عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

أجمع الخبراء على أن أهم مفاتيح نصر أكتوبر المجيد عام 73، كانت خطة الخداع الاستيراتيجى التى وضعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، واستطاع بدهائه السياسى أن يصدر فكرة أن مصر لن تدخل حربا شاملة مع إسرائيل، وكان الهدف من الخطة مفاجأة العدو بضربة تعجيزية تشل حركته وحرمانه من تنفيذ خطة تعبئة الاحتياط لقواته.. ومنذ أيام قليلة وفى السابع من أكتوبر استدعت حركة حماس نفس الفكرة فى خداع الكيان الصهيونى وفاجأتهم بعملية -طوفان الأقصي- وهى بالتأكيد عملية ناجحة بكل المقاييس، وتختلف عن كل العمليات السابقة التى كانت تمثل- ضجيجا بلا طحن- على اعتبار أن الصواريخ التى كانت تخرج من غزة ليس لها تأثير فى العمق الإسرائيلى، وتتحول إلى وبال على المدنيين فى غزة، ولأول مرة منذ سنوات تواجه اسرائيل اختبارًا حقيقيًا من الجانب الفلسطينى الذى أكد أن لديه القدرة على كسر شوكة العدو وضرب غروره فى مقتل رغم ما يملكه من أحدث أنواع العتاد العسكرى، وكشفت المعارك الباسلة التى خاضها مقاتلو حماس عن هشاشة الجيش الإسرائيلى على مستويات عدة سواء بالاخفاق الاستخباراتى فى معرفة أو توقع هذه العملية، ومرورًا بسقوط أوهام القبة الحديدية التى انهارت أمام طوفان المقاومة برًا وبحرًا وجوًا، وانتهاءً بجبن المقاتل الإسرائيلى على المواجهة والقتال.

< عملية طوفان الأقصى، أعادت إحياء القضية الفلسطينية من جديد وأكدت أن الشعب الفلسطينى قادر على الدفاع عن أرضه وحقوقه المشروعة، وبات صاحب قراره، ومهما طال الزمن لن يضيع حق وراءه مطالب، ومهما امتلكت إسرائيل من عتاد عسكرى، فلن تستطيع العيش فى أمان على أرض احتلتها واغتصبتها بالقوة الغاشمة، وبدعم غربى غير مسبوق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا كانت المنظمات الدولية والمجتمع الدولى قد أغمض عينيه عن كل الجرائم الإسرائيلية طوال السنوات الماضية فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل، فعليه أن يراجع نفسه الآن تجاه كل القرارات الدولية التى صدرت منذ عام 67 ولم تنفذ حتى الآن، وهو ما شجع الكيان الصهيونى على الاستمرار فى ضم المزيد من الأراضى الفلسطينية، وتشريد آلاف الفلسطينيين واقامة مستوطنات يهودية على أراضيهم، والمؤسف أن إسرائيل لم تتوقف يوما عن استعراض قوتها العسكرية على شعب أعزل وتوحشت فى اذلال وتعذيب أكثر من 2 مليون فلسطينى داخل منطقة غزة، ومارست عدوانها على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ولا يكاد يمر يوم بدون اعتداء الجنود الإسرائيليين على المصلين وتدنيس المسجد الأقصى، والاستمرار بشكل ممنهج فى عملية تهويد مدينة القدس تحت ستار الصمت الدولى والدعم الأمريكى، لتأتى عملية طوفان الأقصى بكل ما حملته من مفاجآت ومعانٍ، لتعيد القضية الفلسطينية من جديد إلى صدارة المشهد العالمى، ولتضع المجتمع الدولى من جديد أمام مسئولياته، وتضع أيضا الشعب الإسرائيلى أمام خياراته.

< مؤكد أن عملية طوفان الأقصى سيكون لها نتائج إقليمية ودولية هامة، يأتى على رأسها اعادة ترتيب أوراق اللعبة من جديد سواء فى الداخل الإسرائيلى أو على مستوى العلاقات العربية الإسرائيلية الأمريكية، وأيضا مراجعة المؤسسات الدولية والقوى الكبرى لمواقفها السابقة التى ساهمت فى اهدار وتجميد كل فرص التسوية للقضية الفلسطينية، وبددت آمال الشعب الفلسطينى فى استرداد حقوقه المشروعة والعيش الكريم على أرضه.. وفى اعتقادى أن حالة التشنج الأمريكى والعنصرية الغربية تجاه عملية طوفان الأقصى ما هى إلا مواقف مكررة ومتوقعة، بسبب قرب انتخابات الرئاسة الأمريكية والمصالح المشتركة لدول الغرب التى باتت تعلن بوضوح عن عنصريتها الفجة فى مواجهة باقى شعوب العالم، وسوف تدرك الولايات المتحدة فى القريب العاجل أن كل مخططاتها فى الشرق الأوسط سوف تفشل طالما استمرت تماطل فى عودة الحق الفلسطينى، وليس أدل على ذلك من هذه الضربة التى أصابت المشروع الأمريكى الإسرائيلى السعودى الإماراتى فى مقتل، ولن يجرؤ حاكم عربى على تحدى مشاعر شعبه أو أمته، بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل طالما استمرت أرض فلسطين محتلة، وأمامنا النموذج لأكبر دولة عربية خاضت حروبا مع إسرائيل وهى مصر، وعندما عقدت اتفاقية سلام مع إسرائيل لوقف الحروب واسترداد كامل أرضها، لم يحدث تطبيع حتى الآن مع إسرائيل بسبب استمرار معاناة الشعب الفلسطينى الشقيق.

حفظ الله مصر