رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ونس الدكة

قال عضو الكنيست الإسرائيلى، عوفر كسيف، يوم الخميس الماضى إنه لا ينبغى لعمليات القتل المروعة التى ارتكبتها حركة حماس فى جنوب إسرائيل، أن تتحول إلى ذريعة للتطهير العرقى، وإن تدمير غزة لن يعيد الضحايا، بل سيمحو ذكراهم فى أنهار من دماء المدنيين الأبرياء.

وأضاف كسيف، أن الأشخاص الذين يمجدون المذبحة فى غزة ويطالبون بتدميرها، بما يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية، يتم الترويج له من قبل نفس الحكومة التى أدى إخفاقاتها إلى القتل الفظيع فى جنوب إسرائيل.

وحذر عضو الكنيست من قيام المستوطنين الذين يحميهم الجيش الإسرائيلى بقتل الفلسطينيين فى الضفة الغربية، ومواصلة مصادرة الأراضى والتطهير العرقى دون توقف.

وأشار إلى أن أى ضرر يلحق بالمدنيين الأبرياء فى إسرائيل أو غزة أو الضفة الغربية يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

ويرى أن السلام هو الأمن واختيار الحياة قيمة عليا يجب أن تنشدها كل حكومة وكل صاحب ضمير.

ليس عوفر كسيف هو الإسرائيلى الوحيد الذى ما زال لديه بقايا من ضمير انسانى يرفض ويدين مجازر حكومته ضد أهل غزة العزل، بل ويفضح تلك الفظائع الصهيونية بانها عملية إبادة وتطهير عرقى منظم ضد الشعب الفلسطينى صاحب الأرض، ففى عام 2007 كتب المؤرخ اليهودى الدكتور إيلان بابيه مؤلفه الشهير «التطهير العرقى فى فلسطين» والذى صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية فى بيروت، وقام بترجمته الباحث والمترجم الفلسطينى الراحل أحمد خليفة.

والمؤرخ اليهودى «بابيه» ينسب إلى المؤرخين الجدد من اليهود، الذين جنحوا بشكل كبير إلى قراءة الصراع الإسرائيلى الفلسطينى بحيادية تاريخية، حيث يناقش الكتاب موضوع التطهير العرقى الذى خططت له ونفذته الحركة الصهيونية على أرض فلسطين كما يقوم بإيراد إثباتات من خلال وقائع الأرشيف الوطنى الإسرائيلى وإرشيف الجيش الإسرائيلى. بالإضافة لذلك يقوم بإجراء تحليلات معينة على وقائع وأحداث ذكرت فى يوميات أعضاء الحركة الصهيونية مثل «بن غوريون» بشكل يظهر التخطيط المسبق والتنفيذ لهذا التطهير.فخلال حرب فلسطين عام 1948، فر أو طُرد من منازله حوالى 720.000 فلسطينى عربى من بين 900.000 يعيشون فى الأراضى الفلسطينية التى أصبحت إسرائيل.

كما يؤكد المؤرخ اليهودى «بابيه» طوال صفحات الكتاب أن نقل الفلسطينيين قسرا إلى العالم العربى كان هدفاً لـلحركة الصهيونية وضرورة للشخصية المرغوبة للدولة اليهودية. ووفقاً لبابيه، فإن نزوح الفلسطينيين عام 1948 نتج عن تطهير عرقى مخطط لفلسطين نفذه قادة الحركة الصهيونية، وعلى رأسهم دافيد بن جوريون والعشرة أعضاء الآخرين فى «مجموعته الاستشارية» كما أشار بابيه.

يجادل الكتاب بأن التطهير العرقى قد تم تنفيذه من خلال عمليات الطرد الممنهج لحوالى 500 قرية عربية، بالإضافة إلى الهجمات الإرهابية التى نفذها بشكل رئيسى أفراد من الإرجون والهاجاناه ضد السكان المدنيين.

وكما تشبة الليلة البارحة فقد زعمت الدعاية الإسرائيلية حينها كما يوثق المؤرخ اليهودى «بابيه» أن العرب غادروا بمحض إرادتهم ريثما تدخل الجيوش العربية وتحرر البلاد. ودعاية أخرى زعمت أن الجموع اندفعت إلى الرحيل بسرعة بتأثير التحريض العربى، غير أن البروفيسور بابه يسجل أنه عندما صدر قرار الجامعة العربية فى نيسان 1948 بإرسال جيوش إلى فلسطين كان قد تم «تدمير مائتى قرية وطرد ربع مليون فلسطينى وإخلاء عدد من المدن».

ويكشف «بابيه» فى كتابه عن بشاعة الجرائم التى ارتكبت عام 1948 ضد الفلسطينين. فذكر المجرم الصهيونى «شموئيل لاهيس» الذى أعدم خمسة وثلاثين شخصاً؛ ثم أحيل إلى المحاكمة وأصبح لاحقاً المدير العام للوكالة اليهودية.

أخيرًا ينصح بابه الفلسطينيين والعرب «ألا يصدقوا صهيونياً يدعى العمل من أجل السلام أو يتضامن مع قضيتهم.. إما أن تكون صهيونياً أو تتهم إسرائيل بجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. أما أن تجمع الاثنتين فستنهار عاجلاً وليس آجلاً»، فالقول «أنا صهيونى» تعنى الولاء المطلق لإطار ذهنى لا يستوعب نقاء الوجدان والتمسك بحس العدالة فيما يتعلق بالفلسطينيين.

ختاماً أدعوكم لقراءة كتاب المؤرخ اليهودى الدكتور إيلان بابيه «التطهير العرقى فى فلسطين».. ففى الكتاب أمل وعقيدة ان الفلسطينيين صامدون منذ أكثر من سبعين عامًا.. يحاربون بلا هوادة الكيان الطفيلى الصهيونى المذعور، وسينصرون بوعد الله الحق ولو بعد حين.