عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

«بلفور» هو سبب النكسة أو اللعنة التى حلت بفلسطين منذ 106 سنوات حتى اليوم!.. أسمه: آرثر جيمس بلفور وزير الخارجية البريطانى، فى عام 1917 بعث «بلفور» هذا برسالة إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، وكانت هذه الرسالة أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين، وتعهدت فيها الحكومة البريطانية بإقامة دولة لليهود فى فلسطين، رغم أن بريطانيا لا تملك هذه الأرض، ولا يستحق اليهود أن يكون لهم أرض على تراب فلسطين وهو ما أطلق عليه: أن من لا يملك يعطى من لا يستحق.

دخلت الجيوش البريطانية بقيادة الجنرال «اللنبى» القدس فى 11 ديسمبر 1917، وفى مؤتمر فرساى يناير 1919 قدمت الحركة الصهيونية خطة تنفيذ مشروع استيطان فلسطين، ودعت إلى إقامة وصاية بريطانية لتنفيذ وعد بلفور، وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص «وعد بلفور» على الرئيس الأمريكى ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا عام 1918، ثم تبعها الرئيس الأمريكى ولسون رسميا وعلنيا عام 1919 وكذلك اليابان.

فى 25 أبريل 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء فى مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد فى المادة الثانية من صك الانتداب، وفى 24 يوليو 1922 وافقت عصبة الأمم على مشروع الانتداب الذى دخل حيز التنفيذ فى 29 سبتمبر 1923.

قام المهاجرون اليهود الجدد بشراء الأراضى الفلسطينية بمساعدة البريطانيين بعد إعلان الانتداب على فلسطين حتى فاق عدد من دخل منهم إلى فلسطين منذ الاحتلال البريطانى وحتى بداية 1929 مائة ألف مهاجر عدا الآلاف الأخرى من المتسللين غير الشرعيين، واقترنت هذه الهجرة باتساع رقعة الأراضى التى انتزعت من الفلاحين العرب وتم طردهم منها.

فى 14 مايو 1948 أعلن رسميا عن قيام دولة إسرائيل دون أن تعلن حدودها بالضبط، وخاضت خمس دول عربية بالإضافة إلى السكان العرب الحرب مع الدولة المنشأة حديثا.

نتج عن حرب 1948 أن قسمت القدس إلى شرطين: الجزء الغربى الخاضع لإسرائيل، والجزء الشرقى الخاضع للأردن، وفى شهر نوفمبر فى نفس السنة، أقيمت منطقة عازلة بين الجزءين، ونجم عن هذا رسم خريطة لحدود غير رسمية بين الطرفين المتحاربين، لكنها أخذت بعين الاعتبار عند توقيع اتفاقية الهدنة عام 1949 بين إسرائيل وكل من لبنان مصر والأردن وسوريا، والتى اتفقت فيها تلك الدول عن وقف إطلاق النار.

أعلن ديفيد بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل فى 3 ديسمبر 1948 أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة، وفى 1950 أعلن الأردن رسميا خضوع القدس الشرقية للسيادة الأردنية وعقدت أول جلسة للمجلس الوطنى الفلسطينى بالقدس الشرقية فى 29 مايو 1964، وخلال هذا الاجتماع تم تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية.

فى 1967 بعد النكسة احتلت إسرائيل القدس الشرقية التى كانت تتبع الأردن، واعتبرتها جزءا لا يتجزأ منها، إلا أن المجتمع الدولى بأغلبيته، لم يعترف بهذا الضم، ومازال ينظر إلى القدس الشرقية على أنها منطقة متنازع عليها ويدعو إلى حل هذه القضية عن طريق إجراء مفاوضات سلمية، لذا فإن معظم السفارات والقنصليات الأجنبية تقع فى مدينة تل أبيب وضواحيها، بينما تقع معظم الإدارات الحكومية الإسرائيلية فى القدس الغربية وتشمل مقر البرلمان ومقرى رئيس الوزراء ورئيس الدولة فضلا عن مقر المحكمة العليا، وفى عمل عدائى قام مايكل دنيس اليهودى والاسترالى الجنسية عام 1969 بحرق المسجد الأقصى.

وعندما احتلت القوات الإسرائيلية القدس الشرقية عام 1967 وافق الكنيست فى 27 يونيو 1967 على مشروع قرار بضم القدس العربية إلى إسرائيل سياسيا وإداريا.

وتعاملت إسرائيل مع الوجود الفلسطينى فى القدس الشرقية باعتباره عائقا أمام مخططات توحيد القدس، فعملت على ضرب هوية الوجود المقدسى، وربط المقدسيين بشكل كامل بمنظومة إسرائيل الاقتصادية والمعيشية والحياتية، وفى هذا الإطار، تم استهداف العمل المؤسسى والمدنى والاجتماعى الفلسطينى من أجل بسط سلطتها على الأقصى والقدس، وتغيير الهوية العربية والإسلامية للمدينة واستبدالها بهوية يهودية من الناحيتين التاريخية والدينية.