عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

زرت المتحف المصرى الكبير فى مرحلة الافتتاح التجريبى، وكان البهو الخارجى مهيبًا فى ظل حضور قوى للملك رمسيس واقفًا فى عظمة وكبرياء وكأنه يستقبل الزائرين من كل أنحاء العالم الذين يأتون إليه لنيل شرف اللقاء مع أعظم وأقدم حضارة فى الدنيا!

وبصراحة ما رأيته فى المتحف رغم أنه قليل من كثير سيكون جاهزًا للعرض بعد الافتتاح الرسمى والكامل، فهو يستحق الكلام الكثير والإشادة بالجهود الصادقة التى كانت وراء إنشاء المتحف منذ أيام الفنان فاروق حسنى كوزير للثقافة إلى أصغر فنى يعمل الان بكل ما لديه من فن وقوة للانتهاء من كل أعمال المتحف تمهيدًا لافتتاحه على المستوى الدولي!

وكان العرض المرئى الافتراضى حول توت عنخ أمون لطيفًا ولكنه ليس على المستوى المبهر الذى يليق بالمتحف، إنه أقرب إلى عرض للأطفال، وعندما يتم افتتاح قاعة معروضات توت عنخ امون سيظهر الفرق الشاسع ما بين العرض المرئى وبين روعة الفن المصرى القديم ودقته منذ خمسة آلاف سنة، ثم نأتى بعد هذه السنوات وكل هذه التقنيات والتكنولوجيا البصرية ونقدم عرضًا ساذجًا بهذا الشكل؟.. أتمنى من المسؤولين عن المتحف وفى مقدمتهم وزيرة الثقافة بمراجعة هذا العرض فإنه لا يليق أبدًا بالمتحف!

وكانت رؤية الدرج العظيم من الأشياء المبهرة حقيقة بالمتحف، فهو يعطى للزائرين فرصة كبيرة للتعرف على التاريخ المصرى القديم وعلى الحضارة المصرية عبر العصور، من خلال طريقة عرض متميزة ومبهرة خاصة وأن الصعود من حقبة إلى أخرى يعطى ثراء للجولة التى تنتهى بمشهد بانورامى للأهرامات سيجعل من الدرج العظيم اشبه برحلة تاريخية!

وكانت هناك رحلة تاريخية أخرى داخل المتجر الرسمى بالمتحف الذى يبيع بعض المقتنيات التذكارية للزائرين وهو مهم يوجد مثله فى كل متاحف العالم ولكن اعتقد ان حجم مساحته صغيرة فقد كان مزدحمًا رغم إننا لازلنا فى مرحلة الافتتاح التجريبى يعنى يتم السماح لأعداد قليلة جدا للزائرين فماذا سيكون الوضع بعد الافتتاح الرسمى ودخول أفواج من السائحين!

الحقيقة.. الكلام عن المتحف ومقتنياته لا يكتمل الا بالكلام عن تصميم المتحف المبهر.. فمن النظرة الخارجية الأولى تشعر بانه شامخ وراسخ مثله مثل الاهرامات والمعابد ويليق بالفعل بما يضمه من تاريخ عظيم، كما أن مكانه موفق جد بالقرب من هضبة الأهرامات والتواصل والاتصال الذى سيتم بينهما لتكون رحلة السياح ما بين الأهرام والمتحف هى رحلة فى الزمان والمكان!

والحقيقة كل ما أخشاه من تشويه هذه الرحلة وتحويل تجربة زيارة المتحف والاهرامات إلى كابوس كما هو يجرى الان هو أن تفشل الجهات المسئولة من تنظيم هذا الفراغ الذى يحيط بالمتحف والاهرامات.. فإن الجهد والفن والابداع الذى تم فى إنشاء هذا المتحف يحتاج إلى مثلهم تماما لاستغلال هذا الفراغ المكانى وتحويله إلى بانوراما متكاملة ومنظمة وسهلة الوصول إليها قبل أن تملأها وتصل إليها العشوائيات الميكروباصات!

[email protected]