رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عن دار النسيم للنشر والتوزيع صدر كتاب (تحولات الثقافة فى مصر) للروائى المعروف (صبحى موسى).. وهو كتاب بلا شك مهم وجاد ونحتاج لمزيد من تلك الدراسات الموثقة، حتى تصبح أكثر فاعلية وتأثيرًا، وأن يتم الرجوع إليها حتى تتمكن الأجيال من متابعة التحولات فى منظومة الثقافة المصرية.. ولذلك يشير الكاتب فى مستهل كتابه (على سبيل التقديم) بقوله.. لا بد من وضع خطة شاملة تتعاون فيها كل المؤسسات المعنية بصناعة وعى وفكر وثقافة وتعليم وقيم المواطن المصرى، وأن يتم التنفيذ بحزم من قبل الجميع دون تباطؤ أو تهاون، عبر خطة طموحة يضعها كبار المختصين فى مختلف مجالات التثقيف، وتمنحها الدولة عنايتها الأولى، انطلاقًا من أن أولويتها الأولى هى الاستثمار فى البشر، وأن هؤلاء المقيمين على الرقعة الجغرافية المعروفة باسم مصر هم نعمة وليسوا نقمة، وعلينا أن نفكر فى كيفية استغلالهم على الوجه الأمثل، ولن يحدث ذلك إلا من خلال بناء مواطن لديه القدرة على الخيال والتفكير والوعى النقدى، مواطن مثقف مدرب متحرر من كوابح الماضى ومخاوف المستقبل.

وصبحى موسى يعرض خلال الكتاب عن الرؤية الثقافية عند ثروت عكاشة.. وفاروق حسنى.. كلا منهما له رؤيته التى تتوافق فى الدرجة الأولى مع توجه القيادة السياسية.. لكن عبر رحلة فاروق حسنى ومشروعه نرى كم الفساد الذى استشرى فى عالم المنظومة الثقافية.. إنها فادحة، وتجعلك ترى الواقع بشكل دقيق وخاصة أن صبحى من المشتغلين فى وزارة الثقافة وعمل فى أكثر من موقع، ولذلك تمكن أن تكون له تلك الرؤية. 

ما يمكن أن نصل إليه بعد قراءة الكتاب هو الكثير من الإحباط والسأم والأسى على الواقع الثقافى فى مصر، وهو الأمر الذى يجعلك تدرك كم هو فادح الموقف الآن.

والكتاب برمته حتى الفصل الخامس يعد وثيقة وشهادة.. وعلى المهتمين أن يقرأوه بعناية ليتثنى لهم إعادة التقييم وتقديم الحلول أو المنظومة المستقبلية للثقافة. 

ومن خلال صفحات الكتاب يمكن للقارئ أن يتعرف على وزارة الثقافة من الداخل أى معرفة كل المؤسسات المرتبطة بها وكيفية نشأتها ودورها وما تقدمه.. وهى عديدة ومنتشرة فى أرجاء الجمهورية.. فنجد قصور الثقافة، قطاع الفنون، هيئة الكتاب ودار الكتب، المجلس الأعلى للثقافة، الأوبرا، المركز القومى للترجمة، قطاع الإنتاج الثقافى، أكاديمية الفنون، الأكاديمية المصرية للفنون بروما، صندوق التنمية الثقافية، الجهاز القومى للتنسيق الحضارى.

ما الذى نخرج به من خلال هذا الكتاب؟.. إن غياب الرؤية العميقة ترجع فى الدرجة الأولى إلى غياب الديمقراطية الحقيقية، وبالتالى تغيب الثقافة والرؤية.. وعليه تكون كل المشكلات التى نعانى منها وسنظل نعانى منها إلى أن نقتنع بضرورة الثقافة والتعليم والديمقراطية.. ويبدو أن تلك المقولات تزعج من بيدهم الأمر.

تبقى لى رؤية من خلال ما يعرضه صبحى ومأساة الثقافة الميتة إكلينيكيا، وهى تتبلور فى أن التعليم هو الأساس الأول، هذا إذا أردنا أن تكون للثقافة تأثير حقيقي وفاعل.. التعليم هو الأساس.. وحيث إننا تفننا فى قتل التعليم.. إذن فلن ترى ثقافة حقيقية جديرة بالمجتمع المصرى. ولأن الكتاب يزخر بالعديد من الوقفات الهامة فإننا نقول.. للحديث بقية. 

 أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون.