رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا ينبغى الاستهانة بما يحدث من توترات وقلاقل فى منطقة البحر الأحمر من قبل الجماعات الحوثية، فالواضح والثابت والمؤكد هو أن مصر تتأثر بشكل كبير ومباشر بكل هذه الأفعال الصبيانية التى لا تفيد القضية الفلسطينية من قريب أو بعيد.

وهكذا، فقد نظرت بعين الاعتبار لتصريحات الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس قبل أيام، والتى أشار فيها إلى أن الهيئة تدرس بعناية الأنباء الواردة عن تحول 55 سفينة منذ 19 نوفمبر وحتى الآن عن طريقها المعتاد عبر قناة السويس، إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

صحيح أن الرقم ليس كبيرًا بالمقارنة بأكثر من ألفى سفينة عبرت قناة السويس خلال الفترة نفسها، لكن من يمكنه التنبؤ بتغيرات المشهد وتصاعد توتر الشركات العالمية من المرور بالبحر الأحمر؟ إننا يجب أن نضع احتمالات لمثل هذه الآثار، ونُعد خططًا للتعامل معها، خاصة أن أوضاعنا الاقتصادية فى الوقت الراهن شديدة الحساسية.

إننا ندرك جيدًا أن قناة السويس مازالت واحدة من أهم المصادر الرئيسية لدخول العملة الصعبة إلى البلاد، ووفقا لإحصائيات شهر نوفمبر الماضي، فإن عائدات القناة تجاوزت 850 مليون دولار خلال الشهر، وهو أعلى رقم تحقق فى تاريخ القناة. ولا شك أن ذلك كان مؤشرًا لأن تتجاوز العائدات السنوية عشرة مليارات دولار.

وينبغى التنبه إلى أن مصر تأثرت بقوة نتيجة العدوان الإسرائيلى الآثم على غزة، ويكفى أن نشير إلى أن قطاع السياحة كان من القطاعات الواعدة قبل شهور قليلة، وكانت العائدات المقدرة مبشرة بالخير، غير أن اندلاع الحرب فجأة دون سابق إنذار، واتساع مداها نتيجة الغطرسة الصهيونية، وتطرف حكومة اليمين الإسرائيلي، أجج من الآثار السلبية على السياحة فى مصر. وكان ظهور بعض الأجسام المسيرة فى المجال الجوى المصرى سببًا لدفع كثير من الشركات العالمية إلى إلغاء حجوزاتها فى مصر والأردن.

لقد أدى تآكل عائدات السياحة على مدى الشهرين الماضيين إلى تصاعد أزمة العملة الصعبة فى ظل اتساع لحجم المديونيات، وتراجع كبير فى الاستثمارات الأجنبية بشكل عام، وهو ما يزيد من صعوبة الأزمة.

ولم يكن غريبًا أن يُقر صندوق النقد الدولى إتاحة المزيد من القروض الإضافية لمصر، باعتبارها أكثر البلدان تأثرًا بالحرب الدائرة فى غزة.

وهُنا، فإننا نؤكد أنه ليس مقبولًا أن تدفع مصر دائما فواتير تصرفات غير مسئولة من هنا أو هناك، وأنه آن الأوان للتعامل بحزم مع كل ما يُهدد مصالح مصر، خاصة فى قناة السويس.

لقد كان قدر مصر ـ بحكم موقعها ومكانتها التاريخية ـ أن تتحمل دائما وأبدا مسئولية كثير من الاضطرابات فى المنطقة، وأن تكون طرفًا رئيسيًا فى إقرار تسويات تُمهد للسلام فيما يخص النزاع الإسرائيلى الفلسطيني، غير أن استمرار استنزاف مصر اقتصاديًا يحتاج لوقفة، وتشاور، وتحرك دبلوماسى وسياسى على المستويين العربى والدولى.

فالتحديات التى تواجه الشعب المصرى فاقت كل حد، وما يواجهونه من صعوبات يستلزم يقظة وتحركًا فعالًا. وسلامٌ على الأمة المصرية.