عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صرح أمين عام الأمم المتحدة بأن ما فعلته حماس لم يأت من فراغ، وهو يعنى أن الجميع ينظر للأحداث اعتبارًا من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، بينما الأمر يستوجب النظر فى أساس المشكلة وهى التى بدأت منذ ١٩٤٨ بعد اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها فى الشتات ومن تبقى منهم يتعرض للقمع والقهر والقصف والقتل كما نرى ذلك جليًا فى غزة. 

ما كاد يصرح أمين عام الأمم المتحدة بهذا التصريح حتى انطلقت ضده سهام النقد من كل اتجاه وهاجمه وزير خارجية دولة الاحتلال بقوله عليك أن تستقيل لأنك لا تعيش فى عالمنا. رغم أنه أدان قتل المدنيين ولم يدن إسرائيل صراحة ولكنه من موقعه الوظيفى أراد أن يلقى الضوء على حقيقة ما يحدث فى غزة لعله يكون نقطة بداية لمعالجة الأزمة. 

لم يأبه الغرب بما قاله أمين عام الأمم المتحدة ولم يعره اهتمامًا، ولكنه ظل يحشد قوته العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية من أجل مساندة إسرائيل وأعطاها الضوء الأخضر لمواصلة الهجوم على غزة تحت مقولة إن إسرائيل من حقها الدفاع عن النفس ضد الإرهاب الذى تمثله حماس كما يدعى، فكأنه يساند المحتل المغتصب ضد أصحاب الأرض وجعل دفاعهم عن أرضهم ضد الاحتلال إرهابًا، بينما إرهاب إسرائيل دفاع عن النفس. 

ولعلنا ننظر إلى المشهد الذى نراه، فإسرائيل تمتلك قوة عسكرية كبيرة فهى تمتلك أحدث أنواع الأسلحة حتى الأسلحة النووية، ورغم هذا فإن الغرب يقف معها بكل قوة فهو يمتلك قواعد عسكرية فى كل محيط الشرق الأوسط، كما حرك اساطيله وحاملات طائراته وكأنها حرب عالمية، وكل هذا أمام قطاع غزة الذى يقطنه حوالى ٢,٣ مليون نسمة فى مساحة جغرافية حوالى ٣٦٥ كيلو مترًا مربعًا، وحوله جدار عازل من كل اتجاه ومنع عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء والمحروقات، ولم يبق إلا الهواء، ورغم هذا فقد منعته إسرائيل لأن سكان القطاع تحت الأنقاض، ويقول الغرب إن إسرائيل فى حالة دفاع عن النفس ضد إرهاب حماس كما يدعون، فالمحتل يدافع عن نفسه بكل هذه القوة والشعب الذى هو تحت الاحتلال شعب إرهابى، ياللعجب، فلقد عميت أبصاركم فلم تعد ترى الحق وصمت آذانكم فلم تعد تسمع صراخ وأنين من تحت الأنقاض، وعميت قلوبكم ففقدت ما تبقى فيها من إنسانية وإن كنت أشك أن فيها إنسانية.

إن هؤلاء الأبطال المجاهدين المرابطين فى غزة هم عباد الله الصالحين، الذين شرفهم الله سبحانه وتعالى بهذا الشرف، فشهداؤهم أحياء عند ربهم يرزقون وأبطالهم سوف ينصرهم الله كما وعد سبحانه وتعالى فما النصر إلا من عند الله.

إن حقيقة الأمر تقول إن أمين عام الأمم المتحدة رجل شجاع فى زمن عز فيه أن نرى مثله، فهو صادق فيما قال، فإن ما فعلته حماس لم يأت من فراغ، فإن خلفه ٧٥ عامًا من المعاناة والقمع والقهر والقصف والقتل، فكيف يكون تحرك المظلوم إرهابًا، بينما تحرك الظالم دفاعًا عن النفس؟!