رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقول المثل «لا ينبت عشب على حجر متحرك» فالحجر المتحرك هو رمز للفوضى والاضطراب، أما الحجر الثابت فهو رمز الاستقرار والأمن والأمان والسكينة، أما العشب فهو رمز للنماء والازدهار والتقدم.

فالعشب ينمو على الحجر الثابت أما الحجر المتحرك فلا يستقر عليه نبات، ومن يغوص فى بحر التاريخ يجد أن الحضارات قد نشأت فى أحضان الاستقرار والأمن والطمأنينة، فهذه حضارة وادى النيل والحضارة البابلية والحضارة الصينية والحضارة الرومانية والحضارة الفارسية، وغيرها من الحضارات الأخرى والتى يجمعها جميعا الأمن والاستقرار، فإذا هرب الأمن والأمان وولى دبره هربت معه الحضارة وتركت وراءها الأطلال والخرائب.

إن الأمن والأمان عكسه الخوف والاضطراب، والأمن معه السكينة والأمن معه القدرة على التفكير الحر والطلق، ومعه الإبداع حيث تتفتق المواهب، أما الخوف فعنده تتعطل الحواس ويفقد حينها الإنسان القدرة على التفكير الطلق ومن ثم الإبداع، إن الشعوب يمكن أن تأكل وتشرب بالجهد والعرق ولكنها لا تستطيع أن تتقدم إلا بالإبداع، والإبداع لا يأتى إلا فى ظل الأمن والأمان والاستقرار والحرية.

لقد حاول أعداء الوطن وقوى الشر أن يجعلوا حجر مصر دائما متحركًا فلا يستقر ولو لحين، وفى كل مرة يفشلون، فأحجار مصر عصية وثابتة ثبات الجبال التى شقت منها، فمنها بنيت الأهرامات الشامخة والمعابد الخالدة، وهى تكاد تنطق وتقول مصر مقبرة الغزاة ودائما سوف يحنون الجباة.

إن قاطعى الطرق والقراصنة يعز عليهم أن يروا مصر مستقرة وآخذة بأسباب التقدم والرقى؛ لأنهم يعلمون جيدا أن مصر لو تقدمت فلن يوقفها أحد والتاريخ يقول كم من الغزاة الذين حاولوا تعطيل مسيرة مصر ولكنهم فى النهاية فشلوا، إنهم طغاة ولمصر أحنوا الجباة.

إن الأمن والتنمية جناحان للأمن القومى، بهما تستطيع الدولة أن تحلق فى الآفاق الرحبة لمنظومة التقدم الحضارى وبدونهما أو بدون أحدهما لا تستطيع الدولة أن تتقدم فى المنظومة الحضارية ومن لا يتقدم يتأخر.

إذا كانت التنمية كماء غادق يروى الصحراء الجدباء فإن الأمن هو الذى يزيل كل عائق يمنع اندفاع هذا الماء، كما أنه يضمن الحفاظ على هذا الماء زلالا فراتًا غير آسن يسقى الإنسان ويروى الزرع والضرع ويحافظ على الحياة آمنة مطمئنة. من أجل هذا فإن ثبات الحجر أى ضمان الأمن يضمن نماء الزرع.

إن أمن المجتمع مسئولية جماعية، فكل فرد فى المجتمع مسئول بدرجة عن ضمان الأمن، فعلينا جميعا أن نحافظ على أمن مجتمعنا مهما كانت الظروف التى  نمر بها فى الوقت الراهن لأنه الضمان الوحيد لاستمرار حركة المجتمع للأمام واستقرار الوطن ونهضته، فلا نماء للزرع على حجر متحرك.