عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علينا أن نعترف بأن ظاهرة التكاتك ظاهرة سرطانية تستفحل وتتوغل فى جسد المجتمع المصرى.. أينما ذهبت فى أى مكان ستجد التكاتك منتشرة أكثر من النمل والصراصير، مع هذه الظاهرة البشعة نجد العديد من الجرائم والمخالفات الناتجة عن سرطان التكاتك.. منها الخطف والاغتصاب والقتل.. وسنجد نسبة كبيرة ممن يعملون على هذه التكاتك مدمنين لأنواع عديدة من المخدرات والبراشيم، وغيرها من مواد الإدمان، وهذا الأمر فى حد ذاته كارثة بكل المقاييس.. بل هناك البعض يروج للمخدرات عن طريق التكاتك.

ولأننا لم نضع تلك الآفة فى إطار التقنين والتحكم أصبحنا نعانى منها ليل نهار.. فهل يعقل يا سادة أن نجد تكاتك فى ساعات الفجر الرابعة والخامسة تسير بكل أريحية وتقوم بتشغيل (الدى جى) بصوت عال جدا وهو يمرح فى الشارع، طبعًا صاحب التوكتك ضارب برشام أو متعاطى أى نوع، وفى حالة من الانبساط والانفصال عن الواقع «عامل دماغ»، ويعيش مع نفسه دون اعتبار لأى نواح إنسانية أو أخلاقية. الأمر الغريب فى الأمر أن المسألة متروكة بكل أريحية وبساطة، واستفحل الأمر بشكل أصبح غير معقول ولا مقبول. ويحتاج لوقفة.. والسؤال: لصالح من تترك هذه الفئة بهذا الشكل المرعب والمخيف والمخرب بشكل أو بآخر؟

ظاهرة التكاتك ماذا فعلت فى المجتمع العملى، أو عالم الصنعة؟ هذه التكاتك أصبحت وسيلة سهلة، وتحقق لصاحبها الكثير من المال، وعليه فلا داعى من إتقان أى صنعة.. أو أى مهنة، فما أيسر على الشاب أن يشترى توكتوك بالتقسيط أو بالجمعيات أو بالتصرف فى أى شيء.. المهم هو أن يشترى توكتوك، وتسأله: لماذا لا تتقن أى مهنة أو صنعة أفضل من التوكتوك؟ فيقول لك إن إتقان مهنة أو صنعة عملية صعبة وتحتاج لوقت والعائد غير مجز، أنا أريد وأريد وعاوز فلوس عشان أخطب وأتجوز..أو هو أسهل طريقة للإنفاق على البيت.. وعليه تجد أن أصحاب المهن المهرة والجيدين قلّوا بشكل كبير والسبب هو عزوف الشباب عن تعلمها، إلى جانب ارتفاع أسعار الصنايعية. معنى ذلك أن سوق العمل افتقر إلى الصنايعية الحقيقيين والمهرة والممتازين.. هذا أمر ضار جدا بالمجتمع. علينا أن نعترف أن ظاهرة التكاتك أوجدت الكثير من الآفات الضارة، بل والقميئة داخل المجتمع. التكاتك أوجدت العشوائية وأوجدت لنا كل صور القبح ونشرته بسرعة الصاروخ فى كافة أنحاء مصر. وتندهش لماذا كل هذا الصمت تجاه كل ما يحدث.. والإجابة ببساطة العجز عن مواجهة تلك الظاهرة، لأنها أكبر من أن يتصورها عقل.. كنت قد قرأت منذ فترة أن التكاتك يبلغ عددها فى مصر حوالى (20) مليون توكتوك.. تخيل هذا الرقم المفزع.. وعليه نجد كل تلك العشوائية وكل تلك السخافات.. ولأن الدولة تعانى من الكثير من المشكلات والتى تراكمت منذ أكثر من نصف قرن، نجدها عاجزة عن المواجهة، لكن ما نطالب به هو درجة التنظيم والتحديد والتقنين؛ لأن الأمر بهذه الصورة لا ينبئ إلا بكل ما هو سيئ، ومخيف. نتمنى أن نجد من يسمع.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون