رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غداً يبدأ التصويت فى الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس مصر القادم لمدة ست سنوات، والحقيقة أن هذه الانتخابات، تختلف تماماً عن أية انتخابات أخرى جرت فى البلاد، لعدة اعتبارات بالغة الأهمية، من بينها أن هناك إرادة سياسية قوية ببدء خطوات عملية نحو مسار سياسى جديد يؤدى إلى الديمقراطية الحقيقية، إضافة إلى أن الدولة المصرية، فتحت المجال السياسى الصحيح لتفعيل الحياة السياسية والحزبية فى البلاد فى سابقة تعد الأولى من نوعها، وكذلك وجود تفعيل جدى للمواد الدستورية خاصة المادة الخامسة من الدستور التى تقضى بالتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة عبر انتخابات رئاسية سليمة المائة فى المائة بخلاف كل الانتخابات التى جرت من قبل منذ ثورة 23 يوليو 1952.

هذه الانتخابات الرئاسية تأخذ طابعاً مختلفاً تماماً عما سبق من انتخابات، حيث يتنافس فيها أربعة مرشحين فى سابقة هى الأولى من نوعها، وليس هذا فحسب وإنما منحت الدولة المصرية الحرية الكاملة للمرشحين للتعبير عن برامجهم الانتخابية بشكل واضح، وتابعت كل وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية تغطية الحملات الانتخابية للمرشحين، لدرجة أن كل وسائل الإعلام كانت تتعقب المرشحين بشكل لم يسبق له مثيل، وهذا يعنى فى حد ذاته أن مصر بدأت الخطوات الصحيحة والسليمة نحو تفعيل الحياة السياسية، تمهيداً للديمقراطية الحقيقية التى يتغياها الشعب المصرى. وبالتأكيد فإن هذا المشهد الرائع والمفرح يدل دلالة قاطعة على أن هناك تغييراً حقيقياً، ويعود الفضل لذلك إلى المخرجات الرائعة لثورة 30 يونيو 2013، وما أعقبها من إصلاحات شتى فى كافة الميادين، حتى جاء الحوار الوطنى الذى سيواصل أعماله بعد السباق الرئاسى، والذى كشف عن حراك سياسى مهم وأثمر عن قيام الأحزاب السياسية بترشيح ثلاثة من رؤسائها لخوض هذا الغمار فى الانتخابات.

والحق يقال أيضاً إنه لم يتم تحرير محضر واحد طوال فترة الدعاية الانتخابية منذ إعلان الهيئة الوطنية لمواعيد الجدول الزمنى للانتخابات وموعد الدعاية الانتخابية. وهذا يدل على أن الأمور تسير نحو الاتجاه الصحيح والسليم.

يبقى إذن ضرورة المشاركة الإيجابية من المواطنين، فى ظل توافر الإرادة السياسية القوية التى تريد تفعيلاً حقيقياً لمواد الدستور والحياة السياسية والحزبية، ولذلك هناك واجب وطنى مهم على المواطن وهو ضرورة النزول إلى صناديق الاقتراع لإبداء رأيه والتصويت لمن يريد وفى ظل وجود إشراف قضائى كامل على العملية الانتخابية، فقد ولى عهد التزوير والتزييف واللعب فى أصوات الناخبين، وغارت هذه الأمور إلى غير رجعة، وبالتالى بات على المواطن أن يدلى بصوته ويواصل مسيرة الاستفادة من هذا الوضع السياسى الجديد الذى يحياه حالياً. انتهى زمن تغيير إرادة الناخب، وبات صوته له قيمة ودلالة، ولذلك وجب عدم التفريط فى هذا الواجب الوطنى وهذا الحق الدستورى، ولذلك سعدت جداً بالبيانات الأخيرة التى أصدرتها حملات المرشحين الأربعة قبل بدء الصمت الانتخابى بتوجيه رسائل إلى جموع المصريين تدعوهم إلى النزول لصناديق الانتخابات للإدلاء بأصواتهم.

ثم إن المشاركة الإيجابية فى الانتخابات والإدلاء بالصوت يرسمان حقيقة مستقبل البلاد، خلال الست سنوات القادمة. وبذلك يكون المواطن هو من اختار رئيسه، وهذه الفرصة يجب أن يستثمرها المواطن جيداً للتعبير عن رأيه بحرية كاملة بدون تدخل من أحد.. وإذا كانت إرادة الدولة السياسية حريصة على ذلك فإن الواجب المهم هو أن يكون المواطن أكثر حرصاً على ذلك.. ولذلك أعتقد أن أيام «الأحد» و«الاثنين» و«الثلاثاء» ستشهد حضوراً كثيفاً للتصويت، وبذلك يتم تخيب آمال المتربصين الذين يعملون لحساب جهات لا تريد أن تقوم قائمة للدولة المصرية، ومن هنا يجب على جموع المواطنين أن يفوتوا الفرصة على المتربصين الذين لا يريدون خيراً لهذا البلاد. ولدى القناعة الكاملة أن المصريين قادرون على دحض مزاعم وشائعات هذه الفئة الضالة التى تنشر الأكاذيب وتعمل لحساب المخططات والمؤامرات التى تحاك ضد الوطن والمواطن.

إنزل وشارك وأدِ واجبك الوطنى من أجل مصر ومن أجلك فى المقام الأول.