رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

بعض الأسئلة الصعبة يمكنها ترميم الأدمغة العربية بقليل من التفكير!

بهذه الجملة ختمت مقالى الاسبوع الماضى، ومابين افكار المقالين السابق والحالى، تسارعت أحداث، وتدفقت مياه جارفة كالسيول تحت الجسور. مصر التى كانت تهتم أكثر بالتنسيق الأمنى بين أطراف الصراع تعود - بحسب المؤرخ د. خالد فهمي- لتذكر بقوة بالقانون الدولى، وبأن هناك احتلالًا للاراضى، وانعدامًا للافق وللمستقبل أمام الفلسطينيين، حمساويين وفتحاويين، ووضعت العالم أمام مسئولياته، بعد أن تنصلت اعتى الدول الاستعمارية، من مبادئ القانون الدولى، إلى حد ترويج الأكاذيب والتشويه علنا، كذلك الرئيس الذى ادعى كذبا أنه شاهد أطفالا اسرائيليين تقطع رؤوسهم، وهى «فرية» سقطت فى فخها وكالات أنباء عالمية، اضطرت للاعتذار عنها علنًا، بينما بقى هو بلا اعتذار، بل راح يرسل بوارجه وطائراته واسطوله الجوى العاتى لإرهاب ملايين الفلسطينيين، الذين هم بحكم القانون الدولى، من حقهم مواجهة قوة الاحتلال الصهيونى لأراضيهم بشتى الطرق.

لم يتورع استعمار الأمس واليوم عن رفض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وأمعن فى التعسف كالمعتاد، عندما تصدى لمشروع قرار قدمته روسيا لمجلس الامن بادانة العملية الاسرائيلية الجارية لتدمير وابادة فلسطينيى غزة. ولا يتورع هؤلاء عن ارتكاب الخطايا بحق مصر، التى لم تمنعها ظروفها الاقتصادية من ارسال ٢٠٠٠ طن مساعدات للفلسطينيين تعنتوا فى إدخالها، وتواجه مشروعا صهيو امريكى حالم لتفريغ غزة من سكانها، وتوطينهم فى مصر !! وأيضا مواجهة المطالب الأمريكية التى تعطى الامن لأمريكا ورعاياها فى فلسطين، وللاجانب، بالخروج عبر معبر رفح، على حساب اى محاولات مصرية لدعم الشعب الفلسطينى الذى يفتقر لكل مقومات الحياة من الأمن إلى الغذاء ومن الامان إلى الطب والدواء.

رفضت خروج الأجانب عبر معبر رفح، من دون السماح بوصول المساعدات للداخل. اصرت القيادة المصرية أيضا على أن يكون حديثها مع وزير خارجية امريكا بلينكن متاحا ومسجلا، وان يكون واضحا للعالم الموقف المصرى، وهو ما لاقى استحسانا مذهلا فى الاوساط كافة. هذه المواقف الوطنية ستعيد الشعب المصرى بالتأكيد إلى الحال التى كان عليها منذ ٢٠١٥. كتبت على صفحتى أحيى هذا الموقف المبدئى، امام الاخطار المحدقة، ذلك ان العالم باستخدام القوة والضغط الاعلامى المفرط يضعنا امام حالة عجيبة، وهى ان أرض مصر هى الحل ! الموقف المصرى الرافض لمثل هذه المشاريع الاخوانية القديمة، يفرض على اى معارض شريف نسيان خلافاته وانتقاداته، ليقف مع أمن بلاده.. مع وطنه أولًا.

تساءل الناس الذين امتلكوا وعيا متزايدا تجاه ما يجرى: اذا أراد المعتدون تفريغ غزة من المدنيين، فلماذا لا يفتحون ابوابهم الشمالية امامهم فيدخلون إليها ثم يعيدونهم؟ (بفرض اننا قتلة مثلهم) ولماذا يضغطون فى اتجاه خروجهم عبر أبوابنا الجنوبية؟ إنهم يصدرون أزمتهم كقوة احتلال لمصر وجيرانها. هذا ما نرفضه.. ونقف وراء قيادتنا للتصدى له.

على أن العاصفة الحالية كشفت لنا مجددًا عن اهمية ترميم الأدمغة العربية، وعدم جدوى استعمال وسائل وأدوات الغرب فى المقاومة، فـ«فيس بوك» ارتكب مذبحة للرأى العام العربى محاباة ودعما لإسرائيل، وحذف منشورات وفيديوهات الملايين ممن فضحوا العربدة الاسرائيلية، ومن هنا وجب أن يكون لنا «فيس بوك» و«تويتر» عربيان بنفس القوة والقدرة لمواجهة عربدة الميديا العالمية!