رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع اقتراب العام الدراسى الجديد

المصريون يواجهون الغلاء بـ «الحيلة»

معارض أهلًا مدارس
معارض أهلًا مدارس

«التبديل» و«التفصيل» و«إحياء القديم».. أشهر 3 طرق لمواجهة ارتفاع أسعار الزى المدرسى وارتفاع أسعار الأدوات المدرسية

 

المصرى دائماً مبهر.. فى كل أزمة يبتكر حلولاً لا تخطر على بال أحد.. فكيف واجه المصريون أزمة ارتفاع أسعار الزى المدرسى و«شنط المدرسة» والمستلزمات الدراسية؟

إجابة هذا السؤال تأخذ الباحثين فيها إلى عدة اتجاهات، فمن المصريين من واجه الأزمة بـ«إحياء القديم» وآخرون حلوها بطريقة «التبديل» وفريق ثالث لجأ إلى «التفصيل»، فيما وجد آخرون الحل فى «أهلاً مدارس».. ويبقى أخطر ما فى القضية كلها، وهو ما حذرت منه استشارى فى علم النفس وقالت: «إوعى ابنك أو بنتك يحس إن مصاريفه الدراسية وشراء أدواته المدرسية عبء كبير عليك».

معارض أهلًا مدارس

بعد أيام وينطلق ماراثون العام الدراسى الجديد.. ولهذا أعلنت ملايين الأسر المصرية حالة الطوارئ القصوى لسرعة تجهيز مستلزمات الدراسة.. الزى المدرسى، والحقائب، والأدوات الخاصة بالدراسة وسط فرحة عارمة من الأطفال الذين قد يظلون طوال الليل بجوار ملابسهم الجديدة، فى حين نجد آخرين يحاولون إجراء ما يشبه عمليات التجميل للملابس القديمة بإضافة بعض اللمسات الجديدة حتى يشعروا أبناؤهم ببعض من فرحة العام الدراسى.

مع تفاقم الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار، تبتكر ملايين الأسر حيلاً خاصة للهرب من جشع التجار سواء بتفصيل الملابس أو تبديل الملابس بين الأشقاء أو اللجوء إلى مبادرات الحكومية الخاصة بعرض الزى المدرسى والأدوات بأسعار رمزية.

باحثة فى اقتصاديات الأسرة تضع روشتة نجاة من نار الغلاء: استهلك بوعى وفكر قبل الشراء

 

خبير فى علم النفس: «لا تتحدث عن عبء المصروفات الدراسية وغلاء الأدوات المدرسية أمام الأبناء

أهلاً مدارس.. معرض تدشنه الحكومة سنوياً حرصاً منها على دعم الأسر أمام غول الأسعار، وكانت لـ«الوفد» جولة بداخلها لرصد الأجواء وحجم التخفيضات المتواجدة وتقييم المواطنين المقبلين عليه.

«أنا بانتظر المعرض من سنة لسنة».. بهذه الجملة استهلت إحدى السيدات داخل المعرض حديثها وقالت إن أسعار الكشاكيل والكراريس شهدت ارتفاعاً فى المحلات فى حين أن سعر الكشكول (40 ورقة) فى المعرض بلغ 8 جنيهات ويباع نظيره فى المحلات ما بين 10 إلى 12 جنيهاً، أما الكشكول 60 ورقة فيباع بـ11 جنيهاً وفى المحلات بـ13 جنيهاً، والكشكول 80 ورقة بـ14 جنيهاً وفى المحلات يصل لـ17 جنيهاً، والكشكول 100 ورقة بـ17 جنيهاً داخل المعرض.

وأشارت السيدة إلى أن المعرض على بعد خطوات من مترو أرض المعارض فلا عناء فى المشوار لمن يريد شراء الكثير من المستلزمات، وتابعت: «المعرض هنا من الإبرة للصاروخ». 

