رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أيام قليلة وتحل ذكرى تجليس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بالعباسية، ولا يمكن أبداً فى هذه الذكرى أن ننسى مقولة البابا الشهيرة التى تزلزل القلوب قبل العقول وهى «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن». تلك المقولة الشهيرة الخالدة التى تنبئ عن الوطنية الخالدة، والتعلق بتراب الوطن. وهذا هو العهد بالكنيسة المصرية فى كل زمان ومكان منذ قدم التاريخ. والبابا تواضروس الثانى هو نسيج مصرى أصيل له من المواقف الوطنية الكثير والكثير، تحتاج إلى دراسات واسعة فى هذا الشأن خلال الأحد عشر عاماً الماضية. ولا نبالغ فى القول إذا قلنا إن البابا تواضروس من الشخصيات الكنسية المهمة فى العالم أجمع، ويكتسب احترام الدنيا كلها من خلال أفعاله وأقواله المؤثرة التى تعد تاجاً على رؤوس المصريين والعالم أجمع.

فى ذكرى تجليس البابا تواضروس الثانى لا نقدم فقط التهنئة إلى قداسته، وإنما نقدم له كل التقدير والتحية على مواقفه الوطنية تجاه الوطن فى أمور شتى، تظل نبراساً يحتذى به فى كل المحافل الوطنية داخلياً وخارجياً. وهل ينسى أحد الدور التاريخى الكبير الذى شارك فيه خلال ثورة 30 يونيو، والمشاركة الوطنية الرائعة فى بيان 3 يوليو 2013، هذا البيان المهم الذى غير وجه مصر تماماً، نزولاً على رغبة المصريين فى إنهاء حقبة حكم جماعة الإخوان الإرهابية التى وصلت إلى سدة الحكم فى غفلة من الزمن، وتحولت البلاد خلال هذه الحقبة الزمنية القليلة إلى خرابة وانهارت فيها مؤسسات الدولة كاملة. ولا يمكن أبداً أن ننسى هذا الدور الوطنى عندما شاهد العالم كله دور البابا تواضروس الثانى إلى جوار فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. فقد كان هذا المشهد الرائع الذى جمع شمل الأمة على هدف واحد وهو التخلص من الإرهاب وأنصاره ومؤيديه.

وليس بغريب أن نجد هذا الموقف الوطنى من قداسة البابا تواضروس الثانى، فهو امتداد لدور الكنيسة المصرية فى الوطنية والتعلق بتراب هذا البلد العظيم، ومن قبله كان كذلك البابا شنودة الثالث، قدس الله روحه، وكذلك كل الباباوات فى مصر لهم من الأدوار الوطنية الكثير والكثير، وسأذكر مثالاً واحداً فى هذا الصدد وهو الدور الوطنى الكبير الذى قام به الأنبا سرجيوس عندما وقف خطيباً فى الأزهر الشريف خلال ثورة 1919 مندداً بسياسات الاحتلال البريطانى ضد مصر. والحديث عن الأدوار الوطنية للكنيسة المصرية لا تعد ولا تحصى وتحتاج إلى كتب كثيرة لتدوينها، وعلى رأسها ما يقوم به البابا تواضروس الثانى.

والمعروف أن البابا تواضروس قام ويقوم بأنشطة رعوية كثيرة لخدمة الكنيسة والوطن وهلت نفحات التطوير تتألق فى كل الكنائس المصرية فى الداخل والخارج، ويأتى على رأس ذلك قيامه بتأسيس مجلس كنائس مصر وخلاف هذا من أعمال التطوير لخدمة البلاد. ولا أحد ينكر على الإطلاق أبداً الدور الذى يجمع حزب الوفد بالكنيسة على مر التاريخ منذ إنشاء حزب الوفد وحتى الآن، ولذلك وجدنا زعماء ورؤساء الحزب تربطهم العلاقات الوثيقة بالكنيسة المصرية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الدولة الوطنية.

وجاء قيام الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد والمرشح فى انتخابات الرئاسة بزيارة الكنيسة أمس فى هذا الإطار ولقائه التاريخى مع قداسة البابا تواضروس فى الكنيسة المرقسية بالعباسية.