عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا من عشاق محطة الأغانى.. هى الوحيدة التى تمتعنى، فأنا لا أرى التليفزيون إلا نادرا بسبب ضعف النظر.. ناهيك عن السخافات التى تزداد يوما بعد يوم، لذلك أغلقت التليفزيون.. ولجأت إلى الإذاعة وخاصة محطة الأغانى يقدم لك الكثير والكثير من الأشكال المختلفة للغناء.. والمواظب على تلك الإذاعة من المؤكد أنه سينجذب بشكل أو بآخر بصوت متميز.. وهو لافت للسمع، فهو يمتلك طبيعة صوتية هادئة، إلى جانب أنها مؤثرة وتجبرك أن تتوقف عندها لتنتبه لكل ما يقول.. وأظن أنه دارس كيف أن يكون له تأثير، أو هى موهبة تميز بها وتمكن من إبرازها وتألق بها.. يقدم لك الأغنية فيقول لك كلمات فلان.. ومن ألحان فلان.. وأنها من تسجيلات عام كذا.. هو لا يقدم لك العمل الفنى بصورة سطحية، بمعنى لا يقول لك «نستمع الآن إلى عبدالحليم فى أغنية كذا.. كلمات فلان وتلحين فلان». لكنه يضيف أن تلك الأغنية تم تسجيلها أول مرة فى سنة كذا.. وهى من أغانى فيلم كذا.. مثل تلك المعلومات تجعلك تنتبه ليس فقط للأغنية ومعلوماتها وإنما ستجد أن الزمن رجع بك إلى الوراء لتتذكر فى تلك السنة التى سجلت فيها الأغنية كنت فى الجامعة مثلا.. وتعود بالذاكرة بالتليفزيون الأبيض والأسود قبل الألوان.. وحفلات عبدالحليم وفريد الأطرش... إلخ ما أريد أن أقوله إنها ليست معلومة ولكنها بمثابة انسحاب إلى التاريخ الذاتى.. استيقاظ الماضى الذى غاب ونام فى سبات عميق.. فإذا بتلك الأغنية أو تلك تستحضر ذلك الغياب وتستيقظ النيام.. مداعبة الذكريات أيام الشباب والصبا والمرح، وهذا إلى حد ما تحتاجه الذات بين الحين والآخر. 

يقدم أيضا الأستاذ إبراهيم حفنى برنامج سهرة الجمعة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل (فى يوم فى شهر فى سنة).. واسم البرنامج على اسم أغنية جميلة لعبدالحليم حافظ، وهى من تلحين كمال الطويل وكلمات.. مرسى جميل عزيز.. هذا البرنامج يطوف بك عبر الزمن الماضى لتعرف قصصا وحكايات عن الأغانى وعن تسجيل الأغانى.. وفى كل مرة إما أن تتناول اليوم فيقول يوم كذا سنة كذا تم تسجيل هذه الأغنية، وفى نفس السنة نفس اليوم تم تسجيل عمل فنى كبير اشترك فيه فلان وفلان.. الخ أو يتناول الشهر.. فى شهر أكتوبر مثلا من سنة كذا تم كذا وتم تسجيل أغنية كذا وكذا.. هى سهرة جميلة وممتعة. 

ما نريد قوله إنه يستخدم ذلك الأرشيف الغائب فى الصمت فإذا به يوجده ويبعث فيه الحياة، وعليه نجد المستمع المهتم والعاشق للإذاعة الكثير من المتعة وتشعر أن هناك درجة من البهجة أو هناك نوع من الدغدغة سرت فى داخلك حيث إن هذه الأغنية فى ذلك الزمن الماضى واسترجعت لديك الكثير والكثير..فتتنهد داخليا، ويعتريك الكثير من الشجن والكثير من الرضا والبعض من الأسى.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون