رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار  

تخيلوا 32 مليار دولار هدية سخية من الاحتلال الإسرائيلى للدولة التى تقبل 2 مليون مواطن فلسطينى للعيش على أراضيها.. العرض المغرى الذى يثير لعاب العديد من الدول، يفك أزمتها بل ويجعلها ماردا اقتصاديا فى محيطها الإقليمى.

المال مقابل الرحيل، مشروع مطروح أمام الكنيست الإسرائيلى لترحيل أبناء غزة عبر تمويل مالى ضخم تقدم به موشيه بسال، عضو الكنيست عن حزب الليكود، والاقتراح يناقش الآن، ويتمثل فى أن أى مواطن غزاوى يريد الرحيل الطوعى سوف يتقاضى 6 آلاف دولار فى يده، وأن الدولة التى تستقبله سوف تأخذ عن كل مواطن فلسطينى يدخل إليها 10 آلاف دولار.

بحسبة بسيطة، فإن الدولة التى تقرر استقبال 2 مليون مواطن غزاوى سوف تتقاضى 20 مليار دولار عدًّا ونقدًا، بخلاف أن المواطنين القادمين إليها يحملون معهم 12 مليار دولار سينفقونها فى البلد المضيف، ما يعنى أن إجمالى العرض يبلغ 32 مليار دولار–فى عين الحسود – تستطيع أن تغير مصير دول وليس دولة واحدة.

إذا كان العرض المغرى فرصة لخروج دول كثيرة من أزمتها وربما بادر البعض بطرح بلاده أرضا بديلة.. إلا أن مصر الوحيدة الثابتة على موقفها ولن يتغير أبدا وستظل رؤيتها واضحة، أنه لا بديل لإنهاء الصراع ووقف الحرب إلا بحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتؤكد مصر على موقفها فى كل المحافل الدولية وتقف حائط صد منيع أمام عمليات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وشدد سامح شكرى وزير الخارجية فى واشنطن مؤخرا على هذا المعنى مؤكدا أنه لا ترحيل من غزة لمصر أبدا وتحت أى ظرف من الظروف، وأن مصر ترفض مشاركة أى قوات مصرية أو عربية داخل غزة مادامت غزة تحت الاحتلال.

وبنظرة سريعة إلى ما يحدث فى غزة الآن، نجد الاحتلال يدفع المواطنين الغزاويين دفعا إلى التجمع فى رفح الفلسطينية على الحدود المصرية، فرارا من عمليات الإبادة الجماعية وبحثا عن مكان آمن للاحتماء به على الرغم من أن النازحين يفترشون الخيام فى العراء، ويترقبون الموت فى أى لحظة ومن أى اتجاه، إلا أن هذا الوضع السييء أهون بكثير من أهوال الموت التى يشهدونها فى قلب غزة.

مدينة رفح الفلسطينية عدد سكانها حوالى 300 ألف مواطن، ونزح إليها حاليا 470 ألف غزاوى، ومن المتوقع أن يفر إليها نصف مليون آخرون على الأقل خلال الأيام المقبلة.

المتحدث باسم الأونروا فى غزة حذر من خطورة الأوضاع المعيشية والصحية وانتشار الأوبئة وتفشى الأمراض بسبب عدم توفر الطعام وتلوث مياه الشرب.

باختصار.. أمريكا وإسرائيلى تصران على مسألة التهجير بأى صورة لتصفية القضية الفلسطينية بلا رجعة، فمنذ أيام ناقش الكونجرس الأمريكى اقتراحًا بتوزيع أهالى غزة على أربع دول على أن تستقبل مصر مليون نسمة، وتركيا نصف مليون واليمن 250 ألفا، والعراق 250 ألفا، ورفض الاقتراح، والآن يظهر اقتراح جديد داخل الكنيست الإسرائيلى يستخدم صاحبه سلاح المال وقوته فى محاولة للتأثير على الفارين من الإبادة والمجازر والمحارق على أمل أن يكون طوق نجاة بالنسبة لهم ولمن تبقى من أسرهم.

تبقى كلمة.. مصر التى خاضت العديد من الحروب مع الاحتلال وفقدت خيرة شبابها على مدار أكثر من 7 عقود، لن تتخلى عن الشعب الفلسطينى وقضيته الجوهرية، ولن تفرط فى تراب أرضها، ولن ترضى بديلا عن الدولة الفلسطينية المستقلة. مصر الدولة الوحيدة فى المنطقة، بل فى العالم التى تحملت ما لا يتحمله غيرها، وفتحت أرضها للأشقاء من سوريا وليبيا والسودان واليمن والعراق، أكثر من 9 ملايين أهل وإخوة، وأعطت لهم كافة حقوق المواطنين المصريين وأعفتهم من العديد من الرسوم، وسمحت لهم بالعمل والكسب والتجارة والتملك، ولم تقم لهم مخيمات بل أخوة وأهل بيت معززون مكرمون.

لكن لموقفها الثابت من الأشقاء الفلسطينيين ولإيمانها القوى بقضيتهم، لم تتراجع عن موقفها أو تغير رأيها حتى لو وضعوا بين يديها خزائن سليمان.. دامت مصر عز العروبة، ودامت فلسطين عربية أبد الأبدين.

[email protected]