أيدتها الرأى سيدة أخرى كانت تحمل بعض الأمتعة مليئة بالمستلزمات المدرسية وقالت إنها حريصة على شراء مستلزمات المدرسة لأبنائها الثلاثة من معرض أهلاً مدارس وتابعت:«بدل ما اشترى مستعمل واطلع القديم وأعدل فيه بشترى للطفل الجديد علشان يفرح وبرضو على قد فلوسنا».

معارض أهلًا مدارس

فرحة عارمة ترسم وجوه الأطفال داخل المعرض والبعض منهم يشعر بكونه فى رحلة مدرسية بصحبة الأسرة وقال أحد الأطفال يدعى يوسف: «أنا فرحان علشان معايا لبس جديد واشتريت مع ماما وبابا الكشاكيل والكراريس.. ومنتظر المدرسة بفارغ الصبر».

استكملت «الوفد» جولتها داخل المعرض ورصدنا بعض الأسعار مثل الحزام الرجالى بـ40 جنيهاً، والأطفالى بـ 15 جنيهاً، والجلد الطبيعى منه للأطفال بـ95 جنيهاً، فيما تبدأ الشنط المدرسية من 150 جنيهاً حتى 350 جنيهاً على حسب الخامة، وشنطة اللاب توب من 190 جنيهاً حتى 250 جنيهاً.

الوعى والتفكير قبل الشراء

ندى صابر، باحثة فى مجال إدارة المنزل واقتصاديات الأسرة، قالت: مع اقتراب موسم المدارس تنشغل كل أسرة مصرية بالتحضير لبدء عام دراسى جديد لأبنائها وشراء زى مدرسى جديد وشنط وأحذية وغيرها بالإضافة إلى الأدوات المدرسية كالكتب والأقلام مما يشعر الأبناء بالسعادة والفرحة بشراء ملابس وأدوات مدرسية جديدة ومميزة وتناسب أذواقهم.

ندى صابر

وأضافت الباحثة أن فى ظل معاناة المجتمع المصرى من ارتفاع الأسعار تتجه الأسر إلى تقنين نفقاتها واستهلاك السلع بوعى أكثر عن ذى قبل، إذ يترك بعض المواطنين المجال فسيحًا أمامه للتفكير مليًا فى قرار الشراء وما إذا كانت السلعة تستحق الإنفاق أم لا، ومنهم من يضع خطة شهرية محكمة للإنفاق ولعل هذا أكثر ما ينصح به خبراء الاقتصاد فى مجتمعنا.

ونوهت «ندى» إلى ضرورة وضع خطة محددة من قبل الأسرة لتحديد المبلغ الإجمالى المطلوب لكل ابن أو ابنة مع مراعاة أن يكون المبلغ محدداً بناءً على الظروف الاقتصادية للأسرة وعدد الأبناء والمراحل العمرية لهم، هذه الخطوة هى حجر الأساس لتطبيق الخطوات التالية:

 

أولًا: الزى المدرسى:

لأن الزى المدرسى أهم ما يشغل ذهن الابن مع بدء عام دراسى جديد، يفضل شراء ولو قطعة واحدة فقط جديدة لإضفاء الفرحة والسرور على قلب الابن، بالإضافة لاتباع النصائح التالية:

< يراعى فى حالة الشراء، الشراء من المعارض التى تطرح جميع المستلزمات بأسعار مخفضة كمعرض أهلًا مدارس التى تنظمه الدولة للتخفيف عن كاهل المواطنين وتقديم سلع جيدة بسعر مخفض يناسب كل الأسر المصرية.

< مقارنة تكلفة الزى المدرسى الجاهز بالتفصيل، حساب التكلفة الإجمالية واختيار التكلفة المتخفضة.

< فى حال أن الطفل ينتقل من صف لصف آخر فى نفس المرحلة بنفس ضوابط الزى المدرسى كاللون، إذًا لا داعى لشراء زى جديد ويكفى تعديل وإصلاح الزى المتاح إذا كان به أى عيوب.

