رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

ونحن نحتفى ونحتفل باليوبيل الذهبى لحرب أكتوبر ذلك الحدث العبقرى عزيزى قارئ «الوفد»، فمن الأهمية بمكان التذكير ببعض تفاصيل تلك القرارات المصيرية التاريخية العظيمة..
سأل ضابط إسرائيلى أسير، المقاتل المصرى درويش: كيف حدث هذا.. كيف استطعتم القضاء علينا وكنا نرى عدد دباباتكم محدوداً قبل أول طلقة؟ وأجاب المقاتل المصرى الشاب: الجواب ببساطة شديدة هو المقاتل المصرى وجسارته وإيمانه وحلوله الإبداعية، فالنصر الآن للمقاتل المتفوق وليس للدبابة الأكثر إمكانيات ومعدات، تقدير مسافة أو أشعة أو ذخيرة بدليل أن كل هذا كان لديكم، وعجزتم عن هزيمتنا رغم تفوقكم العددى فى الدبابات والأطقم، إلى جانب طائراتكم، وضربكم فى العمق.. وهكذا تصاعد إيقاع حركة أبطالنا الصناديد فى وحدات الدبابات والمدفعية والمشاة والدفاع الجوى والصاعقة والمهندسين، فى معاركهم ذات الأسلحة المشتركة، وعبر الانطلاق إلى عمق دفاعات العدو فى مراحل التطوير والهجوم المضاد الذى قمنا به مع الأسبوع الثانى من الحرب، وقال لى مقاتل مدرعات: (ذهن قائد الوحدة المدرعة لابد أن يعمل أثناء القتال بسرعة جنزير الدبابة.. ولقد كانت أذهاننا بسرعة جنزير الدبابة.. ذلك لأننا كنا عطشى للنصر)..
نعم، إنه الإبداع الفردى والجماعى من جانب متخذ القرار السياسى والعسكرى والإدارى وأيضاً أفراد التنفيذ على الأرض بكل رتبهم وأدوارهم، ومنذ اليوم التالى لرفض الجماهير المصرية قرار الرئيس جمال عبدالناصر بالتنحى، تسارعت الخطى لدراسة كل أسباب حدوث الكارثة بموضوعية ووفق دراسات منهجية علمية منطقية، وفى مرحلة تالية إعداد خطط إصلاح وإعادة البناء على كل الأصعدة عسكرياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وإعلامياً... إلخ..
والمتابع لكل عمليات فترة حرب الاستنزاف يتأكد له عبر مراحل كل تدابير الإعداد والتنفيذ لتلك الحرب المهمة توافر قدر هائل من إعمال الفكر الإبداعى الداعم لروح الحماس الوطنى لدى مقاتلينا الأبطال لإزالة آثار العدوان..
فلنتأمل ذلك التصريح «كل موضوعات الإعلام المصرى كانت حملة خداع من جانب الرئيس أنور السادات، أو شخص ما بجواره، وأن ذلك ليعتبر أكبر نجاح لمصر فى حرب يوم الغفران (أكتوبر)».. هى عبارة كتبها الجنرال إيلى زعيرا، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عام ١٩٧٣ فى كتابه «حرب يوم الغفران»، عن مدى نجاح الإعلام المصرى فى إخفاء قدراتنا على الحرب، وتحقيق المفاجأة الاستراتيجية فى حرب أكتوبر، وبالطبع كان الشخص الذى تحدث عنه هو صاحب تلك الخطة العبقرية الدكتور محمد عبدالقادر حاتم، وزير الإعلام الأسبق.. هى خطة الخداع الاستراتيجى كما أطلق عليها واشتهرت به بعد أن باتت تمثل الخطوات المهمة الخاصة الأهم فى سبيلنا لتحقيق نصر أكتوبر العظيم.. (وللمقال تتمة فى عدد قادم)..