رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يعزى نقص الإنتاج الحيوانى فى مصر بالنسبة لعدد السكان إلى انخفاض الإنتاج فى السلالات المصرية للسلالات العالمية، ويعزى أيضاً إلى انتشار الأمراض وعدم الرقابة، فضلاً عن النقص الحاد فى خامات الأعلاف واستيرادها من الخارج.

ويجب علاج هذا النقص لسد حاجات الملايين المتزايدة من السكان من المنتجات الحيوانية وزياده استهلاك الفرد الواحد من الألبان واللحوم والبيض والتوسع فى تربية الحيوان يساعد على تنوع محصولاتنا وعدم الاعتماد على محصول واحد، وأهم نقطة هنا هى لكى يستغل الفلاح مدخراته القليلة فى صورة جاموسة أو بقرة أو رأس من الغنم أو 100 دجاجة وهذه وسيلة من وسائل تحقيق الملكية الصغيرة لصغار المزارعين ووسيلة من وسائل زيادة دخلهم ورفع مستوى معيشتهم ولمجابهة الزيادة السكانية السريعة والتى بلغت أكثر من 2 مليون مولود فى العام.

ولتحسين الإنتاج الحيوانى وزيادته يجب العمل على تحسين الأبقار والجاموس بانتخاب الممتاز منها والاستغناء عن الرديء مع اختيار أفضل الطلائق وأحسنها وعدم ذبح الإناث القادرة على إنتاج الصغار، وعدم ذبح الصغار قبل بلوغ وزن مناسب والعمل على عدم تشغيل الإناث وتركها تتخصص فى إنتاج اللبن الحليب، أما العمل فيمكن استعمال الآلات باتباع النظم التعاونية والعمل على زراعة وتوفير خامات الأعلاف الخضراء والجافة وعدم تصديرها خارج البلاد هذا مع تبصير المربى بطرق اختيار الغذاء الكافى المناسب لحيواناته، ويجب أن نعلم أن تحسن المستوى الغذائى للحيوان يؤدى إلى تحسن مطرد فى إنتاج اللحوم والألبان ويجب رفع المستوى الصحى للحيوانات الزراعية مع مكافحة الأمراض التى تتعرض لها بعد أن قدرت الخسائر التى تسببها الإصابة بالأمراض والطفيليات بمقدار 35% وقد تزيد عن ذلك أحياناً وقد اقترح أحد المؤتمرات الزراعية على مصر أن ترفع مستوى إنتاجنا من اللبن الحليب إلى 300% ومن اللحم إلى 450% لكى يرتفع مستوانا الغذائى كمستوى باقى الدول الأوروبية بدلاً من الاعتماد على الاستيراد.

إن للمنتجات الحيوانية دوراً هاماً فى رفع المستوى الغذائى، فلهذه المنتجات فائدة حيوية هامة إذ إن تعميمها وانتشارها يرفع مستوى التغذية وكلنا يعلم ما تقاسيه بعض طبقات الشعب محدودة الدخل وهى الغالبة من أمراض سوء التغذية التى تهدم قواهم الجسدية والذهنية وتوقف النمو ولتعويض ما يتهدم من خلايا الجسم نحتاج إلى بروتين اللحم واللبن والبيض، ولهذا يجب أن يكون الغذاء كافياً فى كميته متوازناً فى عناصره محتوياً على الفيتامينات اللازمة وبغير ذلك لا ينمو الجسم نموه الطبيعى، فيصبح معرضا لفتك جراثيم الأمراض المعدية وغيرها بل يتأثر العقل وتنحط قواه، ولا شك أن الاهتمام بتربية الحيوان وإنتاجه يترتب عليه وفرة منتجات الحيوان الغذائية ورخص ثمنها فتصبح اللحوم والالبان ومنتجاتها فى متناول الجميع، فتسهم بأوفى نصيب فى رفع المستوى الصحى ومكافحة أمراض سوء التغذية.

والتوسع فى تربية الحيوان ليس صعب المنال، فالدنمارك كانت فى الربع الأخير من القرن الماضى من أكبر البلاد إنتاجا للقمح، وكانت من الدول المصدرة ولكن نظرا للتوسع فى زراعة القمح فى الولايات المتحدة والأرجنتين وأوروجواى وأستراليا وغزوهم الأسواق الأوروبية بالقمح الرخيص مما سد أبواب تصدير قمح الدنمارك، فما كان منها إلا أن غيرت وضعها الزراعى من بلد ينتج الحبوب إلى بلد ينتج اللبن الحليب واللحم والبيض، وعندما اخذت الدنمارك بهذا التحول الجرىء لم تكن تملك حيوانات لبن ممتازة، إذ كان متوسماً إنتاج البقرة من اللبن الحليب فى عام 1865 نحو 1000كيلو جرام ولكن بعد مضى مائة سنة من ابتداء التحول بلغ متوسط إنتاج البقرة الدنماركية 3000كيلو جرام، أى أن إنتاجها أصبح ثلاث مرات قدر إنتاجها الأول وما علينا نحن المصريين إلا أن نعمل فى عزم وتصميم لنبلغ ما بلغته الدنمارك فى تحسين إنتاجها الحيواني.