عروس المولد النبوى.. من الحلاوة لــ«دمية» بلاستيك

 شهدت عروس المولد النبوى الشريف تطورًا مستمرًا، منذ العصر الفاطمى وحتى الآن، وارتبطت عادات المصريين بعروس المولد النبوى، وإهدائها إلى العرائس فى الموسم مع حلوى المولد، فكان الأهالى فى القرى والأحياء الشعبية يحملون حلوى المولد فى «سبت» مكشوف وصينية محمول عليها «عروسة حصان» من الحجم الكبير، ومع التطور تلاشت هذه العادة، وحلت العروس البلاستيك بدلًا من العروس «السكر».

يقول على عبدالحكيم، صنايعى «عروسة المولد»: إنه لم يشهد صناعة العروس الحصان المصنوعة من السكر، ولكنه يتذكر عادات الأهل فى جلبها كنوع من الاحتفال بالمولد النبوى، لإسعاد أطفالهم، وكانت تسير العادة فى الأحياء الشعبية والقرى المصرية أن يأخذ الخُطًّابُ العروسة الحصان، للعرائس مع حلوى المولد فى الموسم، وفى آخر المطاف كانت تأُكل أو تطهى بها المهلبية.
ويوضح عبدالحكيم: أحياء القاهرة القديمة لم تعُد تصنع العروسة الحصان منذ سنوات ولكنها موجودة فى طنطا حول مسجد السيد البدوى، ومناطق من محافظات الصعيد والدلتا.

 ويحكي أنه تعلم فن صناعة عرائس المولد من زوجته، وامتهنها بشكل كامل منذ ثلاث سنوات، وكانت تتخذها هواية وتبتكر عرائس المولد للأهل والأصدقاء فى المواسم، ثم تطورت الصانعة معها وأصبحت تصنع العرائس وتبيعها لأهل المنطقة بأسعار رمزية.
 ويوضح أنه يصنع عرائس المولد بكل أحجامها، وهى عبارة عن أجزاء، منها: شاسيه العروسة من الحديد، والجزء العلوى عبارة عن عروسة بلاستيك «دمية» نركب لها شعرًا ونلبسها فستانًا من التُل.
 ويضيف: أن أسعار عرائس المولد تختلف بحسب الأحجام، والتى تتراوح ما بين 60 جنيهًا وحتى 120 جنيهًا، ويتابع أنه يُنتج فى نطاق منطقته، وبحسب إمكانياته المادية على شراء الخامات، ويواصل: أن أغلب الزبائن من أهل المنطقة، وهناك من يأخذ عروسة لابنته، وهناك يأخذها إلى عروسه، وأوقات يأتي صاحب محل على قده شغال فى حلوى المولد يأخذ خمس عرائس يعرضها إلى جانب المنتجات الأخرى.
 ويشير إلى أن العرائس التى ينتجها معروفة بمسمى «جوري»، نسبة إلى كارتونة «عروسة المولد»، التى نجلبها من ضرب البرابرة، بسعر 30 جنيهًا، ويتابع: بعض الناس قد حالها يشترى العروسة دون الكارتونة من أجل تخفيف السعر ويأخذ فى شنطة، وفى ناس مقتدرة تأخذ العروسة بالكرتونة بسعر 120 جنيهًا.