رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

هناك دروس كثيرة مستفادة من حرب أكتوبر 1973، التى قهر المصريون فيها إسرائيل، ومن خلالها تم استرداد الأرض كاملة. والحقيقة أن حرب أكتوبر المجيدة أبرزت العديد من الدروس المستفادة التى أصبحت تدرس فى جميع المدارس والمعاهد العسكرية فى العالم، والتى باتت من الركائز العسكرية العالمية. ويتم تناول الدروس المستفادة والخبرات المكتسبة من العمليات التى دارت خلال حرب أكتوبر، وتكمن فى الآتى:

المبادأة: وكان لقرار الدخول فى الحرب ونجاحها فى تحقيق المفاجأة الكاملة أكبر الأثر فى الحصول على المبادأة وظهرت أهمية إعطاء القادة الصغار حرية التصرف فى المواقف المحلية فى حدود الخطة العامة. أما المفاجأة كان لاشتراك القوات المسلحة السورية فى الهجوم فى نفس التوقيت وبالتنسيق الكامل مع القوات المصرية، مفاجأة أخرى للعدو، مما أدى إلى إرباكه وعدم التركيز فى اتجاه المجهود الرئيسى. وكان لاختيار يوم السبت «عيد الغفران» الساعة الثانية توقيتاً لبدء الهجوم أثر فى تحقيق مفاجأة العدو، إضافة إلى هجوم القوات المسلحة المصرية على طول الجبهة أربك العدو. وكان لتغير نوعية الجندى المصرى من حيث الثقافة والتأهيل ورفع مستوى تدريبه أكبر الأثر فى مفاجأة العدو، واستحداث القيادة المصرية أسلوباً جديداً لاستخدام المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات.

أما الحشد، فقد أدى لقيام القيادة المصرية بحشد قوات كبيرة على أكثر من محور اقتراب رئيسى على طول الجبهة إلى تمكنها من تنفيذ المهام الموكلة إليها بنجاح، كما أدى تفتيت احتياطيات الأسلحة المشتركة والفرق المدرعة بدفع عناصر منها لدعم واستعواض خسائر الأنساق الأولى لقواتنا إلى عدم تأثيرها الكافى على العدو.

وبرزت أهمية تدقيق توقيتات انضمام عناصر الدعم على الوحدات قبل دفعها للاشتباك بوقت كافٍ، كما برزت أهمية تنظيم التعاون بين ألوية الأنساق الأولى واحتياطيات الفرق أثناء المناورة بها، وكذلك ضرورة الاهتمام بتنظيم التعاون بين الوحدات الأمامية والوحدات المدفوعة من خلالها، وكذلك أهمية قدرة القوات على التمييز بين الأسلحة والمعدات والوحدات وبين أسلحة ومعدات وقوات العدو، وأهمية المحافظة على الاتجاه وتحديد الأجناب بين الوحدات، وكانت أعمال الدفاع الإيجابى النشطة التى نفذتها قواتنا وهى فى رؤوس الكبارى أعمالاً هجومية، إضافة إلى أهمية توفير خفة الحركة للمدفعيات والاحتياطيات المضادة للدبابات وعناصر الشئون الإدارية، وأهمية الاحتفاظ باحتياطيات على مختلف المستويات بالحجم الكافى لمواجهة أعمال العدو.

ونجحت القوات المصرية فى إعادة النظر فى تشكيل مراكز القيادة المختلفة، وإعادة النظر فى نوعية ومرتبات وسائل الاتصال الخطى واللاسلكى، وتوفير أجهزة اتصال لاسلكية بين قادة الوحدات وقادة الأسلحة المعاونة لها، وأهمية تواجد القادة فى الوقت المناسب، كما حصلت مصر على معلومات تفصيلية عن العدو والأرض قبل وأثناء العمليات، والدفع بمجموعات اقتناص الدبابات قبل عبور القوات الرئيسية للقناة.

وكان لتركيز التدريب بدءاً من مستوى الفرد وحتى مستوى الوحدات الفرعية/ الوحدات بالتشكيلات على المهام فى الظروف وأراضٍ مشابهة لظروف المعركة الأثر البالغ على رفع الروح المعنوية وأكبر الأثر فى تنفيذ الخطة العامة، والتركيز فى تدريب الأفراد على استيعاب واستخدام أسلحتهم ومعداتهم، وكان التركيز على الناحية الدينية قبل المعركة أكبر الأثر على رفع الروح المعنوية.

وكانت هناك أهمية لتدعيم التشكيلات والوحدات التى تعمل شرق القناة بطائرات هليوكوبتر للقيام بعمليات الإمداد العاجلة، وتأهيل الوحدات الإدارية بتخصيص وحدات فرعية مزودة بأسلحة مضادة للدبابات لدعم الدفاع، وإجراء الاستطلاع الإدارى المسبق لأماكن التمركز المحددة، وتجهيز مركبات مدرعة مجنزرة للعمل كنقاط إسعاف لكتائب الدبابات لتأمين المصابين خلال المعركة.