رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

مع كل فاجعة، وعند أي كارثة أو مصيبة تحلّ بمنطقتنا العربية البائسة، يخرج علينا حفنة من «المُضَلِّلين»، بـ«أحاديث الإفك» التي يُصَدِّرونها للشعوب، بهدف السيطرة على العقول والأدمغة، وفقًا لنظرية التأطير «Framing Theory»، التي أصبحت أهم وسيلة لتمرير السياسات اللاحقة.

تلك النظرية تعتمد بوضوح على أن يَعْمَدَ سَارد القصة إلى التركيز على جانبٍ واحدٍ فقط من الحَدَث وإبرازه، في مقابل إغفال أو تَجاهُل أو طَمْس جوانب أخرى مهمة، بحسب السياسات والهوى والميول و«التعليمات».. وكذلك سلم أولويات الوسيلة الإعلامية.

للأسف، منذ بدء عملية «طوفان الأقصى»، لم نكن نتوقع على الإطلاق هذا «الرُّخْص» الموجود لدى بعض المؤسسات الإعلامية العربية، التي يُفترض فيها الحدّ الأدنى من المهنية، لنكتشفها على حقيقتها المؤسفة، حيث تفتقر إلى ميثاق الشرف.. أو حتى الحياد!

الأداء المخزي لتلك المؤسسات ـ التي يمكننا تسميتها بـ«ليكود الإعلام العربي» ـ وضعها في «ورطة مستنقع غزة»، بعد صمود المقاومة الفلسطينية، وما حققته من نتائج أليمة ومذلة في صفوف جيش «الاحتلال الإسرائيلي»، على مدار 73 يومًا.

لعل مشهدًا واحدًا فقط، أبرزته مؤسسات «ليكود الإعلام العربي» سواء أكانت صحفية أو تلفزيونية، وما يتبعهما من ذباب إلكتروني، كافٍ للدلالة على أنها تنتظر بترقب ما سيُسفر عنه العدوان الصهيوني البربري، بحق الأبرياء المدنيين في غزة، أملًا في استئصال المقاومة الفلسطينية.

مؤخرًا، لاحظنا بثّ مقاطع فيديو تُصوِّر فلسطينيين عَرَّاهم جيش الاحتلال من ثيابهم، لينقلهم بشاحنات مكشوفة أمام الكاميرات، في مشهد مؤسف تندى له نخوة الشهامة والكرامة الإنسانية، لتعلن بكل وقاحة أن مقاتلي حماس في قبضة الجيش «الإسرائيلي»، وهو الأمر الذي لم تتجرأ عليه أكبر مؤسسة صحفية «صهيونية» تطرفًا مثل «يديعوت أحرنوت»، التي كذَّبت الرواية العبرية ومَن يروجون لها، مؤكدة أن المقبوض عليهم من الفلسطينيين المدنيين العاديين!

ذلك الإعلام «العربي الليكودي»، لا يدَّخر جهدًا في تجميل صورة «الوَحْش الإسرائيلي»، وتشويه «الحَمَل الفلسطيني».. وما أحاديث الإفك والافتراءات إلا محاولات مفضوحة لخدمة الادعاءات الكاذبة لـ«الصهاينة»، وتحميل المقاومة مسئولية ما جرى للفلسطينيين من دمار شامل وإبادة جماعية وتهجير قسري!

بكل أسف، أصبحنا نعيش في زمن صناعة وإشاعة الكذب، بظهور مَن كان يُفترض أنهم أشقاء داعمون ومساندون، لكننا وجدناهم يُنَصِّبون أنفسهم قضاة وجلادين، ويتركون الظالم المحتل المجرم الذي يُهلك الحرث والنَّسل، لكنهم يحاسبون الضحايا!

أخيرًا.. هؤلاء «المُرْجِفون» أو «المتآمرون»، يقدمون بأريحية خدماتهم المجانية بصفتهم «أعوان الشيطان»، فلا يتوقفون عن نَسْج أحاديث الإفك وتصدير الافتراءات، كما لا تنتهي محاولاتهم المستمرة عن «استحمار» الشعوب، وتفريغ القضية العادلة من مضمونها.

فصل الخطاب:

يقول الراحل الدكتور عصمت سيف الدولة: «الصهيونية وحلفاؤها، يحاولون دون توقف، تحقيق (النصر النهائي)، فبدلًا من احتلال أرضنا جزءًا جزءًا، بدأوا في احتلال رؤوسنا فكرة فكرة».

[email protected]