رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتهت الانتخابات الرئاسية والتى شهدت إقبالاً منقطع النظير لم تشهده أية انتخابات سابقة سواء كانت رئاسية أو برلمانية، وستعلن الهيئة الوطنية للانتخابات نتيجة الفائز برئاسة مصر يوم «الاثنين» القادم، بعد انتهاء أعمال الفرز وجمع الأصوات، لكن يبقى أمر بالغ الأهمية لا بد من الحديث عنه وهو أن الفائز الحقيقى فى هذه الانتخابات هو مصر، نعم مصر كسبت تفعيلاً سياسياً لم يحدث من ذى قبل فى وجود أربعة مرشحين خاضوا السباق الرئاسى. مصر الدولة القوية القادرة، نجحت فى تحقيق أكبر إنجاز سياسى بالبلاد، وهو تفعيل الحياة السياسية والحزبية فى سابقة جديدة على البلاد من بعد ثورة 23 يوليو 1952 التى قضت على الأحزاب السياسية تماماً، وجمدت نشاطها. وكان ذلك بمثابة الوبال الذى عطل الحياة الحزبية بالبلاد لعدة عقود من الزمن حتى ظهرت بوادر انفراجة ضئيلة فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وباتت الحياة الحزبية هشة فى عهد الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، حتى جاءت ثورة 30 يونيو 2013 وكان من أهم أحد مخرجاتها الرئيسية هو تفعيل الحياة السياسية والحزبية، وهذا ما لمسناه مؤخرًا فى تفعيل الاستحقاق السياسى الأهم بالبلاد وهو السباق الرئاسى.

نعم فازت مصر بمكاسب سياسية رائعة، إثر الإرادة السياسية من الدولة المصرية بتفعيل الحياة الحزبية، وهذه هى خطوة بالغة الأهمية فى المسار الديمقراطى الذى بدأته مصر مؤخرًا.. وهذه الخطوة المهمة جدًا ظهرت بشائرها الرائعة من خلال الإقبال الكثيف على الإدلاء بالتصويت من قبل المصريين، لدرجة أن الهيئة الوطنية للانتخابات، اضطرت إلى طبع بطاقات تصويت جديدة، بعد نفاد الكمية التى تم طبعها فى البداية، ما يؤكد على الإقبال غير المسبوق الذى حدث فى هذه الانتخابات. وكل ذلك يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن المصريين قد فازوا فى المقام الأول فى هذه الانتخابات، نعم فازوا أولاً بتفعيل الحياة السياسية، وثانياً فازوا بوجود إرادة سياسية قوية تعمل على تفعيل المسار الديمقراطى وتطبيق حقيقى لمواد الدستور، وثالثاً فازوا بتبادل الثقة مع الدولة المصرية. وبات لديهم اليقين الكامل بالقضاء تماماً على التزوير والتزييف واللعب فى أصوات الناخبين، فهذه ظاهرة غارت إلى غير رجعة، وبدأت البلاد مرحلة جديدة لها مكاسب سياسية حقيقية على الأرض.

انتهت الانتخابات الرئاسية والفائز فيها هو المواطن المصرى الذى قدم ملحمة وطنية فى حب مصر، وصدر مشهداً رائعاً عن البلاد أمام العالم أجمع الذى أشاد بنزاهة وشفافية هذه الانتخابات فى سابقة هى الأولى من نوعها. العالم كله الذى راقب هذه الانتخابات لم يسجل مخالفة واحدة أو أية عرقلة فى سير عمليات التصويت، وهذه هى عظمة المواطن المصرى. والأكثر روعة فى هذا الأمر هو تكاتف جميع مؤسسات الدولة المصرية فى تقديم كافة الخدمات لتسهيل العملية الانتخابية. فقد كانت هذه المؤسسات شعلة نشاط، خاصة وزارة الداخلية التى لعبت دورًا مهمًا فى تأمين وسلامة المقار الانتخابية، إضافة إلى تسهيل وصول ذوى الاحتياجات الخاصة لمقار اللجان، كل ذلك يأتى فى إطار تنفيذ الإرادة السياسية لتفعيل الحياة السياسية بالبلاد، ولذلك ظهرت مصر بهذا الشكل المشرف الذى سيسجله التاريخ بحروف من نور. والأمر يستوجب توجيه الشكر إلى كل من شارك أو ساعد فى هذا المشهد الحضارى والشكر فى المقام الأول إلى المواطن المصرى الذى يتمتع بكياسة وفطنة ووطنية بالغة.