عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

يواصل إبليس اللعين حواره، بل سجاله المذموم معى حول تلك المجازر الوحشية و«الهولوكست» التى تنفذها إسرائيل على المدنيين العزل فى غزة، بزعم حماية أمنها والقضاء على المقاومة، وهى الحرب غير المتكافئة من حيث قوة السلاح وليس قوة الإرادة، حرب تجهل من خلالها إسرائيل حكومة وشعباً قراءة تاريخ الشعوب فى كل العالم، لو قرأوا تاريخ الدول، لعلموا أن المقاومة الشعبية لا تموت، ولا تنتهى، لأنها مرتبطة بكل أفراد الشعب، صغير وكبير، شاب وعجوز، قد تستمر أعواماً طويلة كما حدث فى حركة الاستقلال الهندية، وحركات التحرير ومقاومة الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا، وحركة التحرير فى إيرلندا الشمالية، وغيرها، لكنها فى النهاية تنتصر. 

يفاجئنى ابليس بقوله: كل المصالح الدولية تتفق الآن مع إسرائيل، بريطانيا بعقود الغاز التى تطمح إسرائيل فى التنقيب عنها بسواحل غزة، مشروع القناة الهندية الذى تطمح إليه أمريكا وتهدم من خلاله مشروع الطريق الحريرى للصين، وتهدم به أيضاً الجدوى الاقتصادية لقناة السويس، وتشغيل مصانع السلاح الأمريكية التى باتت راكدة رغم حراكها فى أوكرانيا.

فلا تندهشى يا عزيزتى، عذراً أستدرك، فلفظة عزيزتى ستغضبك، لا تندهشى أيتها الغاضبة الثائرة للحق والدم الفلسطينى أن كاترين راسيل مديرة منظمة الأمم المتحدة «اليونسيف» المسئولة عن حماية الأطفال فى العالم، موقفها مائع، وتحركها مرتعش هى وفريقها لحماية أطفال غزة مما يواجهونه من تقتيل وتمزيق أشلاء وإصابات، ألم تسمعى تصريحها الذى قالت فيه: « ترتكب أطراف النزاع انتهاكات جسيمة ضد الأطفال؛ وتشمل هذه الانتهاكات القتل والتشويه والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وهى أمور تدينها اليونسيف، ركزى على كلمة أطراف النزاع، لقد ساوت كاترين راسيل بين إسرائيل وقوات المقاومة الفلسطينية فيما يحدث للأطفال، ألا ترى أنها ميوعة وارتعاش فى المواقف والقرارات لليونسيف، التى كانت تقوم قائمتها ولا تقعد مع أى أضرار تصيب حفنة من الأطفال فى أى بقعة فى العالم، وتهرول لتقديم المساعدات والمعونات بكافة الأشكال، وتطالب بوقف أى عنف ضد الأطفال، فأين كاترين راسيل وفريقها مما كل هذا.

والسر أيها الغاضبة المسكينة فى المال، كاثرين راسل، رئيسة المنظمة الأممية المعنية بحماية الأطفال وتقديم المساعدات إليهم، متزوجة من المحامى «توم دونيلون» مدير أكبر شركة سلاح فى العالم واسم الشركة بلاك روك، رأس مال الشركة أكثر من 10 تريليونات دولار، وشركة بلاك روك تعد من كبار المساهمين فى أشهر شركات الأسلحة الأمريكية، على غرار شركة «ستورم روجر» و«أمريكان أوتدور براندز» و"فيستا أوتدور»، وتوجد علاقة وثيقة بين شركة بلاك روك وإسرائيل، فهى لها مقر رئيسى تم افتتاحه فى تل أبيب عام 2017، كما أن لديها صناديق استثمار مطروحة أن يمتلكها إسرائيلون فى تل أبيب، إلى جانب إنشاء شركة بلاك روك لبنك الاستثمار فى إسرائيل بقيمة 350 مليون دولار. 

أى كما تقولون أيها المصريون «زيتهم فى دقيقهم» وستستمر المطحنة للشعب فى غزة حتى تحقيق الهدف، فلا تندهشوا كثيراً للمواقف الدولية الداعمة لإسرائيل، ترونها مواقف عُميت عن الحقيقة وزورتها وشوهتها، وخالفت كل شعارات حقوق الإنسان التى يرفعونها فى وجوهكم، لكنها فى الواقع مواقف مدروسة يحكمها المال والمصالح، تلك المصالح التى لا تعترف بالإنسانية ولا الحقوق المشروعة، هل فهمت؟

صرخت فى وجهه بنفس الغضب قائلة: ولكنك تتجاهل فيما تسوقه من مصالح وراء هذا المحرقة ضد شعب غزة، أن إسرائيل هى نفسها تخسر من تلك الحرب، سواء عسكرياً، بشرياً، اقتصادياً، والأرقام لا تكذب، فمنذ بدأت الحرب على غزة فى 8 أكتوبر، وهى تتكلف ما يقدر بـ 600 مليون دولار أسبوعياً بسبب هذه الحرب، وهذا وفقاً لإحصاء رسمى من البنك المركزى الإسرائيلى.

وبعد مرور 45 يوماً على اندلاع الحرب فى غزة، اهتز الاقتصاد فى جميع القطاعات، وللحديث بقية.

[email protected]