القادر على حماية الأمن القومى كما فعل فى مواجهة الإرهاب، وخلع جماعة الإخوان الإرهابية من السلطة بعد محاولتهم جعل مصر إمارة للإرهاب. الناخبون هبوا للحفاظ على الدولة التى مكنتهم من بلدهم ومنحتهم الثقة فى أنفسهم والثقة فى بلدهم، كان دافعهم الوطنية وسلاحهم الوعى يعرفون متى يتحركون، فكان تحركهم هذه المرة لاختيار الوطن الذى يواجه تحديات صعبة نتيجة الظروف الدولية والإقليمية من حولهم.

اختيار أكثر من 44 مليون ناخب للسيسى لفترة رئاسية جديدة حتى عام 2030، جاء لثقتهم فى مشروع الجمهورية الجديدة، الذى بدأ بثورة الشعب فى 30 يونيو، الذى يقوده الرئيس السيسى، فقرروا أن يكونوا ظهيره فى الانتخابات وظهيره فى بناء الدولة الجديدة. لقد كان مشهد الانتخابات الرئاسية فى مجمله يدعو للفخر والتفاؤل لاستكمال الإنجازات التى بدأت منذ عام 2014، ومواجهة التحديات التى يأتى فى مقدمتها الحرب الدائرة على حدود مصر الشرقية، والتى تستدعى استنفار كل الجهود للحيلولة دون استمرارها بكل ما تمثله من تهديد للأمن القومى المصرى بشكل خاص، وللقضية الفلسطينية بشكل عام.

الشعب المصرى خُيّر فاختار وله 44 مليون تحية.