رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليست هى المرة الأولى التى تلوح فيها إسرائيل باستخدام السلاح النووى ضد خصومها، فما قاله عميحاى إلياهو وزير التراث الإسرائيلى خلال الحرب الهمجية على الشعب الفلسطينى الشقيق قبل أيام، بأن ضرب قطاع غزة بقنبلة نووية قد يكون أحد الخيارات المطروحة، سبق وطرحه ساسة وقادة إسرائيليون آخرون، كنوع من التهديد المباشر، والإعلان شبه الرسمى عن امتلاك تل أبيب لأسلحة الدمار الشامل.

ورغم إعلان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية تجميد حضور الوزير الإسرائيلى المذكور لاجتماعات مجلس الوزراء كنوع من العقاب السياسى لخروجه عن اللياقة، إلا أنه من المحتمل، بل ومن المرجح أن تصريح الوزير لم يكن عفوياً، وإنما يدخل فى إطار تنويع الأدوار السياسية داخل حكومة إسرائيل فى إطار إدارة الحرب، وأن يكون المقصود من ذلك التلويح لقوى إقليمية أخرى بما تمتلكه إسرائيل من أسلحة غير تقليدية حال توسيع نطاق الحرب ودخول أطراف أخرى.

وما يهمنا فى مصر كدولة رائدة فى الشرق الأوسط، تمثل ثقلاً عربياً وإفريقياً، ومركزاً رئيسياً فى كافة أطروحات السلام، وما يهمنا كمجتمع عربى متماسك، وكدول شرق أوسطية متعاونة، هو أننا بصدد تهديد للسلام، لذا فإن تصريح الوزير الإسرائيلى يدفع كافة الأطراف للاصطفاف بهدف التحذير من خطر دمار شامل خارج عن السيطرة، يحمل آثاراً مفزعة لشعوب المنطقة ككل. وأتصور أن هذا التصريح يمثل نقطة انطلاق جديدة لفضح امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية دولياً، ودعوة المجتمع الدولى لتحمل مسئولياته فى ترسيخ الأمن والاستقرار.

إن هناك كثيراً من المبادرات التى طرحت قبيل الحرب لتوسيع نطاق السلام، والسعى لاستئناف مفاوضات إقامة الدولة الفلسطينية، وتحقيق نوع من التعايش السلمى والتعاون الإقليمى فى المنطقة، وصار من المفترض الآن أن يتم ربط أى مبادرات مطروحة للسلام على المستوى العربى بانضمام إسرائيل لاتفاقية نزع أسلحة الدمار الشامل.

إن الدبلوماسية المصرية المخضرمة بالتعاون مع الدبلوماسية العربية فى مختلف الأقطار الشقيقة يمكن أن تلعب دورا فى صياغة ورقة عمل للتحرك فى المؤتمرات والمنتديات الدولية المعنية بنزع السلاح النووى، للضغط على إسرائيل لتصفية ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل، ذلك لأن مبادرات السلام لا يمكن أن تقوم على تفوق نووى لدولة على حساب جيرانها.

ولا شك أن إسرائيل واحدة من دول العالم التى تمتلك أسلحة نووية منذ عقود، وإن لم تعترف رسميا بذلك، فهناك تسع دول معروفة بامتلاكها للسلاح النووى منها خمس دول تعترف بذلك وهى الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا وبريطانيا، وفرنسا والصين، وهناك أربع دول أخرى تمتلك السلاح النووى دون اعتراف رسمى وهى إسرائيل، الهند، باكستان، وكوريا الشمالية.

لقد نشرت صحف ومجلات دولية عشرات الموضوعات حول ترسانة إسرائيل النووية، والتى كانت هدفاً رئيسياً للكيان الصهيونى منذ تأسيسه حتى إنه تم إنشاء هيئة للطاقة الذرية سنة 1952، وسبق أن أشارت وثائق إسرائيلية مسربة إلى أن مناقشات دارت فى حكومة جولدا مائير خلال حرب أكتوبر 1973 بشأن إمكانية اللجوء للسلاح النووى.

وكل ذلك يعنى أننا مطالبون بتفعيل القوى الناعمة، والتنديد بمخالفة إسرائيل للمواثيق والمعاهدات الدولية، ودفع المجتمع الدولى لإلزام دولة إسرائيل على التوقيع على اتفاقية منع الانتشار النووى، وربط مبادرات السلام المستقبلية بذلك.

وسلامٌ على الأمة المصرية