رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجـــــاه

فى العام2002، طرح العاهل السعودى، الملك عبدالله بن عبد العزيز- وكان وليا للعهد- مبادرة للسلام مع إسرائيل، على قمة جامعة الدول العربية الـ14، وكانت منعقدة فى العاصمة اللبنانية «بيروت»، يومى27و28 من شهر مارس فى نفس العام، وقد حازت على تأييد مجلس الجامعة، وبالتالى صارت تعبر عن الموقف العربى الموحد، أمام أى منصة دولية، تتحدث عن أى مقاربات للسلام، والعمل على إنهاء الصراع العربى- الإسرائيلى، بما يحقق كامل الانسحاب من الأراضى المحتلة، وإقامة الفلسطينيين دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، واستمدت هذه المبادرة قوتها، من تجديد الإجماع العربى على تفعيل المبادرة، فى قمة «الرياض» 2007. 

<< لقد تأسست المبادرة على قاعدة، أن السلام العادل والشامل، خيار استراتيجى للدول العربية، يتحقق فى ظل الشرعية الدولية، مقابل التزام إسرائيل بذلك، ومن ثم دعت المبادرة إلى الانسحاب الكامل من جميع الأراضى العربية المحتلة، تنفيذا لقرارى مجلس الأمن «242 و338»، وما بعدهما من قرارات مؤتمر «مدريد»1991، ومبدأ الأرض مقابل السلام، والاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود 4 يونية1967، ومقابل ذلك، تذهب الدول العربية، نحو إقامة علاقات طبيعية، فى إطار سلام شامل مع إسرائيل، ولذلك أصبحت مبادرة الملك عبدالله، المرجعية العربية، التى يتحدث بها الحكام العرب، شرطا لأى تقارب أو تطبيع مع «تل أبيب». 

<< من بين نصوص المبادرة كذلك، مطالبة إسرائيل بإعادة النظر فى سياساتها، مقابل السلام كخيار إستراتيجى، وأن تنسحب من كل الأراضى العربية، التى احتلتها فى حرب67، وفى المقدمة منها، هضبة الجولان السورية، والأراضى التى مازالت محتلة فى جنوب لبنان، فضلا عن التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة «الرقم194»، مع سيادة دولة فلسطين على أراضى الضفة الغربية وقطاع غزة، وفى حال التزمت إسرائيل، سوف تعتبر الدول العربية، النزاع العربى- الإسرائيلى منتهيا، والدخول فى اتفاقيات سلام وعلاقات طبيعية، تحقق الأمن فى المنطقة، مع رفض توطين الفلسطينيين فى الدول المضيفة. 

<< وعلى غير الترحيب الدولى بالمبادرة، جاء موقف حكومة إسرائيل، وكان يترأسها إيريل شارون، برفض المبادرة وعدم الاستعداد- حتى- لمناقشتها، وهو ما هيأ لنخبة اليسار فيما بعد، لأن تنتهز الفرصة وتعلن فى العام2011، عن خطة سلام توفيقية، استجابة للمبادرة العربية، فى محاولة لإحلال السلام، واقترحت انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية، من قطاع غزة والضفة الغربية، ودعت لأن يكون الحرم القدسى، أرضا محايدة بين فلسطين وإسرائيل، وإقامة علاقات مع الجيران العرب، يضمن تسوية النزاع حول الجولان السورية. ومع ذلك لم تتفاعل واحدة من حكومات «تل أبيب»، مع أى من هذه المبادرات، ليظل الصراع على حاله.

<< لأهمية هذه المبادرة، وتفردها أقوى أوراق الضغط العربية، فى إشكاليات الصراع مع إسرائيل، عربيا وفلسطينيا، أدعو كافة المنصات الإعلامية والصحفية والفضاء الإليكترونى، إلى جانب الفعاليات السياسية فى المجتمعات العربية، وفى الدول الداعمة لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، أن تعيد طرح المبادرة العربية للنقاش بكثافة يومية، وإشهارها فى مواجهة ما تتبناه الإدارة الأمريكية هذه الأيام، من ترتيبات قد تفجر المنطقة العربية، على هوى ماتخطط له «واشنطن» وحليفتها «تل أبيب»، نتيجة لتوجهات ومغامرات متهورة، قد تحصد إسرائيل من ورائها مكاسب مجانية، مقابل دفن المبادرة العربية.. إرث الملك الراحل «عبد الله»، وآخر ضوء لدولة فلسطينية.

[email protected]