رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مليون و300 ألف فلسطينى هجروا منازلهم فى غزة

ناصر أبوبكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين: ما نراه عبر الشاشات لا يمثل واحداً من ألف من مجازر الاحتلال

بوابة الوفد الإلكترونية

الكيان المحتل دمر نصف شقق قطاع غزة وقتل أكثر من 350 طفلاً

دور مصر تاريخى فى مساندة القضية الفلسطينية

الإعلاميون على خط النار يعملون في ظروف مأساوية

الإعلام المصرى ظهير قوي للفلسطينيين منذ بداية الحرب

تأخر التحقيقات فى جرائم الحرب يعطي الضوء الأخضر للصهاينة لمواصلة عدوانهم

صمت المنظمات والمحاكم الدولية على حرب الإبادة الجماعية جريمة

 

غزة تتعرض لحربين، الأولى حرب الإبادة الجماعية التى شنها الكيان الصهيونى المُحتل ضد الشعب الفلسطينى، والثانية حرب إعلامية مُضللة، فالاحتلال يشن حملات تضليل واسعة ويقلب الحقائق وينقل صورة معاكسة تمامًا لما يحدث على أرض غزة، فى محاولة منه لعيش دور الضحية وكسب واستمرار تعاطف العالم الغربى معه، ولاستمرار تأييد المجتمعات الدولية.

فما يُعرض عبر الشاشات لا يُمثل واحداً من ألف من صور المجازر التى تتعرض لها غزة، ويرجع ذلك إلى صعوبة التغطية ونقل الأوضاع بصورتها الحقيقية، فما يُنقل هو فقط الجزء اليسير القليل من المجازر التى تُتركب، فالصحفيون يُمارسون عملهم تحت الصواريخ وتحت القصف الجوى والبرى والبحرى الذى يمارسه الاحتلال الصهيونى، بحسب ما قاله الكاتب الصحفى ناصر أبوبكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين، فى حواره لـ«الوفد».

إلى نص الحوار:

< كيف ترى دور الإعلام المصرى فى مساندة القضية الفلسطينية عبر التاريخ؟

- فى البداية أود أن أتقدم بكامل الشكر لنقابة الصحفيين المصرية والقائمين عليها، فنقابة الصحفيين المصرية تُشكل منارة للحرية فى عموم الوطن العربى، والكل يحتذى بهذا النموذج العالى المستوى الذى نعتبره سنداً حقيقياً لفلسطين وسنداً للصحفيين الفلسطينيين. 

فمجلس نقابة الصحفيين المصريين يقوم بجهد دولى هائل على صعيد مراسلة المنظمات الدولية ودعوته للنقابات العربية والتنسيق معنا ومع غيرنا من النقابات العربية، بل ويتواصل مع الإعلام الغربى، فالجهد الذى تقوم به نقابة الصحفيين المصريين يُكلل جهودنا، ونعى جيدًا أننا نحن شعب واحد، وألمنا واحد.

وبالفعل هذا ليس بجديد على الإعلام المصرى، فمنذ الوهلة الأولى للحرب، والإعلام المصرى على وجه التحديد كان له دور كبير وفعال فى مساندة القضية الفلسطينية، فمصر لها دور تاريخى تجاه القضية والشعب الفلسطينى، فخاضت حروباً من أجل الشعب الفلسطينى ودفعت دماء هائلة بل منعت حروب ضدنا، ونحن نعتز جداً بهذا الدور التاريخى.

< من واقع معيشتك.. احكِ لنا أكثر عن الأوضاع فى غزة؟

- فى الحقيقة ما ترونه عبر الشاشات لا يُمثل واحداً من ألف من صور المجازر التى تتعرض لها غزة يوميًا، ويرجع ذلك إلى صعوبة التغطية، فالصحفيون يُمارسون عملهم تحت الصواريخ وتحت القصف الجوى والبرى والبحرى الذى يمارسه الاحتلال، لذا فمن الصعب ممارسة عملهم وتغطية ما يحدث ونقله لكم، فما نراه على الشاشات هو الجزء اليسير القليل الذى يجرى من هذه المجازر.

فأكثر من نصف شقق قطاع غزة أصيبت بأضرار كثيرة، وأكثر من 20 ألف شقة دمرت بالكامل، أكثر من مليون و300 ألف فلسطينى هجروا منازلهم فى غزة، فالاحتلال يريد أن يعمل مناطق عازلة اسمتها مناطق إنسانية، فهذا الاحتلال يقتل ويذبح ويمارس إرهاباً منظماً من الاحتلال ويتحدث عن الإنسانية، وهذا المنطقة قد يتم عمل اجتياح برى لها فى أى لحظة.

