رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

«الإنترنت» دولة جمعت كل شعوب العالم، لا حاكم فيها إلا ‏العقل والذوق والدين والتربية والرقى، فإذا كانت بصمة أصبعك ‏تثبت هويتك الشخصية، فبصمة لسانك أيضا تثبت حصاد تربيتنا ورقى أخلاقنا.

ففى السنوات العشر الأخيرة تعرض المجتمع لهزة عنيفة أصابته فى عقر داره، حتى أصيب بالمرض والكهولة والشيخوخة فى العقل وإعياء القلب والعقل كمان، وقلب موازين روحية وعقائدية فى الدين والدنيا حتى تلوثت أسماعنا وأبصارنا لنرى ونسمع العجب العجاب تراجع دور العلماء ليحتل الجهلاء والسادة المنافقون الصفحات الأولى، حيث أصبحت السوشيال ميديا روادها ملايين من الحشود الجماهيرية بمنصاتها الهلامية السابحة فى قلب فضاء فوضوى منبراً ملوثاً لترميز التافهين فى محاولات للاستعانة بالمعجبين والمتابعين لحصد أكبر عدد من المشاهدات التى تحقق مكاسب فى الثراء السريع، خلال عرض محتوى رخيص يجذب الحشرات البشرية الدنيئة التى وقعت فى فخ الشبكة العنكبوتية الضارة. ولأن المجتمع للأسف أصبح قابلا للخداع مع تدنى مستوى الذوق العام، وتوحش غول ارتفاع الأسعار وقطاره الذى لا يقف، ولا نعلم إلى أين المصير والفقر يطل بأنيابه على الغلابة والمساكين، ويملك أيضا مقومات تراثية للاستغفال والاستغلال جاذبة للأفاقين، لأن ثقافته وطريقة تفكيره ومجموع القناعات السائدة فى العقول تم تشويهها وإتلافها بفعل وكيل لئيم خبيث منذ أن بدأت بصناعة الفساد «الاندرويد» الذى جاء من غزو الفضاء الخارجى أشد فتكاً وضرراً من القذائف والدبابات، ولم يتم للآن البدء فى تطهير ألغامه وكسر نفوذ مخربيه حتى تنجلى شخصية مصر الحقيقية التى تتصف بالحياء والخجل فلم يعد له «حمرة وجه». نحن متجهون بسرعة البرق نحو الجاهلية، ‏لكن هذه المرة لن يرسل الله أنبياء لإنقاذنا.

بعد أن احتلت منصات التواصل الاجتماعى قلب وعقل المجتمع المصرى والعربى كله، حتى قدمنا «الانترنت» لكل أفراد العائلة وكل الطبقات حتى «العدمانة» على حد قول البعض، ففى الإنترنت يرتدى بعض الرجال قناع الرجولة، وترتدى بعض النساء رداء العفة، جميعهم يوسف وجميعهن مريم، فى الإنترنت امرأة عزيز أخرى تراود رجلًا على حبها، ورجل لا يتمنع، المشكلة أن الكل رومانسى، والكل متحضر والكل مثقف والكل أبيض والكل نقى، الكل فارس والكل شجاع، والكل يطالب الديمقراطية، والكل يلعن متخفيا تحت رداء الاسم المستعار وما أكثرهم وألعنهم.. حشرات بشرية تسبح فى الفضاء، والكل كمان ابن ناس فى الإنترنت يعشقون من أول محادثة، فكل إضافة جديدة صيدة وكل رسالة خاصة صيدة، وكل وردة فيها «صيدة». فى الإنترنت لا يتقدم العمر بأحد فلا يوجد رجل مسن ولا توجد امراة قبيحة، فكلهن ملكات جمال وكلهم فرسان قبائل، فى الإنترنت الثمار ليست على بذورها، فلا تنتظر أن تحصد ما زرعت، فقد تزرع الوفاء وتحصد الخيانة. فى الإنترنت كل الأحلام وردية، ‏متصنع الود أخطر وأخبث وأحقر مئات المرات من صريح العداء، وكل الوعود وردية وكل الحكايات وردية وكل الليالى وردية والواقع مغاير تماما لحقائق البشر إلا من رحم ربى. اللهم ثبت عقولنا أمام مغريات الدنيا وكل ما يحيط بنا، فلا حول ولا قوة لنا إلا بك، بكَ نستعين وبكَ نستجير وبكَ نكتفى. 

ماجدة صالح سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية 

magda [email protected]