< إذا كان هناك أحد القطع المتهالكة يكفى استبدال القطعة وحدها دون تغيير الزى بأكمله.

< يمكن إجراء بعض التعديلات على الزى المدرسى القديم لإضفاء شكل مختلف وجذاب.

< بالنسبة للشنطة المدرسية والحذاء وغيره، يمكن للأبناء استخدام شنط وأحذية اخوانهم الأكبر إذا كانت بحالة جيدة.

ثانيًا: المستلزمات المدرسية:

ولعلها من أكثر البنود صرفًا فى يومنا هذا وهناك العديد من المدارس تجبر الأسر على شراء مستلزمات مدرسية بمبالغ تصل إلى آلاف الجنيهات كما يصعب على الكثير من الأسر تلبية رغبات إدارة المدرسة، وفى هذه الحالة ينصح بشراء ما يحتاجه الطفل فقط بما يخدم العملية التعليمية، فمثلًا لا يفضل شراء أدوات جديدة فى حال توافر نفس الأدوات، لذا يجب استخدام كل ما هو متاح فى المنزل من السنين السابقة، مع اعتبار أن هناك بعض الأدوات خاصة بمرحلة دراسية معينة وفى هذه الحال يفضل شراؤها، كما يراعى شراء المستلزمات المدرسية من الأماكن المخصصة وتجار الجملة بأسعار مخفضة.

ثالثًا: الوجبات المدرسية:

يتوافر العديد من الأشكال والألوان للانش بوكس المدرسة وزجاجة المياه التى أصبحت أحد الأمور الأساسية للطفل بما يناسب جميع الأذواق والفئات ابتداءًا من 25 جنيهاً فى الأماكن المخصصة لبيع المستلزمات المدرسية، لكن يراعى الآتى:

< شراء نوع بلاستيكى جيد للحفاظ على صحة أطفالك.

< مشاركة الطفل فى اختيار اللون والتصميم المفضل له.

< مشاركة الطفل فى عمل جدول تخطيطى للوجبات والسندوتشات بما يتناسب ودخل الأسرة مع اتباع نظام التغذية السليمة وتحضير وجبات غذائية متكاملة.

وأشارت الباحثة إلى أن من الصعب تطبيق بعض هذه النصائح لعدم اقتناع الطفل بها أو لعدم توعيته وتنشئته النفسية السوية، وهنا يظهر دور الأم والأب فى توعية أبنائهم وغرس السلوكيات والقيم المؤثرة فى نفوسهم كالقناعة والرضا وغيرها من القيم الحميدة، حتى لا نضع الطفل فى موضع مقارنة مع زملائه ممن يرتدون أزياء جديدة كل عام ويستخدمون أدوات مميزة غالية الثمن فى حين أنه يرتدى نفس الزى المدرسى ويستخدم نفس الأدوات من السنين السابقة، ما قد ينتزع فرحته بالعام الداراسى الجديد، لذا يراعى مشاركة الطفل فى اتخاذ قرارت الشراء منذ الصغر وتوعيته بعواقب شراء ما لا نحتاج إليه على الأسرة بأكملها.

45 مليون جنيه مبيعات أهلاً مدارس

قال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادى، إن هناك إقبالاً شديداً على المبادرات المتعددة التى دشنتها الحكومة لمحاربة جشع التجار مع اقتراب العام الدراسى، مشيداً بهذه المبادرات، مؤكداً أنها توفر الدعم والمساعدة اللازمة للأسر لتحسين جودة حياتها وتقديم الحماية الاجتماعية لهم حتى تساهم فى تحسين مستوى المعيشة من خلال تخفيف الأعباء على الأسر.