فحرب الكيان المحتل أحدثت مجازر بل تُمارس حملات إبادة جماعية للشعب الفلسطينى، إضافة إلى ذلك فإنها أحدثت بروباجندا وتضليلاً إعلامياً كاملاً، فنتنياهو أعلن الحرب على الشعب الفلسطينى ومعها الحرب الإعلامية المضللة، وأكبر مثال على ذلك حينما رفع صورة أطفال إسرائيليين مقطوعي الرأس وثبت كذب ادعائه وتضليله للمؤسسات الإعلامية فى عموم العالم، فهناك أكثر من 350 طفلاً فلسطينياً قتلوا خلال هذه الحرب ولا يزال الإعلام يتجاهل هذه الأخبار ويتعامل مع الاحتلال على أنه الضحية.

< كيف يتمكن الصحفيون الفلسطينيون من ممارسة عملهم تحت القصف؟

- أولًا أحذر جميع المؤسسات الدولية والحقوقية من مجزرة جماعية قد تُرتكب ضد الصحفيين، فالآن هناك أكثر من ألف صحفى متواجدين فى مستشفى ناصر فى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وعشرات الصحفيين فى مستشفى الشفاء بغزة والعشرات فى مستشفى القدس، عشرات الصحفيين فى مستشفى شهداء الأقصى فى مدينة دير البلح وعدد من المستشفيات الأخرى، وربما يتم استهداف الخيم التى يتواجدون بها داخل المستشفيات.

فعدد أعضاء الصحفيين أكثر من 1300 صحفى فى قطاع غزة، وإذا حدث استهداف جديد للصحفيين، فيعنى أنهم لا يريدون أى تغطية إعلاميًا تخرج من قطاع غزة، وما يمارس ضد الصحفيين الفلسطينيين من قتل ممنهج هو جرائم حرب وفقًا لاتفاقية جنيف.

نحن قدمنا للمحكمة الجنائية الدولية شكاوى رسمية باسم نقابة الصحفيين الفلسطينيين وباسم الاتحاد الدولى للصحفيين لجرائم قتل الصحفيين، فعدم بدء إجراءات التحقيق فى قتل الصحفيين هو مشاركة بالجريمة وبمثابة إعطاء ضوء أخضر للاحتلال ليواصل جرائمه.

< كيف ترى دور المنظمات والمحاكم الدولية ضد فلسطين؟

- الصمت يُعد بمثابة جريمة أيضاً، فنطلب من المحكمة الدولية على غرار ما فعلته فى حرب أوكرانيا بعد أسبوعين من الحرب أعلنت عن فتح ملف تحقيق، فنحن نتعرض لحرب إبادة جماعية منذ أكثر من أسبوعين، والاحتلال منذ 75 عاماً ولم تقدم المحكمة الدولية أى شىء ضد الاحتلال.

وأيضاً نطلب من منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، أن تصدر بيانات إدانة، فمساواة القاتل بالضحية هو جريمة، لذا نطالب منظمات الحقوقية والدولية بفتح تحقيق فى جرائم الاحتلال، كما نطالب منظمات حقوق الإنسان بأن تبدأ فى تحقيقها فى جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى.

< ما الذى يقع على عاتق الإعلام العربى خلال المرحلة المقبلة؟

- نُطالب وسائل الإعلام العربية أن تواصل تكثيف جهودها وتغطيتها لإيصال رسالة الشعب الفلسطينى، خاصة وسائل الإعلام العربية الناطقة بالإنجليزية واللغات الأجنبية نطالبها باستمرار تغطيتها المرحلة المقبلة.

< شاهدنا خلال الفترة الماضية مظاهرات ووقفات حاشدة داخل الشارع العربى وعلى رأسها مصر تنديدًا بجرائم الاحتلال.. كيف رأيت ذلك؟

- هذا أمر جيد جدًا، خاصة أنه بمثابة دافع للحكومات للاستمرار، وللفت أنظار العالم حول القضية الفلسطينية ولمجازر العدوان الغاشم، ونطالب الشارع العربى والدولى بالتحرك فى الشوارع، لأن التحرك الجماهيرى يمنع هذه الحكومات ويوقف دعم حكوماتهم لاستمرار قتل وذبح الشعب الفلسطينى.

فالمظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية فى مصر والعالم العربى والغربى مهمة جدًا فى مساندتنا، فتحرك الشوارع العربية والغربية والدولية فى غاية الأهمية، ولها ألف حساب، فاستمرار تعبير الشعوب عن غضبها واستنكارها له دور كبير فى فضح جرائم الاحتلال.

