رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

بمناسبة مرور 50 عامًا على نصر أكتوبر الذى تحل ذكراه بعد أربعة أيام، دعنا نتساءل: كيف تعاملت السينما المصرية مع فكرة الحرب؟ بل كيف تناولت تلك السينما جميع الحروب التى جرت وقائعها المميتة على أرض مصر بامتداد القرن العشرين، سواء خاضتها مصر بشكل مباشر أو غير مباشر؟.

الكل يعرف أن السينما تعد إحدى أهم الوسائط التى توثق وتسجل، بشكل فنى، أبرز الأحداث التى يمر بها بلد من البلدان، تلك الأحداث التى قد يغفلها المؤرخون وعلماء الاجتماع، فهى تعرض، بجمال، قطعة حية من تاريخ الوطن بكل ما يعتمل داخله من صراعات وطموحات وآلام وآمال. 

نطل هنا على أهم الأفلام المصرية التى تناولت الحرب، باستثناء أفلام حرب أكتوبر التى تعرض كثيرًا، حتى حفظها الجمهور.

لقد شهد القرن العشرون حربين عالميتين: اندلعت الأولى فى 1914 واستمرت أربع سنوات، بينما استعرت الحرب الثانية فى 1939 ودامت حتى 1945، علاوة على حرب فلسطين 1948، وقد شارك فيها الجيش المصرى ببسالة، ثم حرب 1956، والتى عرفت باسم العدوان الثلاثى على مصر، حين تحالفت فرنسا وإنجلترا وإسرائيل على ضرب مصر انتقامًا من إقدام عبدالناصر على تأميم قناة السويس، ثم ابتلينا بهزيمة 1967، فأعقبتها حرب الاستنزاف البطولية التى ظلت متأججة حتى اكتمل قوس النصر الكبير بحرب أكتوبر 1973.

حين نرصد تاريخ الحرب سينمائيًا، نكتشف أن الحرب العالمية الأولى، لم يكن لها سوى صدى شاحب على الشاشة، فقد ظهرت السينما الروائية عندنا بعد انقضاء الحرب بنحو خمس سنوات، ومع ذلك فقد شهدنا أثرًا بسيطا فى فيلم (سيد درويش/ 1966) الذى أخرجه أحمد بدرخان، حين لمح سيد درويش جنود الإنجليز، وكانوا يحتلون بلادنا منذ 1882، يسوقون المصريين نحو الحرب بالقوة، فغنى قائلا: (يا عزيز عينى وأنا نفسى اروح بلدي) وشدا أيضا بأغنيته موفورة الشهرة (سالمة يا سلامة) والتى يقول فيها (شفنا الحرب وشفنا الضرب وشفنا الديناميت بعينينا).

أما الحرب العالمية الثانية، فلم يكن نصيبها السينمائى أوفر حظا من الأولى إلا قليلا، حيث برزت تأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية بوضوح فى أفلام (السوق السوداء/ 1945)، و(لعبة الست/ 1946)، و(غنى حرب/ 1947)، و(الخيانة العظمى/ 1962)، و(الليلة الأخيرة/ 1963).

بينما كان لحرب فلسطين نصيب سينمائى معتبر، فهذا فيلم (فتاة من فلسطين 1948) أول فيلم يتناول حرب فلسطين، ثم جاء فيلم (نادية/ 1949)، وكذلك أفلام (أرض الأبطال/ 1953)، و(الحياة الحب/ 1954)، و(الله معنا/ 1955)، و(شياطين الجو/ 1956)، و(وداع فى الفجر/ 1956)، و(أرض السلام)، و(رد قلبي/ 1957)، و(نهر الحب/ 1960)، و(طريق الأبطال/ 1961).

للعدوان الثلاثى نصيب مهم كذلك فى تاريخنا السينمائى، فهناك مثلا: فيلم (سجين أبوزعبل) و(بورسعيد 1957) و(نور الليل/ 1959)، و(عمالقة البحار/ 1960)، و(غدًا يوم آخر)، و(لا تطفئ الشمس/ 1961)، و(الباب المفتوح)،و(منتهى الفرح/ 1963).

هذه أبرز الأفلام المصرية التى استعرضت الحرب بشكل أو بآخر، وما زال فى جعبة السينما الكثير.