الدكتور السيد خضر

وتابع: تساهم هذه المبادرات أيضاً فى توفير فرص متساوية للجميع وتخفيف الضغوط المادية على الأسر الأكثر احتياجا، فيتحقق التوازن والعدالة الاجتماعية، كذلك دعم الاستقرار الاقتصادى حيث تساهم جهود الحكومة فى تخفيف الأعباء على الأسر فى دعم الاستقرار الاقتصادى للبلد ويتم توفير الدعم المالى والخدمات الاجتماعية اللازمة، تعزيز الرفاهية الاجتماعية بفضل جهود الحكومة فى تخفيف الأعباء على الأسر، يمكن تحقيق الرفاهية الاجتماعية،إذ يشمل ذلك توفير فرص العمل اللائقة والحماية الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليم المناسب، ومن خلال تعزيز الرفاهية الاجتماعية، يمكن للأسر أن تعيش حياة أفضل وتحقق تحسينات فى مختلف جوانب حياتها.

إقبال كبير على معرض «أهلاً مدارس وتوقعات بتجاوز المبيعات 45 مليون جنيه.. ومواطنون: أسعاره أرخص بكثير من غيرها

ونوه الخبير الاقتصادى إلى معارض «أهلًا مدارس» وقال إنها تعتبر من المبادرات الهامة التى تسعى لتخفيف الأعباء المالية على المواطنين فيما يتعلق بتكاليف التعليم، حيث توفر هذه المعارض فرصة للعائلات لشراء المستلزمات المدرسية بأسعار مخفضة وتخفيضات خاصة، تعتبر تكاليف التعليم، مثل شراء الزى المدرسى والكتب وغيرها تمثل عبئا ماليا على الأسر، وخاصة العائلات ذات الدخل المحدود، ويمكن لمعارض «أهلًا مدارس» أن تسهم فى تخفيف هذا العبء وتوفير فرصة للأسر للحصول على المستلزمات المدرسية بأسعار معقولة، بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه المعارض فى تعزيز المشاركة المجتمعية وتعزيز الوعى بأهمية التعليم.

وأكد الخبير الاقتصادى أن معرض أهلاً مدارس، حقق العام الماضى مبيعات تقدر 45 مليون جنيه، ومن المتوقع أن تزداد مبيعات العام الحالى خاصة بعد زيادة المعروض من الملابس والخامات المتعددة.

تحذيرات

حذّرت الدكتورة نادية جمال، استشارى علم النفس، أولياء الأمور من الحديث عن أزماتهم الاقتصادية بشأن العام الدراسى الجديد أمام الأبناء.

وقالت استشارى علم النفس إنّ الحديث عن أزماتهم الاقتصادية ومدى المعاناه التى يعيشوها بسبب حلول العام الدراسى الجديد أمام الأبناء تشعرهم بالحزن الشديد والاكتئاب وشعرهم بكونهم «الحمل التقيل» على آبائهم وتؤثر بالسلب على قدرتهم على استيعابهم للدروس وقد يصل الأمر إلى انتكاسة نفسية لهم داخليًا تطفئ لهم فرحة العام الدراسى.

الدكتورة نادية جمال

وأشارت استشارى علم النفس إلى أنّ كثيراً من الأسر يلجأون إلى استخدام الزى المدرسى مرتين خاصة إذا تبادل الأشقاء الملابس، لكن هنا لابد أن تقوم الأسرة بتعديل بعض الشىء فى الزى، فلا بد أن يكون هناك تفصيل جديد له والمعنى هنا بالتفصيل الجديد شراء أى شيء خاص بالمستلزمات المدرسية جديدة سواء كوتشى أو جزء من الزى المدرسى أو الكشاكيل ونشاركهم الرأى فى اختيار اللون والخامة حتى يشعرون بفرحة العام الجديد.

«الأطفال دلوقتى بقوا فاهمين كل حاجة وشايفين متاعب الآباء».. تستكمل الدكتورة نادية حديثها وتقول إن هناك الكثير من الأطفال يتمتعون بالذكاء الاجتماعى ويلتمسون ظروف آبائهم والحديث مجدداً أمامهم عن معاناة العام الدراسى الجديد لهم أمر فى غاية الخطورة وتشعرهم بالحزن طوال العام والغيرة مع الوقت أمام غيرهم من الزملاء.