< حدثنا عن ممارسات الكيان المحتل للتصدى لنقل الحقيقة وتزوير الوقائع؟

- الكيان المحتل يستهدف الصحفيين رغم أنهم يمارسون عملهم وفقًا لمنظمة جنيف والتعدى عليهم بمثابة جريمة حرب، فخسائرنا حتى هذه اللحظة أكثر من 18 زميلاً وزميلة صحفيين استشهدوا بالقذف المجرم، وأكثر من 50 مؤسسة إعلامية دمرت بالكامل، عدد آخر من المؤسسات الإعلامية أصابتها أضرار جزئية، ولدينا أكثر من 30 صحفياً أصيبوا حسبما استطعنا الوصول إليهم، فلا يمكننا الوصول لإحصائيات دقيقة فى قطاع غزة الآن ونحن تحت القذف والنيران.

وهناك أكثر من 22 إذاعة محلية فى غزة متوقفة عن العمل منذ اليوم الأول للاجتياح الإسرائيلى، وكانت هى صوت الإعلام الذى يصل لكل سكان غزة، وذلك توقف إما بسبب القصف أو عدم وجود وقود أو كهرباء أو إنترنت وتشريد الصحفيين وعائلاتهم الذين أصبحوا يبحثون عن مأوى لهم بدل العمل فى مهنة الصحافة.

فالعديد من الزملاء أصيبوا على الهواء وهم ينقلون الحدث، بل استشهدت عائلاتهم مثل الزميل سامح مراد مراسل قناة العربية الذى اكتشف استشهاد عائلته وهو ينقل الحدث، وهذا لم يحدث فى العالم، بل لم يحدث بالتاريخ أن صحفياً يصور ويكتشف أنه يصور أمه أو أخته، هذه جرائم إبادة جماعية.

ورغم ذلك فهناك صمود هائل لا يمكن أن يتحمله أو يتخيله بشر يقوم به الصحفى الفلسطينى، فهو يُمارس عمله رغم كل هذه الظروف بين القذف والنيران وبين جثث وشهداء وأشلاء أبنائهم يعمل الصحفى الفلسطينى, فنحن أمام مأساة حقيقية لكننا صامدون.

< كيف يمكن مواجهة الإعلام الغربى الذى ينتهج سياسة التضليل تجاه القضية الفلسطينية؟

- نُطالب وسائل الإعلام الغربية أن توقف انحيازها للاحتلال، وأن تنقل الحقيقة وتتعامل بالعدالة والموضوعية والحيادية، فنحن لا نطالب إلا بعرض الحقيقة، ونقل المجازر وحرب الإبادة الجماعية التى تنتهجها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى.

< كيف ترى دور الشارع المصرى فى مساندة القضية الفلسطينية؟

- هذه مناسبة جيدة، لتوجيه جزيل الشكر للشارع المصرى الذى على قلب رجل واحد وخرج للشوارع تعبيرًا عن رأيه تجاه القضية الفلسطينية، وللتنديد بجرائم الحرب التى تُرتكب وهذا ليس بجديد على المصريين.

< كيف يُمكن استغلال السوشيال ميديا فى دعم القضية الفلسطينية وإيصال الصورة الحقيقية؟

- بالنسبة لاستغلال السوشيال ميديا لدعم قضية فلسطين، لا بد أن يتم من خلال توحد الجهود ونشر رواية الفلسطينيين عن الجرائم التى يتعرض لها وأيضاً نشرها فى مصر واستمرار الضخ، والتواصل مع المسئولين عن منصات التواصل لوقف انحيازها ضد الفلسطينيين.

< أخيراً.. العالم يُريد أن يعرف كيف يعيش سكان قطاع غزة بعد منع إمدادات الطعام والمياه؟

- الروايات التى نسمعها على القنوات ونقرأها فى الصحف هى جزء بسيط من حجم المعاناة التى يعيشها أهل غزة يوميًا، فالأهالى يعيشون أيام بدون مياه أو طعام، وأذكر أن أحد الصحفيين ظل لمدة 48 ساعة بدون نقطة مياه واحدة، وما حدث مع الطفل يوسف حينما ذهبت أمه لإحضار حبة طماطم من جارتهم لتطعمه، تصف حجم القسوة التى يفرضها الكيان الصهيونى على الجميع بمن فيهم الأطفال، فالمواطنون يموتون جراء علميات القصف المستمرة وتتدهور حالتهم الصحية بسبب اختفاء المواد الغذائية والمياه وهى أقل الاحتياجات اللازمة للحياة.