عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه هى مصر وقدرتها السياسية الواسعة الكبيرة التى نجحت فى الوصول إلى هدنة ووقف للهجمات الإسرائيلية البشعة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى. وهذا يعكس الدور الريادى والقيادى لمصر فى المنطقة والإقليم والعالم أجمع. فالرئيس عبدالفتاح السيسى والدولة المصرية يبذلان كل الجهود المضنية والحثيثة لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب الفلسطينى، وهذا يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن مصر لا يمكن أبداً أن تتخلى عن الأشقاء فى فلسطين وتحقيق مصالحهم العليا بما يحقق المطالب المشروعة للفلسطينيين، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

إن الدولة المصرية على مدار تاريخ القضية الفلسطينية تُعد الداعمة الأولى للحقوق الفلسطينية المشروعة، وتحمل على كاهلها هذه القضية بشكل أكثر من رائع منذ وعد بلفور وحتى كتابة هذه السطور وستظل هكذا إلى أبد الدهر، ولم نجد يوماً من الأيام على مر التاريخ الطويل تقصيراً أو تغييراً فى أى موقف داعم للأشقاء العرب، وعلى رأسهم الأشقاء فى فلسطين، لأن هذا هو دور مصر الرائد والقيادى الذى يسعى دائماً إلى الحفاظ على الحقوق المشروعة من أجل نشر الأمن والاستقرار فى المنطقة وعلى المستوى الإقليمى.

إن الهدنة التى تبدأ اليوم الخميس وحتى لعدة ساعات تعد انتصاراً لكل الفصائل الفلسطينية، خاصة بعد التصريحات المتكررة لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بعدم وقف الحرب، والتى لم تحقق فيها إسرائيل سوى المذابح والمجازر بحق الشعب الفلسطينى الأعزل، وكذلك تم تفويت فرصة المحتل فى تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول أخرى.. ولذلك فإن الموقف المصرى فى هذا الشأن يستحق الإشادة والثناء، لقدرة مصر على تحقيق الهدنة ووقف آلة الحرب الإسرائيلية حتى ولو كان ذلك جزئياً، بالاتفاق والتنسيق المتواصل مع مختلف الأطراف الفاعلة. ولذلك فإن هذه الهدنة تعد بداية جيدة وبشير خير، خاصة بعد قتال متواصل منذ 7 أكتوبر الماضى، والذى تخطى حوالى خمسة وأربعين يوماً. وهذا يعنى أنه من الممكن الوصول إلى هدن أخرى، حتى يتم الوقف النهائى لآلة الحرب الإسرائيلية وإعادة ترتيب الأوراق من جديد. وهذا يعنى أيضاً استمرار تدفق المساعدات الطبية والغذائية والوقود إلى الفلسطينيين.

والحقيقة أن هذه الهدنة تعد فى صالح كل الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، وتعد انتصاراً فلسطينياً على المحتل الغاصب. كما أن الدور المصرى فى هذا الشأن يعد محل تقدير واسع وكبير من كل أطراف المجتمع الدولى، وكذلك كل شعوب الدنيا التى ترفض هذه الحرب الإسرائيلية الغاشمة. فالعالم كله يتأكد له يوماً بعد الآخر أن مصر الدولة القوية القادرة التى ترفع راية السلام، قادرة على فعل المستحيل، وهل كان أحد يتوقع أن تتم هذه الهدنة وفى الإمكان تحقيق هدن أخرى حتى يتم وقف إطلاق النار تماماً؟.

هذه هى مصر وقيادتها السياسية وشعبها الصلب الذى ينسى آلامه فى سبيل الحفاظ على الأمن القومى العربى، والسعى بكل السبل إلى تحقيق المطالب المشروعة للشعب العربى وعلى رأسه الفلسطينيون.