عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

المشاهد الآتية من غزة، بشعة ومؤلمة، والصورة لا يمكن وصفها أو تحملها.. أو حتى اختزالها، لأن من قَضَوْا نَحْبَهُم ليسوا مجرد رقمٍ عابرٍ، تجاوز 4400 شهيد، بينهم 1760 طفلًا، و970 امرأة، و14 ألف جريح.

يقينًا، تعجز الكلمات عن وصف معاناة الأشقاء في غزة، مع استمرار «الاحتلال الإسرائيلي» في ارتكاب المجازر الوحشية، والإبادة الجماعية، باستخدام أسلحة محرمة دوليًا، وتشديد الحصار المطبق على الشعب الفلسطيني المكلوم.

ربما أفضل تعبيرٍ دالٍ لهذا العجز والصمت الدولي المفضوح، هو أن «كل صامتٍ شريك» فيما يحدث، لكن الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، هَبُّوا لنصرة تلك القضية العادلة، التي أُعيدت لها «قبلة الحياة»، بفضل الضمائر الحيَّة التي لا تزال تنبض بالحق.

خلال الأيام الفائتة، شاهدنا حشودًا ضخمة على امتداد الشارع العربي والإسلامي، وشوارع عواصم ومدن عالمية، بالمسيرات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية، تطالب بوقف آلة القتل «الإسرائيلية»، ورفع الحصار الظالم عن غزة.

ورغم الأهمية الكبرى لذلك التضامن الشعبي، وحملات التبرع بالدم وتقديم الإغاثة والمساعدات، تزامنًا مع الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها مصر، إلا أن كل ذلك ليس بكافٍ لوقف العدوان والحصار، الذي قد يتطور بين لحظة وأخرى إلى هجوم برّيٍّ شامل، لتنفيذ المخطط الشيطاني بالتهجير القسري لأهالي غزة.

نعتقد أن «الاحتلال الإسرائيلي» ـ كما عهدناه ـ لا يكترث بتلك الحناجر المدوِّية، أو مشاعر الغضب التي تجتاح أمتنا المنكوبة، ولا يشغل باله أو يتوقف أمام أدعية روَّاد «السوشيال ميديا»، الذين قاموا بتغيير «البروفايل» الخاص بهم، أو يهتم بـ«الانتصارات الصغيرة»، لـ«طوفان التوثيق»، باستخدام «أسلحة كاميرات الهواتف»، في «غزوات السيلفي».

عندما ندقق النظر في تلك الحشود الهادرة والمسيرات الحاشدة خلال الأيام الماضية، يمكننا بسهولة ملاحظة أن غزة المنكوبة، أصبحت «التريند» الدائم، لروَّاد مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، لتطفح معه ظاهرة «التوثيق»، التي باتت «طوفانًا» هائلًا، يجرف في طريقه جنون عُشَّاق التقاط الصور في جميع المناسبات.

قد نلوم على البعض بتسجيل تلك اللحظات، ونرى ذلك استعراضًا مُصَوَّرًا، ومشاهد تفتقر إلى المسؤولية في مثل تلك الظروف، خصوصًا أولئك الذين أصبح لديهم «الهوس» بـ«طوفان التوثيق» أولوية قصوى، تصل إلى درجة «الاستفزاز»!

ورغم فداحة وبشاعة آلة القتل والدمار الصهيونية، وإعلان الحداد الرسمي في معظم الدول العربية، إلا أن البعض لم يشغلهم سوى وضع ابتسامتهم العريضة في صور ملتَقَطة لهم.

أخيرًا.. ربما يقول البعض إن «طوفان التوثيق» ليس شرًّا كله، باعتباره عفَوِيًّا في الغالب الأعم، وأقرب ما يكون إلى البساطة وعدم التكلٌّف، لكننا من خلال ما تابعناه يعد «توثيقًا مستفزًا»، لأن هؤلاء ربما غفلوا أننا لسنا في أجواء كرنفالية أو مهرجانات فنية.

فصل الخطاب:

يقول النجم العالمي «ميل جيبسون»: «نهاية (إسرائيل) تقترب، وهم يعرفون ذلك، ولذلك يدمرون كل شيء في طريقهم».

[email protected]