رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوجعتنا الحرب فى غزة بمشاهدها ومواجعها وآثارها السلبية التى دفعنا ثمنها ومازلنا دون أى خطأ اقترفناه، فجاءت وبالا على الاقتصاد لتزيد من وتيرة أزمة حادة نتعرض لها. ولاشك أن أبرز آثار الحرب على الاقتصاد المصرى هو ما تشير إليه كثير من التقارير الاقتصادية الحديثة بشأن إلغاء حجوزات سياحية خارجية لمصر بنسب وصلت إلى 70 و80 فى المئة، فى موسم كان كثير من الاقتصاديين يستبشرون به خيرا ويعتبرونه مصدرا هاما للعملة الصعبة. 

ومادمت أؤمن بلزوم مواجهة الأزمات، وضرورة دراسة وإيجاد الحلول، فإننى أجد فى حدث مهم قادم فرصة طيبة لكسر تدهور السياحة، واستعادة الشغف العالمى بمصر مرة أخرى. فخلال أسابيع قليلة سنشهد جميعا افتتاح المتحف المصرى الكبير، ذلك الصرح العظيم الذى يضع مصر بقوة على خريطة المتاحف العالمية، باعتبارها مهد الحضارات ومنبع الفنون والعلوم. 

ومثل هذا الحدث ربما لا يتكرر فى مصر إلا كل مئة عام، وخاصة إذا علمنا أن المتحف المصرى القديم بالتحرير، أقيم مُنذ سنة 1902، وكانت أبرز تعليقات الآثاريين والخبراء والفنيين الأجانب عنه قديما أنه لا يفى باستيعاب كنوز مصر من الآثار ولا يراعى الاكتشافات المستقبلية، وأتذكر أننى قرأت إشارة مهمة لعالم المصريات البريطانى آلان جاردنر كتبها فى نوفمبر سنة 1924 تقول «إن المتحف المصرى هو أغنى متحف فى العالم فى الكنوز، لكنه الأسوأ تنظيما بسبب كثرة القطع الأثرية، وعدم قدرته على استيعابها بالشكل اللائق».

وعلى مدى عقود طويلة ظل إقامة متحف مصرى ضخم يمكنه استيعاب آلاف القطع الأثرية حلما غاليا، وهو ما سعت الحكومات مرارا لتحقيقه، حتى تم مؤخرا تخصيص مساحة 300 ألف متر مربع له واحتشد حول إتمامه مجموعة من العقول الوطنية النابهة والمخلصة، حتى أصبح حقيقة مبهرة. 

ففى عام 2016 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصرى الكبير، ثم صدر فى عام 2020 القانون رقم 9 باعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة اقتصادية تتبع الوزير المختص بالآثار، وشكل رئيس الجمهورية مجلس أمناء برئاسته يضم عددا من لا شخصيات البارزة لاقرار السياسة العامة للمتحف.

 ورغم التحديات الصعبة والأزمات المتلاحقة نتيجة الجائحة وما بعدها، فقد اكتمل تشييد المتحف تماما، وصار إنجازًا حقيقيًا على الأرض.

لذا فإن من حق الدولة المصرية بمختلف مؤسساتها وكوادرها أن تفخر بهذا الانجاز، وتوظفه بالشكل الأمثل.

وفى رأيى، فإننا نحتاج اعدادا جيدا لهذا الحدث من خلال مجموعة عمل عليا تضع برامج ترويجية تفصيلية مصاحبة للافتتاح، من مشاركة زعماء وقادة العالم، وتنظيم حفلات فنية وثقافية، ودعوة مشاهير الفن والأدب وكبار الشخصيات فى العالم، وتنظيم زيارات مكثفة لطلاب المدارس من مختلف أنحاء العالم. 

إن فرصة عظيمة تلوح أمامنا لنحكى للعالم قصة الحضارة الأعظم فى التاريخ من خلال المقتنيات الأثرية المدهشة، ولنجذب أنظار العالم لمصر ونستعيد بعض أمجاد الأجداد فى مصرنا الجديدة.

وسلامٌ على الأمة المصرية..