رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

صيحاتُ الموتِ تناديكم.. الرّصاصُ بانتظاركم.. لا مكانَ آمنًا يحميكم.. كل خيارات القتل أمامكم.. القلبُ والرأسُ هدفٌ مباحٌ لديكم.. أقلامكم وأصواتكم لن تمنع أقداركم المحتومة، كما لن تدافع عنكم.. أحلامكم قصيرة الأجل مثل أعماركم.

لا مفر من دفع ضريبة الحياة ثمنًا لنقل الحقيقة، ولا هروب من استحقاقات الدم الواجبة عليكم.. الموت أقل ثمن تقدمون، والدماء أرخص بكثير مما تعتقدون.. أرواحكم معلقة بالسماء، وأجسادكم الطاهرة مستباحة، وشاهدة على ما يفعله «الصهاينة» الجبناء.

قدرك أيها الصحفي والإعلامي الفلسطيني، أن يكون مختلفًا عن الآخرين، حتى في طريقة قتلك، التي ليست من اختيارك.. أنتَ على موعدٍ مع الشهادة، فلا تخرج إلى عملك قبل أن تترك وصيتك الأخيرة، وتودِّع أحبابك بدموع اللاعودة.. احجز قبرك من الآن، وعليك الاختيار: أيّ مِيتةٍ تفضل؟

أنت وأنا وأنتم.. جميعنا، نعلم بشاعة الإرهاب «الصهيوني» المستمر على مدار ستة أسابيع، ليتخطى في بشاعته كافة أشكال الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب البربرية، متجاوزًا اللامنطق وكل القيم الإنسانية والأخلاقية.

إنكم أيها «الإعلاميون والصحفيون» لستم سوى أثمانٍ بخسة تُقَدَّم قربانًا على مذبح الحرية ونقل الحقيقة.. فلا تبتئسوا بما كانوا يصنعون، لأن الحياة البرزخية أفضل بكثير من العيش أسرى تحت وطأة محتلٍ غاصب.

ما عادت الذاكرة تتسع، ولم يعد القلب يحتمل أوجاعًا أخرى، بعد ارتقاء أكثر من 50 شهيدًا في سبيل «الكلمة والحقيقة»، مع أفراد عائلات بعضهم، وانضمامهم لقائمة الشهداء، ضحايا الخِسَّة والنذالة لجيش الاحتلال «الإسرائيلي».

ستة أسابيع تجاوز فيها شهداء فلسطين، بقطاع غزة، أكثر من 11 ألف شهيد، بينهم 70% من الأطفال والنساء، إضافة إلى 28 ألف مصاب.. حصيلة آلمتنا جميعًا، وأوجعت قلوب وضمائر الشعوب والأحرار حول العالم.

للأسف، تعجز الكلمات عن وصف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم، بكافة أطيافه، خصوصًا «ناقلو الأحداث» من قلب الموت والنار، لكن كلمات آخر الصحفيين الشهداء، كانت موجعة ومؤلمة، وتحمل من اللَّوم ما يندى له الجبين: «عندما نرتقي شهداء، سنشكو إلى الله خذلان العرب.. لنا الله».

أخيرًا.. لم تمنع «السترات الواقية» أو «الخوذات»، قصف الخزي والعار لأجسادهم الطاهرة، لكن دماء الصحفيين وعائلاتهم، كما غيرهم من الفلسطينيين، لن تذهب هدرًا أو تمر بلا حساب، بعد أن هزَّت الجرائم «الصهيونية» إنسانية العالم، ما قد يجعلها المسمار الأخير لزوال الاحتلال، الذي «يَرَوْنَه بعيدًا ونراه قريبًا».

فصل الخطاب:

يُحكى أنه في إحدى الدول «البعيدة»، قامت مجموعة من «البشر» بقتل «حيوان»، بطريقة همجية، والتف الجميع على قلب رجل واحد، رافضين بشاعة المشهد الذي أدمى القلوب.. وفي نفس البلد، قامت مجموعة من «الحيوانات» بقتل «إنسان»، بنفس الطريقة، في مشهد يندى له جبين «الإنسانية»، ولم يكن التأثر باديًا على البعض، لأن «المغدور» لم يكن من فصيلة «الحيوانات»!

[email protected]