عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

«لقد مارست العمل العام كمسئول فى وزارة الثقافة لفترة ثم كرئيس لجمعية أهلية. التجربتان شهدت فيهما معاناة مريرة، فهناك دائمًا منظومة من المصالح والبيروقراطية والروتين تعوق أى شخص مخلص يتصدى للعمل العام، وعندما كنت مسئولًا عن الحرف التقليدية والشعبية بوزارة الثقافة رأيت هذه البيروقراطية من موظفين صغار، فالمسئولون الكبار عادة ما تكون لديهم رؤية وخطة وهدف، إلا أنها تصطدم بالكثير من المعوقات المتمثلة فى اللوائح والأعمال الروتينية التى تقتل الروح الإبداعية، أما فى إحدى الجمعيات التى تهتم برعاية الفنون التراثية والمعاصرة، فقد اهتممنا بالحرف التقليدية التى توشك على الاندثار، فقد وجدت معاناة أخرى فى التعامل مع هيئة الآثار باعتبارها مسئولة عن المكان الذى خصصته وزارة الثقافة للجمعية فى وكالة الغورى، فقد اتهمنى أحد مفتشى الآثار بتبديد الأثر بسبب طريقة عرض المشغولات اليدوية فى المكان، رغم أن وزير الثقافة نفسه افتتح أكثر من معرض بالجمعية، وعندما توجهت إلى الوزير وشكوت له، تفهم الأمر وطالب المسئولين بإنهاء هذه القضية، إلا أنها ظلت تنظر فى المحاكم لفترة طويلة للأسف!

كانت تلك الفقرة غيضًا من فيض لرؤى وهموم وطموحات الفنان التشكيلى الرائد والوطنى النبيل عز الدين نجيب (مع كل التمنيات وخالص الدعوات بالشفاء العاجل واجتياز الوعكة الصحية بسلام).. والذى ظل يقدم برامج تنفيذية فاعلة عبر العديد من المناصب القيادية التى تقلدها داخل أجهزة ومؤسسات وزارة الثقافة، ومن خلال منظومات العمل الأهلى، والتى كان لفناننا والناقد الفنى عزالدين نجيب فضل مبادرة وتكوين ونشأة أنشطة ومؤسسات تقود أمور الحفاظ على التراث الفنى والشعبى وتنظيم المعارض الإبداعية ورعاية ودعم العاملين والمبدعين من أهل العمل الإبداعى وأيضاً الفطرى فى هذا السياق.

حقاً، لا أعلم السبب الحقيقى وراء عدم استثمار المُنتج الثقافى وترويجه تجاريًا لمعالجة أزمة عدم توافر الموارد المالية الكافية لتقديم الخدمات الثقافية للمواطن المصرى، ورغم وجود بنية أساسية يمكن البناء عليها لتصل تلك الخدمات إلى المواطن فى كل ربوع المحروسة بوفرة وجودة وبلا مقابل، أو بمقابل مُحفز ومدعوم ونحن نعيش مرحلة نطالب فيها بزيادة وعى الجماهير وتطوير الخطاب الثقافى!

بداية، أرى ضرورة وجود مركز بحثى تابع للمجلس الأعلى للثقافة محدد الأهداف المرحلية الآنية لإعادة تأهيل البيت الثقافى من جديد (على سبيل المثال لا الحصر: إعادة فتح وتشغيل قصور وبيوت الثقافة حيث لدينا نحو 500 قصر وبيت ثقافة بمصر، لا يعمل منها سوى قرابة الـ200 قصر، ونحن بحاجة لإعادة العمل والهيكلة لتلك المقار وفق ما جاء على لسان باحث مشارك فى مؤتمر ثقافي). وعلى أن يُلحق بذلك المركز البحثى العلمى إدارة لاستطلاع الرأى والقياس للإعداد الجيد لتقديم المزيد من ألوان المُنتج الثقافى والفنى للجماهير من قبل أهل الإبداع.

نعم، ونشترى ونبيع منتج الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية، نتعاقد مع أصحاب التميز الدولى فى الفنون الأوبرالية والموسيقية والمسرحية والتشكيلية لنقل إبداعات العالم إلى منصات العرض المصرية وفق خطط وبروتوكولات تعاون لتحقيق أهداف ثقافية وسياسية وسياحية تتعلق بمصالح مشتركة وأهداف وطنية تنموية.

وفى المقابل وبمجرد استكمال الهيكلة الإدارية الجديدة والانتهاء من أعمال البنية الأساسية يتم استثمار تلك الفعاليات تجاريًا، مثل تصويرها وتسويقها بكل وسائل الميديا وفى مقدمتها التسويق الإلكترونى.