عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خلال أربعين يومًا هى أيام تلك الحرب الوحشية التى تشنها دولة الكيان المحتل على المدنيين العزل من أهل غزة أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، خلال تلك الأيام الثقال بدا واضحًا لنا جميعًا أن الإنسانية قد وقفت عاجزة مشلولة مكبلة الأيدى، وأن المجتمع الدولى بجميع منظماته وهيئاته ومؤتمراته لم يجد ولم يقدر على وقف آلة الحرب الشرسة فى حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، الكلام من تنديد ووعيد وتهديد وشجب ورفض وإدانة ورفض جميعها تقف فى خانة وخندق الكلمات والأحرف والأصوات، إجتمع مجلس الأمن ثلاث مرات وبكلمة «فيتو» أو رفض تم إخفاق دول العالم أجمع فى وقف فيضان الدم الحر الأبى لهؤلاء النساء والأطفال والكبار والمدنيين الأبرياء.. اجتمع الاتحاد الأوروبى وشجب واجتمع ممثلو وزراء الخارجية ونددوا واجتمعت المنظمات الأممية الصحية والإغاثة وحقوق الإنسان واتهموا الكيان الصهيونى بخرق كل الأعراف وانتهاك جميع القوانين الدولية الخاصة بحماية المدنيين والمستشفيات ودور العبادة ولم يحرك المجرمون ساكنًا ولم يلتفوا ولم يوقفوا هجمات متتالية ليل نهار على المستشفيات، بل إنهم أجبروا بعضها على إخراج وإجلاء المرضى إلى الشوارع الممتلئة بالجثث والأشلاء والركام والنيران.. واجتمع اتحاد تعاون الدول الإسلامية والتى تشكل أكثر من ربع سكان العالم ومعها الدول العربية مشكلين معًا أكثر من ثلث سكان العالم إجتمع أهل المذاهب المتناحرة السنى بجوار الشيعى والوسطى بجوار اليمنى والعربى بجوار الآسيوى والأفريقى الكل إجتمع فى مشهد مهيب ورفضوا وشجبوا وتوعدوا وقرروا قرارات عظيمة أولها رفض العدوان ومساندة الفلسطينيين ورفض التهجير القسرى وضرورة وحتمية إقامة دولة فلسطينية تضم الأرض فى الضفة وغزة وشرق القدس وقبلها أنهم سوف يلاحقون جرائم المجرم الصهيونى فى المحافل والمحاكم الجنائية الدولية وإنهم يرفضون ما يسمى حق الدفاع عن النفس للمعتدى المحتل وإنهم سوف يعيدون الإعمار والبناء وقبل كل هذا فإنهم يصرون على فك الحصار ووقف القتال وتوصيل المساعدات الفورية لأهل غزة.. أجمل وأروع وأحلى الكلام..

والنتيجة قصف منازل آهلة بالسكان وموت أكثر من 100 مدنى أعزل وطرد مرضى إلى الشوارع ومحاصرة مستشفى ومجمع طبى بلا ماء ولا دواء ولا كهرباء ولا طعام.. ومن هنا علينا أن نسأل أنفسنا هل لغة هذا العصر الذى ظننا أنه عصر التقدم والحضارة والتكنولوجيا والذكاء الإصطناعى والميتافيرس، هل هذا العصر الملئ بالقوانين والمنظمات الدولية والحقوقية الخاصة بالإنسان وحريته وحمايته وحقوقه... هل هذا العصر الذى يتحدث ويعقد مؤتمرات عن التصحر والأخضر والبيئة النظيفة والسماء المشرقة والطاقة المتجددة ووصوله إلى المريخ وإطلاقه الأقمار فى الفضاء.. هل هذا العصر وهذا العالم متحضر؟ أم أننا نعيش فى العصور الوسطى الدموية الهمجية؟

لم يعد هذا عصر الكلام والسلام والمنظمات والسياسة والدبلوماسية وإلا كيف يأمن أى إنسان على أرض الكوكب فى ظل عدم وجود قوانين رادعة توقف كل من يملك الرصاص والسلاح والقوة.. وكأننا فى عصر الغاب البقاء للأقوى ولكل من يملك أدوات القوة ولا فائدة من منظمات أو هيئات أو حقوق وقوانين.. إنه عصر جديد علينا أن نعرف لغته وآلياته بعد ضاعت مصداقية تلك الحضارة الزائفة.